تواصلت امس المفاوضات بين رئاسة الجمهورية وجماعة الحوثي للوصول الى توافق حول نقطة خلاف رئيسية مازالت تعرقل التوقيع على اتفاق لإنهاء الازمة القائمة مع الجماعة التي اعلنت التصعيد على السلطات المركزية في العاصمة صنعاء، ودعت انصارها قبل نحو 3 اسابيع لتنفيذ اعتصامات في العاصمة وعلى مداخلها الرئيسية للمطالبة بإقالة الحكومة والغاء الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بالشكل الصحيح والسليم. و قال ل"الشارع" مصدر سياسي مطلع ان ممثلين اثنين عن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وممثلين اثنين عن عبد الملك الحوثي عقدوا مفاوضات الاربعاء والخميس الماضيين في منزل عبد الكريم الارياني بالعاصمة صنعاء وتوصلوا الى مسودة اتفاق أولية لحل الأزمة برعاية المبعوث الاممي الى اليمن جمال بن عمر الذي شارك في مفاوضات الخميس. و أوضح المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه ان ممثلي الرئيس هادي في هذه المفاوضات كانا عبد الكريم الارياني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية وعبد القادر هلال امين العاصمة فيما مثل عبد الملك الحوثي مهدي المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثي وحسين العزي مسؤول العلاقات السياسية في المجلس السياسي لجماعة انصار الله. و أفاد المصدر بانه كان من المفترض ان يتجه طرفا المفاوضات فجر امس الجمعة إلى محافظة صعدة على متن طائرة مروحية عسكرية برفقة جمال بن عمر واحمد عوض بن مبارك للقاء زعيم جماعة الحوثي وحسم الخلاف المعلق في الاتفاق ومطالبته بالتوقيع عليه، او تفويض كتابي مختوم لمن ينوبه في ذلك، الا ان ذلك لم يتم واستمر التفاوض بين الجانبين في العاصمة صنعاء. و ذكر المصدر ان الاتفاق الاولي يتضمن تخفيض 500 ريال من سعر الدبة البنزين سعة 20 لترا بحيث يصبح سعرها 3 الاف ريال وتخفيض 500 ريال من سعر الدبة الديزل سعة 20 لترا بحيث يصبح سعرها 2900 ريال، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية بمشاركة الجميع على أن يتم الاعلان عن تشكيلها خلال 48 ساعة من توقيع الاتفاق ويجري التوافق على شخصية مستقلة وكفؤة لرئاستها مقابل قيام جماعة الحوثي برفع مخيمات معتصميها من العاصمة صنعاء ومن مداخلها الرئيسية. و قال المصدر: تتضمن المسودة الاولى للاتفاق تشكيل لجنة تحقيق مشتركة ومتوافقة عليها للتحقيق في ما حدث من محاولة اقتحام مخيم اعتصام الحوثيين الاسبوع اقبل الماضي، وفي خط المطار و ما جرى للمتظاهرين الحوثيين ظهر الثلاثاء الماضي بالقرب من رئاسة الوزراء والمواجهات التي دارت في ذات اليوم بين الجيش ومسلحين حوثيين في منطقة حزيز على المدخل الجنوبي للعاصمة. و اضاف: كما يتضمن الاتفاق اطلاق سراح المعتقلين الحوثيين الذين اعتقلتهم قوات الامن في مسيرة الثلاثاء الفائت واعتبار من قتل في هذه المسيرة (سبعة اشخاص) ومن قتل في مخيم اعتصام خط لمطار (شخصين) شهداء واعتماد رواتب شهرية لهم كرواتب الجنود. و أكدت مصادر سياسية اخرى للصحيفة ان المبعوث الاممي الى اليمن لعب دورا رئيسيا اقنع فيه الرئيس هادي بالموافقة على تخفيض 500 ريال من سعري البنزين والديزل وهو يبذل الان جهودا لحل الخلاف العالق بين الجانبين حول زمن رفع جماعة الحوثي معتصميها من العاصمة وما حولها. و أوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان هذه المفاوضات بدأت من مساء الأربعاء الماضي ثم تواصلت الخميس من الصباح وحتى السابعة مساء، حيث تم التوصل الى مسودة هذا الاتفاق بمشاركة جمال بن عمر وظل الخلاف حول رفع جماعة الحوثي مخيمات معتصميها من العاصمة ومن مداخلها الرئيسية. و أفاد المصدر بان الخلاف ظل قائما بين الجانبين حتى مساء امس الجمعة حول زمن رفع الحوثيين مخيمات اعتصامهم من العاصمة وما حولها، مشيرا الى ان الرئيس هادي يشترط رفعها بمجرد الاعلان عن الاتفاق بالتزامن مع الاعلان عن رئيس الحكومة الجديد، فيما يشترط الحوثيون رفعها على مرحلتين تتم المرحلة الاولى عند الاعلان عن توقيع الاتفاق فيما تتم المرحلة الثانية عند انتهاء التوافق حول تشكيل الحكومة والاعلان عنها رسميا. و ذكر المصدر ان الرئيس هادي رفض هذا الامر، وهو الامر الذي نقل المفاوضات من العاصمة صنعاء الى صعدة بهدف حسم هذا الخلاف مع عبد الملك الحوثي. و نفى ل"الشارع" علي البخيتي القيادي في جماعة انصار الله مساء امس التوصل الى اتفاق مكتوب لحل الازمة، كما نفى نزول الارياني وهلال الى صعدة، و قال ان المفاوضات ظلت مستمرة في العاصمة صنعاء. و قال البخيتي: لا صحة لوجود اتفاق حتى هذه اللحظة وما يشاع وينشر في بعض القنوات والمواقع الاخبارية غير صحيح هناك الكير من المفاوضات والوساطات الجارية، لكن لم يتم التوصل الى اتفاق مكتوب حتى هذه اللحظة بسبب اصرارنا على تبني المطالب الشعبية وعدم مقايضتها باي مكاسب سياسية خاصة. و أبلغ الصحيفة مصدر مطلع ان المفاوضات بين الجانبين تواصلت عصر امس في منزل الدكتور عبد الكريم الارياني بصنعاء بحضور جمال بن عمر، دون ان يتم حل الخلاف حول زمن رفع الحوثيين مخيمات اعتصامهم. و حاولت الصحيفة التواصل ب"حسين العزي" الا ان تلفونه الشخصي ظل مغلقا حتى وقت متأخر من مساء امس. و توقع المصدر السياسي أن يكون هناك خلاف مع ممثلي عبد الملك الحوثي حول رئيس الحكومة الجديدة وطريقة تشكيلها واختيار اعضائها، مؤكدا ان الرئيس هادي يطالب بمنحه صلاحيات واسعة لتوزيع حصص جميع الاطراف في الحكومة وحق اختيار الوزراء الجدد من قوائم الترشيح التي تقدمها جميع الاطراف. و قال المصدر: هناك توافق بين جميع الاطراف على ان يكون رئيس الحكومة من الشمال، وحتى الخميس كان هناك موافقة من قبل جماعة الحوثي واطراف اخرى على ان يتولى عبد القادر هلال تشكيل الحكومة الجديدة، لكن لم يتم حسم هذا الأمر بعد والرئيس هادي لم يقدم حتى الان مرشحيه لرئاسة الحكومة وقد يقوم هو بترشيح شخصية او شخصيات اخرى سيتم التفاوض لاختيار احدها. و قال المصدر السياسي ان اللواء على محسن الاحمر مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الامن والدفاع اعترض مع قيادات التجمع اليمني للإصلاح على بنود هذه المسودة الاولية لهذا الاتفاق مع جماعة الحوثي، واكدوا رفضهم اقالة محمد باسندوة من رئاسة الحكومة ورفض اي خروج عن المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية. و أوضح المصدر ان جمال بن عمر التقى امس الاول بعلي محسن ومحمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح وعبد الوهاب الانسي امين عام التجمع، لإقناعهم بعدم عرقلة الاتفاق مع جماعة الحوثي. و قال المصدر: بن عمر قال ل"علي محسن" و اليدومي والانسي ان من مصلحة اليمن ومصلحة حزبهم التوصل الى اتفاق مع جماعة الحوثي للخروج من الازمة الراهنة واشراف الحوثي في الحكومة وان البديل لذلك هو ادخال اليمن في حرب اهلية. و اضاف المصدر: تقول المعلومات ان ابن عمر قال لهم ان عليهم ان يقبلوا باتفاق حل الازمة مع جماعة الحوثي وان عليهم ان يعيدوا حساباتهم وابلغهم ان المجتمع الدولي اوفده هذه المرة لإنقاذ اليمن ومنعها من الدخول في حرب اهلية، مهما كانت الوسائل وانه سيبلغ مجلس الامن باي عقبات وعرقلات تواجه كي يتدخل المجتمع الدولي . و أوضح المصدر ان هذا اللقاء شهد توترا جراء تلميح بن عمر الى تورط تجمع الاصلاح في دعم "داعش" عبر ارسال المقاتلين الى سوريا، وهو الأمر الذي جعل "علي محسن" يسأله محتدا: انت جيت تهددنا ام تحل خلاف بين اليمنيين؟! فيما قال الانسي بغضب : خلاص يكفي تهديدات.. و أفاد المصدر بان بن عمر طلب من الثلاثة عدم الوقوف امام اتفاق حل الازمة القائمة مع جماعة الحوثي، لان ذلك سيكون من اجل امن واستقرار اليمن ومنعها من الذهاب الى حرب اهلية. و قال المصدر: ابلغهم بن عمر انه سيتم اقالة باسندوة وتعيين شخص بدلا عنه تتوافق عليه كل الاطراف بعد موافقة الرئيس عليه، وسيتم تقسيم الحقائب الوزارية بين جميع الاطراف، حسب ما سيطرحه ويقترحه الرئيس هادي، وابلغهم بن عمر ان عليهم ان يقبلوا بما سيعطى لهم دون عراقيل وان عليهم ان يرشحوا للوزارات التي ستكون من نصيبهم كفاءات وطنية يقبلها الجميع.