حذرت الأممالمتحدة من المخاطر المترتبة على زواج الصغيرات وحملهن المبكر قبل سن ال18 واعتبرته بمثابة عقوبة بالإعدام للكثير منهن، مشددة في هذا الصدد ان الفتيات اللاتي لا يفقدن حياتهن بسبب مضاعفات الحمل والولادة تحت هذا السن فتكتب عليهن عواقب صحية واقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل سلبي على مستقبلهن طيلة حياتهن . جاء ذلك في تقرير حديث أصدره صندوق الأممالمتحدة للسكان تحت عنوان (أمومة في عمر الطفولة، مواجهة تحدي حمل المراهقات). و كشف التقرير أرقاما مذهلة عن حمل المراهقات في العالم، وتناول الواقع القاسي للمراهقات والدوافع الكامنة والتكاليف الباهظة لما وصفه ب"أمومة الطفولة".. موضحا أن تغيير جذري يطرأ على حياة أية فتاة مراهقة عندما تصبح حاملا، ونادرا ما يكون هذا التغيير إلى الأفضل. و أوضح أن من عواقب تلك المشكلة أن سبعين ألف فتاة تموت سنويا بسبب مضاعفات الحمل والولادة، الى جانب إدامة الفقر والحرمان من الحقوق الأساسية وإهدار إمكانات الفتيات . و أكد التقرير الدولي أن حمل المراهقات لا يرتبط بسلوك الفتاة بقدر ما ينجم عن سلوك الأسر والمجتمعات والحكومات. . مبينا أن من الأسباب الكامنة لحمل الفتيات قبل سن الثامنة عشرة، تشمل زواج الأطفال وعدم المساواة بين الجنسين، والفقر، وعدم الحصول على خدمات التثقيف والصحة الإنجابية وضعف الاستثمارات من أجل الفتيات. و استعرضت كيت غيلمور نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان في مؤتمر صحفي عقدته بمقر الأممالمتحدة بنيويورك بعض الأرقام المذهلة الواردة في التقرير . و قالت " في كل يوم تنجب في مختلف مناطق العالم النامي عشرون ألف فتاة تحت سن الثامنة عشرة أي مايعادل سبعة ملايين وثلاثمائة ألف فتاة كل عام ومن بين أولئك الفتيات مليونان لا تتعدى أعمارهن الرابعة عشرة". و أضافت :"وإذا تحدثنا عن الحمل بشكل عام حتى الذي لايكتمل و لا يؤدي إلى الإنجاب فسيكون العدد أكبر بكثير". و كشفت إن خمسة وتسعين في المائة من حالات إنجاب المراهقات تحدث في العالم النامي، أما العدد المتبقي فللولايات المتحدة الأميركية نصيب منه يقدر بخمسين في المائة.. موضحة أن تسعين في المائة من إنجاب المراهقات يحدث نتيجة علاقة زوجية، ويشهد كل يوم تزويج تسعة وثلاثين ألف فتاة في انتهاك لحقوقهن، نسبة واحد في المائة من أولئك الفتيات يتزوجن قبل بلوغ الخامسة عشرة. و أكدت على ما تضمنه التقرير بأن الحمل بالنسبة للفتيات الصغيرات يكون في كثير من الأحيان بمثابة عقوبة بالإعدام، أما اللاتي لا يفقدن حياتهن بسبب مضاعفات الحمل والولادة فتكتب عليهن عواقب صحية واقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل سلبي على مستقبلهن طيلة حياتهن. و تابعت نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان قائلة :" كما أن هناك مشاكل صحية يعاني منها الوليد . و مضت قائلة :"إن معدلات وفيات المواليد تزداد بنسبة خمسين في المائة لدى الأمهات المراهقات مقارنة بالشابات في العشرينيات من عمرهن, و كل عام يتوفى مليون طفل يولدون لأمهات مراهقات قبل بلوغ عامهم الأول". و تساءلت قائلة :" كيف لنا أن نفهم مأساة بهذا الحجم؟، وما الذي يسببها وما الذي يمكن أن يحدث للقضاء عليها؟ وعلينا أن نبدأ من حيث يجب أن ننتهي، من أن الفتاة نفسها ليست المشكلة". . موضحة في هذا الصدد إن الأدلة واضحة وتظهر أن حمل المراهقة لا ينجم في كثير من الأحيان عن اختياراتها وإنما ناتج عن سلوك الأسر والمجتمعات والحكومات في الدول التي تعاني من هذه المشكلة . و طالبت جميع الدول التي يتم فيها زواج الصغيرات بوضع التشريعات التي تمنع الزواج تحت سن 18 سنة لتلافي الاخطار الصحية الجسيمة على صحة الفتاة وجنينها في حال الحمل تحت هذا السن وبمايضع حدا للمأساة التي تنتج عن زواج الصغيرات .. مذكرة بالتوصيات الواردة في التقرير وفي مقدمتها التأكيد على منع زواج الأطفال تحت سن الثامنة عشرة، وحماية حقوق الإنسان، وإلحاق الفتيات بالتعليم وضمان بقائهن فيه لفترات أطول.