السعر الجديد للعملات الأجنبية مقابل الريال اليمني بعد الوديعة السعودية للبنك المركزي    خوفا من تكرار فشل غزة... الحرب على حزب الله.. لماذا على إسرائيل «التفكير مرتين»؟    اشتباكات عنيفة بين مليشيا الحوثي ورجال القبائل شرقي اليمن    حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى صعيد عرفات    مأساة ''أم معتز'' في نقطة الحوبان بتعز    انقطاع الكهرباء عن مخيمات الحجاج اليمنيين في المشاعر المقدسة.. وشكوى عاجلة للديوان الملكي السعودي    كانوا محاصرين في الحوبان    مظاهر الكساد تهيمن على أسواق صنعاء    وضع كارثي مع حلول العيد    أربعة أسباب رئيسية لإنهيار الريال اليمني    ألمانيا تُعلن عن نواياها مبكراً بفوز ساحق على اسكتلندا 5-1    لماذا سكتت الشرعية في عدن عن بقاء كل المؤسسات الإيرادية في صنعاء لمصلحة الحوثي    عبدالفتاح لا زال يقود جنوبيي الإشتراكي من قبره    دعاء النبي يوم عرفة..تعرف عليه    الحوثي والإخوان.. يد واحدة في صناعة الإرهاب    شبوة تستقبل شحنة طبية صينية لدعم القطاع الصحي في المحافظة    قوات العمالقة الجنوبية تعلن صلح قبلي في بيحان شبوة لمدة عامين    السعوديون يستعيدون نداء "خلجت أم اللاش" مع تصاعد التوترات الإيرانية في الحج ..فهل يعاد النداء يوم عرفه؟!    حتمية إنهيار أي وحدة لم تقم على العدل عاجلا أم آجلا هارون    لاعبو المانيا يحققون ارقاما قياسية جديدة    يورو 2024: المانيا تضرب أسكتلندا بخماسية    هل تُساهم الأمم المتحدة في تقسيم اليمن من خلال موقفها المتخاذل تجاه الحوثيين؟    صورة نادرة: أديب عربي كبير في خنادق اليمن!    "تعز في عين العاصفة : تحذيرات من انهيار وسيطرة حوثية وسط الاسترخاء العيدي"    الحكومة اليمنية أمام مجلس الأمن: أي عملية سلام يجب أن تستند على المرجعيات الثلاث    المنتخب الوطني للناشئين في مجموعة سهلة بنهائيات كأس آسيا 2025م    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 37 ألفا و266 منذ 7 أكتوبر    محافظ تعز يؤكد على ضرورة فتح طرقات مستدامة ومنظمة تشرف عليها الأمم المتحدة    الرئيس العليمي يشيد بمواقف قيادة المملكة من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني    السفير السعودي يعلن تحويل الدفعة الثالثة من منحة المملكة لدعم البنك المركزي    اختتام دورة تقيم الاداء الوظيفي لمدراء الادارات ورؤساء الاقسام في «كاك بنك»    فتاوى الحج .. ما حكم استخدام العطر ومزيل العرق للمحرم خلال الحج؟    يعني إيه طائفية في المقاومة؟    مقتل وإصابة 13 شخصا إثر انفجار قنبلة ألقاها مسلح على حافلة ركاب في هيجة العبد بلحج    أروع وأعظم قصيدة.. "يا راحلين إلى منى بقيادي.. هيجتموا يوم الرحيل فؤادي    مستحقات أعضاء لجنة التشاور والمصالحة تصل إلى 200 مليون ريال شهريا    أسرة تتفاجأ بسيول عارمة من شبكة الصرف الصحي تغمر منزلها    عرض سعودي ضخم لتيبو كورتوا    فضيحة دولية: آثار يمنية تباع في مزاد علني بلندن دون رقيب أو حسيب!    وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين    نقابة الصحفيين الجنوبيين تدين إعتقال جريح الحرب المصور الصحفي صالح العبيدي    وزير الصحة يشدد على أهمية تقديم افضل الخدمات الصحية لحجاج بلادنا في المشاعر المقدسة    البعداني: نؤمن بحظودنا في التأهل إلى نهائيات آسيا للشباب    اختطاف إعلامي ومصور صحفي من قبل قوات الانتقالي في عدن بعد ضربه وتكسير كاميرته    منتخب الناشئين في المجموعة التاسعة بجانب فيتنام وقرغيزستان وميانمار    الكوليرا تجتاح محافظة حجة وخمس محافظات أخرى والمليشيا الحوثية تلتزم الصمت    ميسي يُعلن عن وجهته الأخيرة في مشواره الكروي    هل صيام يوم عرفة فرض؟ ومتى يكون مكروهًا؟    وفاة مواطن بصاعقة رعدية بمديرية القبيطة بلحج    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    بكر غبش... !!!    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور الترب: بعد انتخابات 2006 كان النظام يريد أن يفكك اللقاء المشترك ولما وجد أن المشترك قوي اغتالوا جار الله عمر
نشر في يمنات يوم 19 - 03 - 2013

الخبير الاستراتيجي والاقتصادي اليمني المعروف الدكتور عبدالعزيز الترب، أو كما يسميه البعض "شيخ الزمرة" الذي عاصر التحولات السياسية في اليمن منذ ما قبل الحرب الأهلية التي نشبت بين فرقاء الحزب الاشتراكي بعدن في 13 يناير 1986م ما أصبح يطلق عليهما بالطغمة والزمرة، وكان الترب من ضمن الزمرة الذين فروا إلى شمال الوطن آنذاك وأصبح حينها المسؤول المالي الذي يصرف المرتبات للزمرة الفارين من الجنوب إلى الشمال.
عُرض على الترب رئاسة الوزراء ومحافظ البنك المركزي ومحافظ عدن إلا أنه كان يطرح شروطا لم تعجب الرئيس السابق علي عبدالله صالح وكان يرفضها.
رغم كبر سنه إلى أنه لايزال يتحرك بطموح شبابي، ويحسب كل شيء بالريال.
"إيلاف" التقت بالدكتور الترب في العاصمة صنعاء قبل انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بثلاثة أيام، وبدا الرجل رغم كبر سنه طموحا يتمتع بروح الشباب، يتحدث بلغة الارقام والاقتصاد.
في هذا الحوار طالب الترب رئيس الجمهورية عبر "إيلاف" بتسلميه ميناء عدن والاقليم الاقتصادي بمعية الدكتور أحمد القاضي وعبد القوي رشاد ووعد بأنه سيعيد عدن إلى مكانتها التاريخية خلال ثلاث سنوات وإذا لم يفعل يقدم للمحاكمة.
كما أكد على أن مشكلة اليمن الكبرى هي الاقتصاد والتنمية وإهمال الإنسان، داعيا الرئيس إلى إقالة الحكومة وتغييرها بحكومة تكنوقراط تدير المرحلة إلى الانتخابات، وحذّر من فكرة اقامة اقليمين شمالي وجنوبي في حين رحّب بفكرة الأقاليم الخمسة باعتبارها ستساهم في الحفاظ على استقرار البلد ككل.
هموم الاقتصاد الوطني ومشاكله نقرأها مع وضع بعض الحلول والمعالجات مع الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالعزيز الترب في هذا الحوار الشامل فإلى التفاصيل..
* نرحب فيك دكتور عبدالعزيز ضيفا عزيزا على إيلاف، ولنبدأ من الحوار، نحن على بُعد يومين فقط لبدء أعمال مؤتمر الحوار الوطني، هل أنت متفائل بأن الحوار سيبدأ في حل مشاكل اليمن المعقدة؟
- أنا في الحقيقة أقول بأن مؤتمر الحوار هو المخرج الرئيسي والأساسي لنا جميعا، وفي الأخير اذا لم نستطع أن نساعد أنفسنا طالما والعالم كله بدأ يساعدنا فهي مشكلة.
أما بالنسبة هل سيحقق شيء، فاعتقد انه طالما والنظام العالمي الجديد مهتم بالوضع في اليمن فان المؤتمر سينجح الى حد ما، أو سيفرض المجتمع الدولي الكثير من الاشتراطات لإنجاحه حتى لا تظهر المشاكل والقلاقل في المنطقة، وهو يعمل ذلك ليس حبا في اليمن وإنما حفاظا على مصالحه في المنطقة.
* طالما ودعم النظام العالمي لليمن مرتبط بمصالحه كما تقول، هل سينفع لخدمة اليمن واخراجه من عقبة السقوط؟
- الى حد ما نعم، لكن علينا نحن أن نوظف المؤتمر، يعني علينا أن نتنازل لبعضنا البعض، نتفق على نقاط لا نختلف عليها، وفي الأخير نستطيع من خلالها أن ننطلق إلى قضايا نختلف عليها، الآن لو لم نكن نحرض على بعضنا لما جاء المجتمع الدولي وفرض اشتراطاته علينا، حتى المبادرة الخليجية أنا في اعتقادي أنها مبادرة يمنية.
* كيف يمنية؟
- لأن وثائق الحوارات السابقة جمعوها واستخلصوا منها تلك الوثيقة، نحن وقفنا وأعطينا سنتين لمجلس النواب وقبلنا أن نتحاور واتفقنا واختلفنا وبدأنا وتوقفنا، كل هذه الوثائق والمحاضر استطاع الخليجيين أن يستفيدوا منها وسلموها لجهاز متخصص قدم هذا التصور (المبادرة الخليجية).
* ونحن نتحدث عن المجتمع الدولي، هناك من يقول أن دعمه لليمن يقتصر على الدعم السياسي أكثر من الدعم المالي؟
- لا.. اذا رجعنا قليلا إلى الوراء وتحديدا في مؤتمر لندن 2006م، فسنجد ان المجتمع الدولي قدم 6 مليار و500 مليون دولار، لكن لم نستطع ان نستفيد منها ونقدم مشاريع، فتم توقيفها، والآن تم جدولتها ويتم إعادتها مرة ثانية لنا، بمعنى آخر حتى الآن حكومة الوفاق لم تستطع إقناع المجتمع الدولي أو المانحين العرب بقدرتها الاستيعابية، بحيث أنها تطلب مبالغ تسحبها للبدء في مشاريع توظف الشباب العاطل وتوجد مشاريع عملاقة، أنا الآن لا أطلب مشاريع ذات تقنية عالية، اريد مشاريع تمتص عدد كبير من البطالة في السوق، بمعنى آخر لم يكونوا موفقين وما "عندهمش" رؤى، حتى الآن لازالت كل الاحزاب اليمنية سواء تلك المشتركة في الحكومة او الأحزاب الأخرى لا يوجد لديهم رؤى اقتصادية لليمن بعد سنتين، وكيف يمكن ان تكون اليمن قبل الدخول الى الانتخابات.
* هل تقصد اننا لم نستطع ان نقنع العالم بماذا نريد منه؟
- نعم، اذا كنت انت لا تستطيع أن تُسوِّق نفسك تسويقا خلاقا، من الصعب أن يساعدك الآخرين.. أيضا أنت بحاجة الى أن تدفع بعقولك لتتنافس لصالح المُجتمع، هذا ليس موجودا، حتى التعيينات التي نراها اليوم هي إرضاء لهذا الطرف أو ذاك، أو شراءً للذمم، شوف العشرين نقطة الذي تقدمت بها اللجنة الفنية للحوار، وهي من صنع الاشتراكي وبعض الأحزاب، متى قُدمت.. لم تأخذ مجراها الصحيح حتى اليوم، لأن الرئيس رغم شجاعته التي استطاع أن يُمسك البلاد بهذا الظرف الخطير لكنه لم يستطع أن يختار الطاقم الذي يشتغل بقوة أمامه مش خلفه، الرئيس لا يمتلك مطبخ جيد.
* بعيدا عن الرئيس نريد أن نعرف ماهي مشكلة اليمن الأساسية؟
- هي الإنسان وغياب الرؤى للدولة، أنت لم تهتم بالإنسان والدليل على ذلك إسم وزارة الخدمة المدنية، ومن المفترض أن يتم إلغاءها.
* كيف يتم إلغاءها؟
- أنا أريد وزارة اسمها وزارة التنمية البشرية، أُعد بشر وأخليهم يحلوا محل الذين سيذهبوا.
* ما الفارق.. هل هي التسمية فقط؟
- لا، حتى النظام العالمي الجديد اليوم، انت غيّرت المسميات في الوحدات الإدارية، سميت مدير التنمية البشرية، لكن ادوات العمل مش موجودة..
*"مقاطعا".. كحلول اقتصادية انت كاقتصادي لك خبرة طويلة، كيف ترى من أين نبدأ في الحلول؟
- نبدأ من الإنسان، نختار عناصر مجرِّبة، مدربة، عناصر غير ملطخة، وأنا أقول لدينا ألف مهاتير محمد في اليمن، فقط أعطيهم حق العمل، وأعطيهم واحد على عشرة مما كان يُعطى لأي خبير أجنبي، لابد ان نثق بأبنائنا.
شوف الخليج كيف يعملوا، أول ما يصل أي خبير من بلادهم يكافئوه ويضعوه مكان الخبير الأجنبي.. نحن نقول أنه لن يخدم اليمن إلا أبناءها، عندما تصالحت الرؤى وتقاربت أو تخوفت من التغيير صنعنا الوحدة، لكن صنعناها وكل واحد حامل اجندة لتصفية الأخير، الألمان لم يمنوا أنهم صرفوا على المانيا الأخرى في حدود ستة مليار مارك قبل أن يُخلق اليورو، واوجدوا بنية تحتية قوية وهم اليوم متماسكين ونحن انتهينا بعد اربع سنين، لأننا اختلفنا على قسمة الكعكة بين العليين.
* ماذا بعد الإنسان؟
- بعد الإنسان لابد من البدء في إعادة النظر في البنية التحتية للمؤسسات، أنا شخصيا بعد حرب 94 عُرض عليّ ان اكون محافظ البنك المركزي فطرحتُ اشتراط لعلي عبدالله صالح وقلت له، أنت اليوم في 94 شهر سبعة، إذا جاء 96 شهر سبعة، ولم يكن الريال اليمني كالريال السعودي والقطري أنا مسؤول، وحاكمني إن شئت، فقال لي أنت ما "تنفعنيش".
*لماذا رفض رغم أنك أكدت على نجاحك؟
- لأنه أولا لا يريد اقتصاد قوي، ولأني اشترطت بعض الشروط.
* يعني كانت هناك سياسة رسمية متعمدة من أجل ابقاء اليمن على هذا المرحلة من التأخر؟
- نعم، انا كنت اتساءل: ليش الناس غير متفقين على بناء يمن جديد أو حديث، أو دولة نظام وقانون، فوجدت انها مقصودة، لأن الكثير من مراكز القوى سيخسرون مصالحهم في ظل نظام قوي وحديث يطبق مبدأ العقاب والثواب على الجميع، لهذا، مراكز القوى لاتريد أن تخسر.. نحن بعد 94 نشوة الانتصار العسكري انستنا استحقاقات كان من المفترض أن نقوم بها..
* "مقاطعا".. الآن بعد التغيير طالما وأنت تتحدث عن مراكز القوى النافذة، كيف يمكن أن نصنع التغيير طالما وهذه القوى لازالت مسيطرة ومتحكمة؟
- العالم اليوم يريد أن يرى يمن جديد، وبالتالي كلهم سيقبلون، كان الكثير يرفض أن يدخلوا، لكن عندما مارس النظام العالمي مُمثلٌ بالأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ضغطهم؛ قبلوا الدخول بالحوار، لكن مع القبول بالدخول وجدت الكثير من القنابل التي قد تنفجر.
لكن في الأخير لن يصح إلا الصحيح، لم نكن نحلم أن تتحقق الوحدة وتحققت، ولم نكن نحلم أن تنتهي المنظومة الاشتراكية وانتهت، اليوم يجب أن نؤمن أن عجلة التغيير لن تعود إلى الوراء، ستواجه مشاكل نعم لكن سيظل التغيير مستمر أو ان الساحات ستعود من جديد، اليوم الناس تجاوزوا عنصر الخوف، وما دامت الامة تجاوزت الخوف فانها ستصنع المعجزات.
ميناء عدن والمنطقة الحرة
* نتحدث عن ايرادات النقل كالميناء والطيران تدر ميزانية عالية للبلد، ما هو السبب الذي أخرج ميناء عدن من مكانته التاريخية كثاني ميناء في العالم؟
- أولا من أجل أن أكون أمين في طرحي كمحلل اقتصادي أقول وهذا ما قلته قبل عشرين سنة؛ لو لم نكن مجانين لما وُجدت دبي على الخارطة، يعني نحن بعد الاستقلال مباشرة اهملنا الميناء، وبعد الصراع مع انفسنا من 69 ومرورا ب79 بعد استشهاد الحمدي هنا وسالمين هناك، تمركزت قوى اليسار بشكل أو بآخر، وكانت أكثر من الاشتراكية، وفي الأخير احتكرنا أو تمركزنا في التجارة الخارجية وأنهينا الميناء تماما، ميناء عدن كان ثاني ميناء في العالم، وعدن لم تُعرف إلا بالميناء والميناء لم يُعرف إلا بعدن.
أيضا شركة الطيران كانت "اليمدا" 100% للدولة، لكن بعد حرب 94 أرادوا أن ينهوا كل شيء من المؤسسات وضموها لليمنية، لو ضموها بالطريقة الصحيحة لكانت نسبة السعودية باليمنية ستقل، لكن ظلت 49% ب51% لليمن، إذن أين أصول اليمدا، ولو كان عندنا رؤى لما أُعطي ترخيص لشركة طيران السعيدة، وهناك حديث عن أكثر من شركة، سبأ للرويشان، ومجموعة هايل يريدوا فتح شركة، والقاضي مدير اليمنية السابق معه شركة من اليمنية، ويؤجرها لحقول النفظ... إذن لم تكن لدينا رؤية كيف نتمركز وننمي المؤسسات التي يملكها الشعب، بل بعناها أو غيرنا ملكيتها لناس مهيمنين، إما ليستحوذ على الأرض أو يدخل شريك أجنبي مش ليطورها.
خذ مثال، القطرية جاءت بعدنا بكثير، لها عشرين سنة، لكن جاء يرأسها واحد من أهل البيت ونماها، نحن عملنا العكس، جاء واحد من أهل البيت لكن مارس الديكتاتورية على الطيارين والمهندسين، وفي الأخير نقابة الطيران لم تستطع ان تحد من تصرفاته، إلى أن جاءت ثورة الشباب وتم إسقاطه وجاؤوا برئيس اليمدا الأسبق بدلا عنه.
المشكلة أنه لايوجد لدينا فكرة ماذا نريد، لايوجد لدينا تصور لشهر واحد، مش لسنة أو أكثر.
النقطة الاهم في هذا الجانب، أننا ظلينا نتاجر بعدن كمنطقة حرة، وسلمناها لعسكري وراء عسكري، وكل عسكري يجي يشتغل لشخصه أو للمجموعة التي أوصلته إليها..
* (مقاطعا) حدثتني عن قدرتك فيما إذا تم تسليمك ميناء عدن، خلال ثلاث سنوات ستصنع الفارق الكبير وتعيده لمكانته التاريخية؟
- في الحقيقة الأخ الدكتور أحمد القاضي وعبد القوي رشاد والفقير إلى الله أمامك، لكن بشرط يسلموا لنا أدوات العمل والامكانيات والصلاحيات، وممكن نستلم الإقليم الاقتصادي بالكامل، وأنا أقول خلال 3 الى 5 سنين نستطيع أن نوصل عدن إلى مكانة تاريخية لم تحلم بها.
* اسمح لي ان أقول لك ان هذا كله صرف كلام؛ والكلام ليس عليه جمارك كما يقال، اعطني المعطيات والعلامات والأشياء التي ستفعلها حتى يصدق قولك الناس؟
- أنا الآن إذا بعتُ ما لديّ من أفكار ربما الشركة التي لم تقبل الحكومة بها، ستبيع لها الأفكار ويكسبوا، لأن الكثير من رجال الأعمال العرب يقدموا دراساتهم ويصرفوا عليها مبالغ لمكاتب الاستشارات ويتم سرقة تلك الدراسات وتحريفها والتغيير فقط في المسميات، وأنا لا أريد ذلك.
لكن عدن، الله وهبها الموقع، وفي الأخير سأقول لك النقطة الوحيدة التي سأبيعها مجانا، إذا أردت أن ترسل كرتون من أي دولة في العالم إلى عدن فان أي شركة ملاحة ستقبله لأنه على الطريق، لكن إذا تريده إلى دبي لن يأخذوه منك، لأن الشركة تحتاج كمية كبيرة من البضائع عشان توصل الى هناك.
ثانيا: استطيع من خلال الكثير من الشركات التي ستأتي إلى عدن لكي تجمع منتجاتها أو سلعها حتى تقلل من قيمة النقل والمواصلات وتكون أكثر تنافسية من السلع الأخرى، ونبدأ بالإبرة ونصل إلى السيارة.
* بالنسبة لإدارة الميناء، الآن تم إعادة الميناء إلى اليمن بعد أن كانت تديره شركة دبي؟
- هذا جيد، لديّ قناعة حتى شركة الطيران وأنا قلت للأخوة في السعودية، قلت لهم أنتم قدمتم دعم بسخاء، ادعمونا بنسبتكم في شركة الطيران وخلونا نملكها كاملة، انظر دول الخليج كم شركات طيران فيها، الإمارات خمس شركات وتعدادهم السكاني لا يتجاوز 3 مليون نسمة، ونحن نصف شركة وعددنا 25 مليون نسمة.
* خطر الاقتصاد غير الرسمي
* ننتقل إلى موضوع الاقتصاد غير الرسمي، قلت أنه أحد أسباب ازمات اليمن، كيف؟
- اذا ذهبت إلى وزارة التجارة وطلبت احصائية بكم هم الذين لديهم ترخيص تجاري، لوجدت أن الكثير يشتغلوا من تحت الطاولة والمرخص لهم عدد محدود، المسؤولين عندنا كلهم تجار ولايدفعون ضريبة، والبيوت الكبيرة لو تجلس مع بيت هائل او مع غيرهم ستجد ان انشطتهم خارج اليمن أكثر نجاحا من داخل اليمن، لأنهم يدفعون هِبات داخل اليمن، ولو لم يدفعوها سيتم وضعهم بالقائمة السوداء، ولهذا السبب ترى ان غالبية رؤوس الاموال اليمنية نشيطين بالخارج عكس الداخل.
خذ مجال الأدوية مثلا، ثلاثة أرباع الأدوية تدخل بالتهريب، واللي يهربوها هم المسؤولين، إما بجوازاتهم الدبلوماسية أو برتبهم العسكرية، وفي الأخير اذا المهرب ماحصلش على صاحبه يترك البضاعة بالشمس وثلاثة ارباع فعاليتها تنتهي وبدل ماتأخذ شريط تأخذ اربعة اشرطة.. لو ألغينا الضريبة على الأدوية لاستفاد المواطن واستفادت خزانة الدولة لأن النمو سيزداد والتهريب سيتوقف.
* المشكلة أن الضريبة لاتصل إلى الخزانة العاملة للدولة؟
- ليش، لأن جهاز الدولة جهاز فاسد، الفساد أصبح مؤسسة وأصبح له أركان تحميه، ولهذا السبب أنا قلت أنه علينا أن نقوم بعملية جراحية تعيد الابتسامة للمواطن، يعني نضحي باثنين ثلاثة من شان الآخرين يشوفوا عندما يتعاقب واحد سيخاف البقية، مصر التي نقول فيها فساد حوكم وزير مالية في عهد مبارك وحوكم محافظ الجيزة وحبسوا ثمان سنوات وبعدين أعفى عنهم الرئيس.. أنا إذا هزيت بعض....
*"مقاطعا".. هل نستطيع حاليا أن نبدأ بالمحاكمات في ظل الحديث عن أن النظام السابق لا يزال يمارس السلطة، والرموز نفس الرموز؟
- نعم مازلنا نستطيع عمل الكثير متى وجدت الإرادة، ومتى آمنت أنه لابد أن أضحي، شوف الشيخ محمد بن راشد سأله علي عبدالله صالح من فين جاء هذا التطور في الإمارات، قال له أنا عندي ثلاثة أشياء ليست موجودة عندك، الإرادة والرؤى وعندي إدارة، الإدارة في الوطن العربي مقتولة، اما في اليمن مش موجودة أصلا، أربعة يوقعوا بالختم نفسه، حتى القاضي تجد الختم بجيبه أين ما ذهب، في النظام قبل الوحدة كان الختم بالأرشيف واذا استعمله الشخص غلط ممكن يوصل إلى المحاكمة.
بعد انتخابات 2006 لو أصلح النظام السابق الأوضاع لاستطاع، لكن كان يريد أن يفكك اللقاء المشترك ولما وجد أن المشترك قوي، اغتال جار الله عمر.
* أنت تقول أن النظام السابق اغتال جار الله عمر من أجل أن يفكك اللقاء المشترك؟
- نعم النظام السابق هو من قتله.
* طيب الآن بعد التغيير والثورة، هل تشعر أن هناك نوايا جادة للتغيير؟
- نعم.. اذا أنت لم تُغير ستتغير، الانتخابات القادمة في 2014 بمعنى آخر نحن نريد أن نعوِّد المواطن بعد اربع او ست سنين يرى رئيس جديد وهذا سيحدث، نريد..
* "مقاطعا".. هناك حديث عن التمديد لفترة أخرى للرئيس هادي؟
- لالا.. "يتوقف قليلا"، النظام العالمي إذا رأى أن هذا مناسب يمكن يمددوا، لكن أنا مش مع التمديد لعبد ربه، لأنه سنكون غير صادقين، النظام العالمي سيكشف عن عورته ويشعر العالم الآخر أن هناك شيء اسمه عدم مصداقية، أنا كنت قبل الإعلان عن 18 مارس، كنت أتصور أن الحوار سيتأخر، لكن مادام أعلن عن الحوار خلاص قُضي الأمر ولن يتم التأجيل لهادي.. ستحدث هناك مشاكل، وربما لن يحقق مؤتمر الحوار الوطني المرجو منه، لكنها ستكون نقطة البداية.
* القضية الجنوبية
* انت متابع للقضية الجنوبية وهناك حديث عن تقسيم للبلد إلى خمسة أقاليم، واقليم اقتصادي في عدن، هل أنت مع هذا التقسيم؟
- أولا أقول إن المشكلة الجنوبية لم تعالج في وقت معين، وظل النظام السابق يتاجر بها ويشتري ذمما هنا وهناك الى ان وصلنا إلى هذا الوضع، والقضية الجنوبية هي سقف الناس وإلا لما جاءت الوحدة، كانوا في الجنوب متحمسين لها أكثر من كثير الشماليين، في الأخير نحن عجزنا في إدارة شؤون الوحدة، والوحدة بريئة والمهيمنين على إدارتها هم الذين أفسدوها ولذا ما دمت لم استطع أن أحافظ على إدارة الوحدة عليّ أن أعود إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بدل الانتكاسة.
والمقترح بخمسة اقاليم، طرحوا أنه كل اقليم له منفذ بحري ومنفذ جوي وقالوا خمسة اثنين في الجنوب وثلاثة اقاليم في الشمال واقليم اقتصادي في عدن، أنا مع فكرة أنه اذا لم نستطع ان نحافظ على الوحدة علينا أن نكون أكثر قدرة ونحتكم للعقل ونطبق الفيدرالية التي موجودة في كثير من أنحاء العالم.
* الحديث عن الفيدرالية في ظل وضع يمني مضطرب يقال أنه سيزيد من تعميق الانفصال في اليمن ويساهم في تقسم البلد؟
- لا، هذا إذا كانت اثنين اقاليم، لا الشمال بيكون شمال، ولا الجنوب جنوب.. نحن نقول خمسة أو سبعة أقاليم وكل اقليم له مجلس محلي وله برلمان ونتفق على نظام برلماني، الرئيس لا يحكم والدولة هي رئيس الوزراء.
يا أخي أنت 33 عام لم تعرف إلا رئيس واحد، أنا أريد نتعلم أن هناك رئيس سابق وهذا رئيس بعده.
وأنا أرى أنه لا خوف على اليمن متى كنا صادقين وخفنا الله باليمن، اليمن بخير إذا لم نتاجر بها، إلى اليوم ونحن نتاجر بها.
شوف مثلا مشاكل مأرب ومشكلة عدن التي حدثت في 21 من فبراير الماضي كان المفروض يخرج المحافظ ومدير الأمن ومدير الأمن السياسي ونأتي بإدارة جديدة، حتى ولو كانت محافظة عدن ضمن كوتا الإصلاح، لأن الإصلاح عنده الكثير من الرجال يجيبوا شخص آخر غيره، لأن هذا الرجل الحالي سقفه وكيل محافظة، لايستطيع أن يشتغل أكثر من رتبة وكيل كما كان في السابق ولفترة كبيرة.
* تقصد محافظ عدن وحيد علي رشيد؟
- نعم.. مر على عدن الكثير من المحافظين، من احمد الكحلاني ويحيى الشعيبي وطه غانم وعمر الجفري ووو، وكان هو الرجل الثاني مش الأول، وهذا مكانه، الثاني فقط، القيادة موهبة مش كل إنسان يمكن أن يكون قائد.
*"مقاطعا"، يعني انت تطالب بإقالة محافظ عدن؟
- مش المحافظ بس، كل القيادة في عدن، مدير الأمن العام ومدير الأمن السياسي والقومي ومدير عام المجلس المحلي كلهم يخرجوا، ومحافظة عدن كانت عاصمة، هي ليست المحويت ولا الضالع، محافظة عدن كانت عاصمة لدولة، ولها خصوصية، وتحتاج الى رجل قوي، وأنا رُشحت لها عندما جاءت الانتخابات وبعدين صارت عليّ ضغوط وقالوا لي انسحب يا دكتور بحكم أنك مؤتمر، وهم جابوني وهم طلبوا مني الانسحاب، وأنا قلت في خبر انسحابي في "الأيام" حينها أن عدن بحاجة لرجل اقتصاد وادارة ونفوذ، لكن جابوا لي الجفري والجفري ما أحد يذكره.
* من ترشح لها حالي؟
- أرشح الأخ محمد علي أحمد، وكان قد رفض..
* "مقاطعا".. هل تجده مناسب لإدارة عدن؟
- نعم، لأنه عسكري قوي.
* وهل هو اقتصادي خصوصا أنك تحدثت ان فشل ادارة ميناء عدن بسبب العسكر؟
- ميناء عدن لأنه موقع اقتصادي، لكن المحافظة لا، في مصر وأي دولة تجد أن العسكري عندما يكبر يكافئه رئيس الجمهورية ويُعينه محافظ.. محمد علي أحمد من سماته أنه رجل قرار، ويستعين بالناس، والدليل على ذلك انه وهو رئيس مؤتمر الجنوبيين لم يربط الجنوبيين بأبين، بل معه القيادة من كل المحافظات، الرجل لديه انفتاح وأنا اشتغلت معه ثلاث أو خمس سنين تحت امرته في عدن، وهو اشبه بعلي محسن الاحمر، يتدخل في كل شيء، وعندما كان محافظا لعدن كان قوي، وكان من أصحاب الزمرة من أصحابنا، ونزل لأنه صار خلاف بينه وبين القيادة التاريخية التي تحكم اليمن اليوم، ونزل وقال انا باصنع قرار، وعيّنه علي سالم البيض وزير أمن وداخلية لكنه مش محكوم، وظل الرئيس والنظام السابق يغازله للعودة وعُرضت عليه الكثير من المناصب منها وزير دفاع، لكنه يحترم نفسه لم يكن في جيب أحد، وإذا أراد الرئيس الآن رجل لفترة من الآن إلى الانتخابات فمحمد علي أحمد الأكثر قدرة على إعادة الأوضاع الى طبيعتها في عدن.
* لكن بعض الجنوبيين يقولون انه الان اصبح في جيب علي محسن؟
- لا اعتقد ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.