مشروع "مسام" ينتزع 1.375 لغمًا خلال الأسبوع الثالث من مايو    البركاني يدعو لتوفير الحماية للفلسطينيين واتخاذ خطوات رادعة تجبر الاحتلال على إيقاف الابادة    تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية صباح اليوم    بالصور.. الهلال السعودي يعلن تجديد عقد جيسوس    الدوسري يتفوق على رونالدو في سباق الأفضل بالدوري السعودي    الحوثيون يفرضوا ضرائب باهظة على مصانع المياه للحد من منافستها للمصانع التابعة لقياداتها    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    تهامة: مائة عام من الظلم وحلم الاستقلال المنتظر    "البحر الأحمر يشتعل: صواريخ حوثية تهدد الملاحة الدولية والقوات الأمريكية تتدخل وتكشف ماجرى في بيان لها"    شباب الغضب بوادي وصحراء حضرموت يؤيدون مخرجات اجتماع المجلس الانتقالي    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    وهن "المجلس" هو المعضلة    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي ماهر وأسرته تعتبره حكماً سياسياً    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    قوات الأمن تداهم حي الطويلة في عدن وسط إطلاق نار كثيف    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليلة سقوط صنعاء
نشر في يمنات يوم 17 - 01 - 2013

إنها رسالة حياة، قبل أن تكون مسيرة، رسالة تقول للجميع: «نحن هنا.. اننا قادمون، لن نقبل أن يخفت وهج الثورة».. شباب وفتيات امتطوا صهوة التحدي والاصرار، وانطلقوا صوب المستقبل، في مسيرة غابتها الحياة.. حياة شعب وحياة وطن.. حتى ولو أدى الأمر إلى وفاة المشاركين فيها.. أيام معدودات كشف الله بها الخبيث من الطيب، التقطت فيها تعز زمام المبادرة وحزمت حقائبها ومضت رحلة تاريخية تعانق أخواتها.. إب- ذمار، صنعاء العاصمة، مواقف وذكريات لا يخالجها النسيان، رسالة قالت للعالم كم أن في اليمن أناس رائعون امتزجت خلايا أجسادهم بعبق التاريخ وعطر الحرية، وشذى الحضارة، فأثمرت حياة أبية، تاريخ ميلادها.. مسيرة.. مسيرة الحياة..
وها نحن اليوم ونحن نرمق ألق الذكرى ونتصفح سطور الذاكرة.. نعتز بإستطلاع نخبة من شباب وفتيات المسيرة الخالدة، لينثروا حولنا بعضاً من زهور ذكرياتهم المعطرة..
أمين راجح
شيناز محمد الأكحلي: (ناشطة حقوقية، عضو الهيئة التنفيذية للمجلس الثوري-تكتل شباب الثورة- تعز) تحدثت قائلة:
“لقد كان الدافع في مشاركتي في مسيرة الحياة الراجلة إلى صنعاء هو اندفاع الشباب وتحمسهم للمسيرة لإيصال رسالة قوية للنظام بأننا قادرون أن نهز عرشه مهما كان بعيداً سنصل إليه حتى حفاة، أردنا أن نتحدى الصعوبات خاصة وأن المسافة بعيدة لنثبت للكل أن الثورة إصرار وتحدٍ.. قدرنا المسافة بعشرة أيام وكنا نتمنى أن نقطعها في يومين لنحقق هدفنا، ولكن شاءت الأقدار أن نقطعها بخمس أيام.. خلال تلك الفترة واجهنا الكثير والكثير من المتاعب رغم ذلك عشنا مواقف جميلة ستظل محفورة في الذاكرة إلى أن نموت ومن هذه المواقف أنه بعد توقف بلاطجة النظام للضرب الناري في دار سلم.. حدث موقف ابكاني كثيراً ولا يزال كذلك وهو لحظة التقاء شباب مسيرة تعز مع شباب مسيرة صنعاء بعد فك الحصار عنا.. كان الكل يحضن الآخر ويبكي وكأنهم يعرفون بعض من سنين.. كان كل واحد يتمنى أن يفدي الآخر بروحه.. في تلك اللحظات عشنا الثورة بكل معانيها وعرفنا أن الثورة والحرية..اسمى شيء في الوجود..
وبعد خروجنا من خدار كان الشباب دون صبوح دون عشاء من الليلة السابقة كنا منهكين وبدأ الوقت يقترب من المغيب ونحن لم نذق شيئاً، خصوصاً بعد الاعتداء والضرب الذي تعرضنا له، لقد كنا متعبين وإذا بنا نتفاجأ بمجموعة من شباب قبائل صنعاء يوزعون اللحم والأكل علينا.. موقف لا ينسى لازلت أشاهد الشباب وهم يفترشون الأرض حفاة يأكلون الطعام وكأنهم خرجوا من معركة طال جوعهم فيها..
أيضاً لا يمكن أن أنسى دور القبائل في حماية المسيرة، أذكر عندما اقتربت المسيرة من ذمار قام بعض البلاطجة- أعتقد أنهم من أصهار الرئيس- أو أحد ابنائه بالاعتداء على الشباب وأخذوا من حوزتهم النقود والتلفونات والكاميرات وتدخلت القبائل واخرجوهم.. هناك مواقف محزنة أيضاً لا يمكن أن ننساها ولو كتب كل منا مذكراته عن مسيرة الحياة لخرجنا بمئات الكتب..
اللهجة الصنعانية تنقذ فتيات من الاختطاف
من تلك المواقف التي ضاعت فيه شهامة الرجل اليمني قيام بعض البلاطجة بعد مرورنا من مدينة معبر بخطف مجموعة من شابات تعز- تقريباً اربع- ثم حجزهن داخل دكان، لم يتحمل أحد الشباب ذلك التصرف فدافع بروحه ليحرر الشابات الاربع من الاعتقال وكانت النهاية أن قاموا بقتله، وبذكائهن خرجن من الاعتقال بعد أن تظاهرن انهن من صنعاء والتحدث مع المختطفين باللهجة الصنعانية، ذلك التصرف اخرجهن من مأزق لا يحمد عقباه..
جريح يفارق الحياة قبل وصول الكعك
ومما أذكره أيضاً بعد أن وصلنا ساحة التغيير قررنا زيارة المستشفى الميداني لتفقد الجرحى والموتى.. أول ما دخلت المستشفى تفاجأت بوجود الطفل بسام (من تعزعمره 12 عاماً.. كان دائماً يخرج في المسيرات في المقدمة وكنت اتوقع استشهاده في أي لحظة) كان مصاباً بطلقة بالرجل.. كان زعلان ويرفض الحديث.. لا يتكلم مع أحد بسبب سوء المعاملة وأول ما شافني تحدث إليَّ قائلاً: “ما فيش معاك جاكت زيادة؟” كان يرتعش من البرد لم يطلب المجارحة بسبب الاهمال.. ذلك كان سبب زعله ورفضه للكلام.. شارك في المسيرة إلى صنعاء رغم ذلك كان يلبس شميز ضعيف دون فنيلة، خلعت الشاكت وقدمته له فابتسم فاستغرب الدكاترة بعد أن تبسم وتغيرت ملامح وجهه، لازلت أذكر ذلك الموقف.. موقف آخر لايزال يبكيني أيضاً داخل المستشفى الميداني أحد الجرحى طلب من أحد الشابات المستقبلات للجرحى- من بنات صنعاء- قال لها يا خالة انا جيعان ذهبت الأخت لتحضر له بعض الكيك بسرعة فعادت وقد فارق الحياة..
كانت تلك آخر عبارة لفظ بها “يا خالة أنا جيعان” رغم أن العصير كان في جيبه لكن بسبب شدة الألم نسي تلك الفتاة المستقبلة لم تتحمل الموقف فانهارت بالحال وعانت من ذلك الموقف كثيراً..
وأخيراً أريد أن أوضح أنه رغم نجاح المسيرة إلا أنها لم تحقق أهدافها كاملة خاصة بعد أن دخلت أحزاب اللقاء المشترك فقد عرقلوا الهدف المرسوم.. حيث كانت المسيرة شبابية بحتة لا دخل للاحزاب به ورغم وجود مجموعة من شباب الأحزاب بتوجه ذاتي دون تدخل قيادتهم وإذا بنا بعد ذمار نجد مجموعة من شابات الإصلاح وشبابهم يلتحقون بالمسيرة بعد أن حاربونا حتى عند التجار.. قابلوا بعض التجار وأخبروهم أن شباب المسيرة مندسون، ولكن بعد الالتفاف الجماهيري اندفعوا للمسيرة ولحقوا بها ووصلوا إلى فوق المنصة بالتنسيق مع الساحة فكانوا هم المتحدثين ونحن كنا أول من أعد كلمة الوصول لتلقى في الساحة، رغم ذلك تم اعاقتنا ولم نلق كلمة المسيرة.
وختاماً أقول:“إن مسيرة الحياة باقية في قلوبنا.. لم تنته ذكراها.. ستظل منحوتة في عقولنا وقلوبنا ووجداننا وثورتنا لا زالت مستمرة ولن يثنينا شيء عن تحقيق اهدافها.. لقد كانت مسيرة الحياة رسالة موجهة ليس لعلي عبدالله صالح، وإنما لكل من تسول له نفسه العبث أو تجاهل اهداف الثورة.. وأكبر رسالة نقدمها للجميع أننا قادرون على التغيير، لذلك أنا من المشاركات في مسيرة 20/12/2013م الراجلة إلى صنعاء مسيرة إحياء ذكرى مسيرة الحياة ومطلبنا محاكمة قتلة شهداء مسيرة الحياة وشنق من قتل ذلك الشاب الطاهر الشهيد من تفطرت قدمه، وسأقبل صورة تلك الأقدام المتفطرة وسأبكي عليها في عيد إحياء مسيرة الحياة”..
مخفي وفقيد مسيرة الحياة
فقيد ومخفي مسيرة الحياة “عبدالله أحمد عبدالملك” قابلنا ابنه الأكبر محمد عبدالله أحمد عبدالله، وقد تحدث عن ذكرى المسيرة قائلاً:
“لازلت أبحث عن أبي منذ مسيرة الحياة.. الوالد كان من المشاركين في الساحة.. كنا نخرج أنا وهو مسيرات بعد المحرقة آخر مرة قابلته فيها يوم مسيرة الحياة سلمت عليه بالساحة وقلت له كيف حالك؟ قال سأشارك في مسيرة الشباب.. طلب حبة سيجارة وأعطيته ثلاثة ألف حق الطريق.. شارك في المسيرة وعادت المسيرة لكن لم يعد أبي.. سألت كثيراً عنه بعض اصدقائي قالوا شافوه في ذمار وعندما ضربوهم في دار سلم كان موجود، إلا أنه لم يصل إلى ساحة التغيير شاركت في مسيرة “الروح” بالباصات إلى صنعاء لأبحث عنه رغم ذلك لم أجده.. بلغنا منظمة هود طلبوا مني صورة وقالوا اعطنا بلاغاً، أنا لا أعرف من أين البلاغ.. اخواني الستة في قرية بني مغلس.. قدس إلى الآن لم يعرفوا أين أبونا وكذلك الوالدة وهم في أشد الحاجة إليه، فهو كان من يرعانا.. كل يوم اسأل الناس.. واعرض عليهم صورته.. أقول لهم من يعرف شيئاً عن أبي سأعطيه خمسين ألفاً، لكن كل شيء سراب في سراب..”
كفيف مسيرة الحياة
الكفيف/ عرفات أحمد محمد عبدالجبار (19عاماً) رغم أنه كفيف البصر إلا أنه كان من المشاركين في المسيرة وقد تحدث إلينا قائلاً:
“عندما سمعت بمسيرة الحياة قلت ضروري ما شارك. كثير من الناس كانوا يحذرونا وما يريدونا أشارك فصممت المشاركة.. كانت أحلى مسيرة وأحس بحلاوتها أكثر عندما كان الهتاف يملأ الشارع والمنعطفات وكان كلما اقتربنا من صنعاء يزيد الحماس.. كانت الأمور أكثر صعوبة كوني لا أرى رغم ذلك لم أتردد من مواصلة السير وأشكر هنا الأخ/ أحمد محمد عبدالرزاق من العسكر المنظمين للساحة.. من أمن مركزي البيضاء.. انضم للثورة بتعز كان أباً وأخاً وكل شيء كان دليلي في المسيرة.. كان يتفاقدنا ولم يغفل عني قط إلى أن وصلت صنعاء.. جلسنا مع بعض في ساحة صنعاء ونزل معي إلى تعز.
الحمد لله لم أشعر بخطورة دار سلم لأن ما واجهته يوم المحرقة كان أشد من ذلك.. حاصرونا إلى اليوم الثاني بالساحة ولكوني معاقاً لم أستطع الخروج إلا بعد أن جاء وليد ابن اخ الاستاذ قاسم أحمد المزهري إلى الساحة وأنقذنا..
جلست عاماً بالساحة ولم تمر مسيرة إلا وشاركت فيها وقد شاركت أيضاً في مسيرة الحديدة الراجلة إلى صنعاء.. والشيء الذي زادني أصراراً وتمسكاً بالثورة هو استشهاد أخي/ الطفل/ محمد أحمد محمد عبدالجبار (5 سنوات) أثناء العدوان على تعز..
ستظل ذكرى مسيرة الحياة في وجداني وذاكرتي رغم أننا كنا أحياناً لا نجد الأكل ولا الشرب ولا الماء لنصلي.. رغم البرد كانت مسيرة الحياة حلوة، لا يمكن أن أنسى دور مشائخ وقبائل ذمار خرجوا ليحموا المسيرة ويستقبلوها كأنهم يستقبلون موكب رئاسة إلى أن وصلنا قرب مدينة صنعاء.. إلا أن أكثر ما أحزنني في المسيرة هو سقوط العديد من الشهداء والجرحى في دار سلم..”
مسيرة في موسوعة غينيس
الاستاذ/ عبدالجليل محمد عبدالله القريضي- رئيس لجنة مراجعة البرامج في الساحة، ورئيس مكافحة لجنة الفساد وناشط قانوني- أحد المشاركين في المسيرة وقد تحدث قائلاً:
“مسيرة الحياة الراجلة دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية في العالم وقد أدت رسالتها حيث أفشلت المؤامرة الخليجية وأثبتت للعالم مدى إصرار وصمود أبناء تعز بشكل خاص وأبناء اليمن بشكل عام، الكل شارك في تبني فكرة المسيرة وعلى رأسهم الاستاذ الثائر الجسور المحامي/ محمد قاسم الجابري وتم مناقشة الفكرة من قبل الثوار فآتت الفكرة ثمارها.
لقد أبكت مسيرة الحياة من لا يبكي وأشعرت من لا يشعر كما عكس ثقافة ووعي أبناء تعز، وبعد عام من مضي المسيرة هاهم أبناء تعز واللجنة الاشرافية لمسيرة الحياة استعدوا للاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة وسيروا بمسيرة راجلة إلى العاصمة.. وستحط رحالها في جولة دار سلم حيث سقط هناك شهداء مسيرة الحياة، والهدف ايضاً المطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة القتلة.
خدار المسيرة والثورة
نادية الهمداني: “شاركت بالمسيرة إيماناً بأنها ستعمل نقلة نوعية للثورة خاصة بعد ركود الثورة بسبب ما تعرضت له مدينة تعز وساحاتها: فبعد سقوط الشهيدات، وبعد وصول مسيرة أبناء المعافر إلى ساحة تعز بدأت فكرة المسيرة الراجلة إلى صنعاء.. مسيرة المعافر الراجلة بعثت الروح في مسيرة الحياة.. كنت أكثر المتحمسين وكان الكل معارضين لي في الساحة لأنه لا يوجد حريم حسب قولهم.. فقلت لهم باروح الوحيدة من النساء وما في أكثر ثوري مني فصممت ورحت.. كنت الوحيدة ثم ازداد العدد وتحركنا (13 امرأة) يوم خروج المسيرة في 20/12/2011م- الثلاثاء صباحاً- وما وصلنا صنعاء إلا ونحن بالآلاف.
وكانت بالنسبة لي وللجميع أصعب المواقف منطقة خدار وما حصل في خدار.. الشخص الذي لم يشارك في المسيرة وشارك في خدار كأنه شارك في المسيرة كلها بسبب المعاناة في تلك الليلة، وليس من سمع كمن شاهد وعاش الحدث.. كنت اشوف الذي حافي والذي جاوع والذي بدون فنيلة.. لا بطانيات.. لا كهرباء.. البرد قارس.. كان البرد يمزق الأجسام.. كنت ارتعش لاإرادياً- وأذكر موقفاً مؤثراً- احد الشباب رآني فأعطاني بطانية..موقف لا أنساه- من شباب ساحة الحرية- قلت له وأنت؟! قال معي وحدة أخرى وإذا بي أخرج الساعة الواحدة لأتفقد بعض الاخوان وأشاهد ذلك الشاب نائم على الأرض بدون بطانية.. موقف لا أنساه.. كان الإيثار من الجميع.. أنا أيضاً لم أخذ البطانية دخلت إحدى غرف المدرسة فوجدت 25 شابة جالسات في غرفة صغيرة في البرد فأعطيتهم البطانية وبقيت أنا والدكتورة/ ألفت الدبعي جالسات إلى الصبح.. كنا ننعس ونستيقظ ونحن جنب بعض، هذا أحد المواقف الإيجابية ومن المواقف السلبية سوء المعاملة من الطرف الآخر خاصة في النقطة حق خدار.. جابوا بنات من حق البلاطجة لتفتيشنا.. كانت تمسك الحقيبة وتفرغ محتواها إلى الأرض.. كان التفتيش فيه نوع من الاذلال رغم ذلك لم اسكت وقلت للجميع با تعيشوا خدم، وبا تموتوا خدم..
ومشاركتي في مسيرة 20/ 12/ 2012م لنعيد شيئاً من الثورة لأن الثورة تقتل كل يوم من الإصلاح وإن شاء الله هذه المسيرة ستعيد مجد الثورة ولن نتراجع حتى لو كنا قليلين وسنظل بالساحة إلى أن نموت أو ننتصر..
جريح مسيرة الحياة يعاني الإهمال
مشير عبد الرحمن عبده ثابت- 27 عاماً من قرية الذراعين صيفان اعروق- لا يزال يعاني بسبب إصابته في مسيرة الحياة وقد تحدث: “أنا من أوائل المشاركين في الساحة والمطالبين بإسقاط النظام.. شاركت في مسيرة الحياة وعندما وصلت إلى جولة دار سلم يوم 24/12/2012م كنت أحد المصابين، في البداية هجموا علينا بالهراوات بالرؤوس والظهور وبعدما حاولنا الدفاع عن انفسنا باشرونا بإطلاق النار.. كان نصيبي طلقتين بالخصر.. في البداية اسعفونا إلى المستشفى الميداني وبسبب سوء حالتي حولونا إلى مستشفى الكويت ثم إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا.. أخرجوا الرصاص ولكن لم اتماثل للشفاء وظل الدم يخرج من الدبر بسبب انزلاق المستقيم.. حدث سقوط شرجي للمستقم ولا زلت بحاجة إلى عملية أخرى لإصلاح وتثبيت المستقيم من البطن مع تركيب الشبكة الداخلية حق البطن حسب التقارير الطبية- الموضوعة أمامك- من مستشفى اليمن الدولي.. احتاج لإجراء عملية بالخارج حسب التقرير وسوف يكلف ذلك الكثير ونسبة نجاح العملية قليل.. خائف يعطوا العضو الذكري وقد افاد التقرير إذا لم تتم العملية سوف اتعرض لمضاعفات قد تؤدي لارتفاع التكاليف.. هناك جرحى سفروهم الخارج وحالاتهم أقل مني وأنا لم يتجاوب معي أحد.. قدمت تقرير للجنة وصال وأخذوا التقرير الأصل وهددونا ورفضوا اعادته.. معي مذكرة عند الرئيس عبدربه من تاريخ 1/9/2012 ولم يتجاوب معي، أوصلت التقارير ومذكرة سفري إلى محافظة تعز ورد المحافظ على الملف (نعتذر) وقال روح عند عمي عبدالجبار أنا خائف لو سويت عملية يروح الموضوع وتتعطل (الجراسات) بالكامل وارجع خرنثى جمل هائج بدون عصارة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.