بعد أن تجاهلت الجهات المختصة مطالبهم قامت الدفعة الأخيرة من خريجي المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي بالاعتصام والإضراب المفتوح داخل مبنى المعهد نتيجة ما تعرضت له دفعة خريجي المعهد من تعسف وتعامل لا مسئول من قبل وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان ومن تجاهل وتعنت تجاهها وتجاه قضايا أولئك الخريجين في الحصول على حقوقهم المشروعة والمكفولة وفق كل القوانين العسكرية كون خريجي دفعة المعهد للقوات الجوية بعد 3 سنوات من العناء والتأهيل العسكري وفق أعلى المستويات الفنية العسكرية وحصولهم على شهادات التخرج لم توليهم الجهات المختصة أي اهتمام ولم تمنحهم أدنى حقوقهم العسكرية وهي الترقية إلى رتبة ضابط حسب ما تقضيه لائحة القانون العسكري ومساواتهم بزملائهم خريجي المعاهد العسكرية الأخرى ورغم كل الأوامر والتوجيهات العليا إلى وزارة الدفاع وهيئة الأركان الواضحة لاعتماد ترقية أولئك الخريجين “ضحايا اللامبالاة واللامسئولية” ناهيك عن العديد من الممارسات والمخالفات المتجاوزة والمخلة بالقانون وحقوق الطالب التي سنورد أبرزها من خلال هذا الموضوع إضافة إلى الأوامر والمذكرات المؤيدة لأحقية وشرعية مطالب خريجي المعهد. مؤهلات عالية وحقوق مهدورة.. رغم حصول خريجي المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي على كافات المسوغات القانونية المستوفية لكل شروط الترقية من ناحية التأهيل العلمي والواقع المهني في برنامجها الدراسي الذي لا يقل في مستوى برنامجه الدراسي والتأهيلي عن البرنامج الدراسي لطلاب كلية الطيران بل يزيد من حيث الكفاءة والتأهيل العملي حيث يفوق في بعض الجوانب التخصصية كلية الطيران حيث تبلغ عدد الساعات الدراسية في الكلية(3005) ساعة بينما تبلغ عدد الساعات في المعهد (3490) ساعة ورغم أن المعهد ليس لديه برنامج مماثل للبرنامج العسكري للكلية إلا أنه يطبق روتين ولائحة الكلية بحذافيرها في الجهد البدني والدراسي مما جعل من خريجي المعهد قوة عاملة مؤهلة في كافة مستويات وتخصصات الدفاع المدني والطيران، كما لا يوجد أي معهد فني عسكري في العالم بنظام ثلاث سنوات يتخرج منه الطلاب برتبة صف ضابط إلا خريجي المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي في اليمن.. أوامر وتوجيهات عليا في سلة المهملات.. إن من أشد الجوانب فداحة وعدم احترام للقانون تجاهل وزارة الدفاع وهيئة الأركان المكلفين بتطبيقها أوامر عليا في حق خريجي معهد القوات الجوية والدفاع الجوي الصادر بتاريخها ولوائح القانون المؤيدة والمتمثلة في: مذكرة رئيس الجمهورية إلى وزير الدفاع رقم (389) بتاريخ 6 /6 /2011م بشأن ترقية خريجي المعهد الفني إلى رتبة ضابط أسوة بزملائهم خريجي المعاهد الفنية (دبلوم ثلاث سنوات). مذكرة قائد القوات الجوية السابق رقم (76 / 166) بتاريخ 24 /1 /2012م إلى وزير الدفاع. مذكرة قائد القوات الجوية والدفاع الجوي الحالي رقم (421/521) بتاريخ 21 /1/ 2012م إلى وزير الدفاع. مذكرة قائد القوات الجوية الحالي رقم (562/462) بتاريخ 30 /5 /2012م إلى نائب رئيس هيئة الأركان. مذكرة نائب رئيس هيئة الأركان للقوى البشرية رقم (4080) بتاريخ 9/6/2012م إلى رئيس هيئة الأركان. مذكرة مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة رقم (2/708) بتاريخ 11 /7 /2012م إلى وزير الدفاع. مذكرة قائد القوات الجوية والدفاع الجوي رقم (652/752) بتاريخ 15/7/2012م إلى مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة. التمييز وسيادة الوساطة إن من المؤلم والمخيب للآمال ما عاناه ويعانيه خريجي المعهد الفني من معاملات اقصائية وما يمارس ضدهم من محسوبية من قبل بعض الكليات العسكرية ومعاهد التطوير والتأهيل والدراسات والتعليم العالي والجامعات الحكومية مما يضطر أولئك الخريجين إلى الالتحاق بالجامعات الخاصة وتجرع الأمرين فيها بسبب رسومها الباهظة مقارنة بما يتقاضون من رواتب رغم حصولهم على شهادات الدبلوم الفنية وحمل بعضهم لمؤهلات جامعية، كما أنهم لا يمتلكون أي امتيازات مالية أو فنية بحكم تخرجهم بالدبلوم الفني حيث أن هناك من هم أقل منهم تدريباً وتأهيلاً من خريجي المعاهد المدنية أو العسكرية نظام سنة وسنتين أو مراكز ستة أو تسعة أشهر يحملون دورات كمبيوتر و إنجليزي ويتم ترقيتهم وفقاً لسيادة وسطوة الوساطة والخضوع للمعايير الشخصية. من خريج إلى عامل حراسة.. لماذا لا يعامل خريجي المعهد الفني للقوات الجوية كضباط أو حتى كصف ضباط أو بادئي ما يليق بوضعهم بل ما زالوا يقومون بالمناوبات والحراسات؟ هل هكذا يجب أن يعامل خريجي المعاهد العسكرية؟ وهل يعامل مثل هؤلاء الخريجين بهذه الصورة في اليمن فقط؟ وهل كانت دراستهم الفنية من أجل القيام بدور الحارس؟ ترقية إلى الأسفل إن من المفارقات الأكثر غرابة ومرارة أن يتخرج طالب المعهد الفني للدفاع الجوي بعد 15 عاماً وهو يحمل رتبة مساعد أول بمجرد التحاقه بالقوات المسلحة والأمن أما الترقية العسكرية المكفولة والتي ينص عليها القانون العسكري للتخرج وهي رتبة ملازم ثاني بعد التخرج لكن الذي يجري أنه يتم إعادته إلى رتبة رقيب.. فأين وزارة الدفاع؟ وإلى أين وصل حالها وحال خريجي المعهد الفني والمعاهد العسكرية الأخرى في اليمن؟!
