أحمد سيف حاشد (1) عندما تفرض عليّ أكثر مما أتحصله من مال، اعلم أنك لا تريدنا لديك شقاة فقط، بل تريدنا أكثر من عبيد؛ لأن السيد يطعم العبد، و أنت لا تريد حتى اطعامه.. إن الجشع اعماك، و استلذيت صمت الناس و اذعانهم بالغلبة و السطوة.. تريد مني دون قانون قرابة الألف دولار في العام من خدمة إخبارية لا أتحصل منها هذا المبلغ طوال العام.. هذا ضرب من الجنون.. هذا استيلاء على أموال الناس بالباطل.. أنت تريد اقفال كل وسيلة اعلام مستقلة حتى و إن كانت خدمة اخبارية واحدة وحيدة هي الباقية في عهدك "الميمون" و هي معفية بموجب القانون من الضرائب و الرسوم.. أنت تريد كل شيء فيه مال، و تكمم أي شيء يخالف صوتك و بصمتك في عهدك الذي كل يوم يزداد توحشا و دمامة.. "المستقلة موبايل" خدمة إخبارية أنا أسستها في 2012 و إلى اليوم لم أدفع أي ضرائب أو رسوم بموجب القانون .. و أدفع 60% من قيمة كل رسالة للاتصالات بموجب عقد، و 40% نتقاسمه أنا و الشركة المسضيفة "منيفاز".. لن نكون عبيد ولا شقاة و لن نصمت.. سلام الله على عفاش و على الاصلاح و على قليلين الدين من قبل و من بعد سلام الله على حمورابي أيها المتوحشون.. (2) لا يريدون منًا المال و العرق فقط.. بل يريدون منّا أيضا أن ننزف و ندفع دم قلوبنا.. يريدوننا عبيد و أقنان و لا يريدون حرا فينا.. الترخيص الذي استحدثته وزارة الاتصالات دفع رسوم سنوية على الخدمات الاخبارية تصل إلى حوالي ألف دولار. و يأتي فرض الترخيص و الرسوم، في مخالفة قانونية واضحة، حيث تعمل خدمة "المستقلة موبايل" منذ العام 2012، بموجب ترخيص من وزارة الاعلام، و هو الترخيص الذي يتم بموجبه بث الرسائل الاخبارية عبر شركات الاتصالات. يذكر أن الصحف و خدماتها الاعلامية معفية من أي رسوم، و كانت الحكومة إلى ما قبل الحرب تدفع مبالغ مالية بشيكات من حساب وزارة الاعلام، كدعم للصحف كل "3" أشهر، في حين أصبحت اليوم حكومة الانقاذ تفرض جبايات بدون قانون على خدمات الصحف عبر الرسائل القصيرة. مع العلم أن الخدمات الاخبارية للصحف عبر الرسائل القصيرة، و التي تصل قيمة الاشتراك فيها بين (150- 200) ريال شهريا، تذهب منها بين (60- 65%) لشركات الاتصالات التي تبث عبرها الخدمة، و باقي النسبة ال"40- 35%" توزع بين الصحيفة و الشركة المستضيفة. (3) نحن لا نفجر في خصومتكم نحن فقط نكشف أقل ما يمكن عن حقيقتكم فانظروا إليها مليا و لا تقرفوا فالصورة في الواقع أقرف و أسوأ منها بكثير (4) و الله حتى الهواء لو بمقدورهم أن يفرضون عليه إتاوة و جباية لفرضوها إن شراهتهم و جشعهم على المال فاق الحياء و سحقه (5) تراخت الحرب و تراجعت و شاخت.. و لكن في المقابل.. زادت الجبايات و توحش الجباة.. و زاد جشع العصابات.. (6) كل يوم تستعدوا فئة أو شريحة أو جماعة من الناس بسبب سياساتكم و ممارساتكم اليومية، و جشعكم الذي لا يشبع.. أرهقتم الناس بالجبايات المتوحشة، و فاق ما أثقلتموه على احتمال كوهلهم المنهكة و المتعبة.. تآزرتم عليهم، أنتم و أطراف الحراب و الصراع، و مارستم جميعا طغيانكم على المواطن الصابر و المكابد، بعد أن تعاونتم على قطع رواتبه، و استوليتم على كثير من وسائل عيشه و أسباب رزقه.. جمعتم في الجباية بين زكاة الاسلام، و ضرائب و جمارك العلمانية، و كلما لم ينزل الله و البشر فيها من سلطان، حتى فاقت جباياتكم دول العالم أجمع و طغيانه، و لم يبق إلا أن تتقدموا إلى موسوعة غينيس للأرقم القياسية لتسجلون أرقامكم، التي لم يسبق أن سجلها أحد من قبلكم، و ربما لن يبلغها أحدا غيركم من بعدكم .. صرتم لا منافس لكم في العالم ول ا قرين.. (7) أشعر أنهم يريدون أن يحولون الشعب إلى عبيد و أقنان و عمال سخرة لديهم.. يريدون المواطن لا يملك غير ما يسد به رمقه، ليس من أجل أن يعيش، و لكن و من باب أولى من أجل أن يستمر بدفع المزيد.. زكاة و ضرائب و جمارك و رسوم و جبايات و نهب و فساد و لصوصية حتى بات أصحابها الجباه في نظر المواطن يشبهون زمر الضباع و ليسوا من بني البشر.. (8) كنا نعاني من جباية ثقيلة من مركز مالي واحد هو مركز الجماعة.. أما اليوم فنعاني جبايات من مراكز مالية متعددة، تبعا لتعدد مراكز القوى في الجماعة .. بل حتى الوزراء النافذين في الحكومة بات لوزاراتهم مصادر مالية خاصة بهم و بوزارتهم .. و الشعب منكوب بالحرب و الحكام و الحكومات و العصابات و أمراء الحرب.. و المواطن المثقل بالمآسي و الجبايات المتعددة والمتوحشة، و حده من يدفع الثمن، من قوته و لقمة عيشه، بل و من نزيفه و دم قلبه.. (9) عندما نقول أن من يحكمنا ليست دولة أو بقاياها، و ليست حتى سلطة أمر واقع، و لكن تحكمنا عصابات و مافيات، و مليشيات، و أمراء حرب؛ فإننا نعي و نعني ما نقول، و هو مايؤكده الواقع كل يوم.. (10) أصعب شيء في أنصار الله أنك لا تدري من تفاوض، و مع من تتفق، و عند من تشتكي.. لذلك ظلمهم يتسع و شرهم يتطاير، ليملاء كل مكان و متسع، و المواطنين وحدهم يجدون أنفسهم ضحايا صراعات أجنحة و مراكز قوى لا دخل لهم فيها .. المواطنين وحدهم من يدفعون ثمن هذه الصراعات المحتدمة بين أقطابهم و مراكز قواهم.. (11) واحد يفاوضك و يتفق معك و واحد يستدعيك و يحبسك هؤلاء أنصار الله.. لا عهد لهم و لا ميثاق (12) مخيف أن يجري انقلاب أنصار الله على ما يتم الاتفاق عليه معهم قبل أن يجف حبره.. تم الاعتقال بعد ساعتين و نصف من الاتفاق.. لا تثقوا بأنصار الله و لا في عهودهم و لا في وجوههم و لا ما يقطعوه لكم من وعود من أكبر كبير إلى أصغر واحد فيهم..
