هما زوجان منذ سنوات وما يزالان شابان لكن الزوجة ترفض (المعاشرة الزوجية) وتطلب من الزوج أن يعاملها كأخت له وتقابل جميع ما يقوم به من تودد ومغازله بجفاء مجحف ورفض مطلق وتصر على التمادي مع أنه من المفترض وكما هو معروف عن المرأة من احتياجها لقرب الزوج منها ورغبتها الشديدة في أن تصبح مرغوبة لديه وألا يهملها ويهجرها ..... فيا ترى ما هي الأسباب التي تدفع الزوجة لرفض المعاشرة والسعي نحو تحويل العلاقة الزوجية إلى علاقة أخوية؟ وهل للزوج دور في هذا؟ وما رأي المجتمع فيمن تفعل هذا؟ وماذا على الزوج أن يفعل ؟ وأخيرا هل هناك جوانب نفسية تدفع المرأة لهذا السلوك؟ إجابات هذه التساؤلات في طي هذا التحقيق ...... فإلى التفاصيل:أحبه.. وأرفض معاشرته !! البداية كانت مع أم علي ه. س. ب والتي قالت: بصراحة لقد وضعتم أيديكم على الجرح فأنا منذ سنوات طويلة أعيش صراعا حقيقيًا مع زوجي بسبب هذا الموضوع لدرجة أنني أصبحت أعاني من صداع مستمر إضافة إلى حالة الاكتئاب التي تنتابني فزوجي يصر على المعاشرة وأنا أرفض.. طلبت منه أن يتزوج فرفض وما زال يرفض حتى الآن والمشكلة أن لدينا أبناء متزوجون وقد علموا مؤخرا بالأمر.... الحقيقة أنني عندما تزوجته كنت طفلة ولم تكن هناك مشكلة ولكنني بعد 20 سنة وجدت لا أحب معاشرته كلما مر الوقت تعمق عندي هذا الشعور.. طبعا هو كزوج كريم معي ماديا وصبور أيضاً، وأنا أقدم وأعد له كل شيء ما عدا المعاشرة فأنا أكره ذلك الحق الذي له عليَّ لدرجة الشعور بالغثيان وأنا لا أكره زوجي بل أحبه ولكن كرجل وليس كزوج. رفضت فسمّع بي الناس ..!! أمام محكمة الأحوال الشخصية كانت أم عبد الرحمن تجلس وهي أم لخمسة أبناء بادرتنا بالقول: نحن الان في المحكمة فمنذُ فترة وهو يضربني ويسيء معاملتي بسبب رفضي معاشرته لأني لم أعد قادرة على القيام بذلك وهو يعتقد أنني أحب واحد ثاني ولهذا أصبحت المعاشرة همه الأكبر لمجرد أنه يريد إهانتي وضربي...لم أقصر في باقي حقوقه الأخرى وقد شرحت له حالتي النفسية ومع هذا جاء بي إلى المحكمة وسمّع بي الناس. بدل النفقة سأتزوج غيرها.. وعلى غرار ذلك كان لنا لقاء مع زوجها أبو عبدالرحمن 30 سنه- سائق دراجة نارية وردا على كلامها قال: هذه المرأة ستدخل النار فأنا مازلت شابا وهي أيضا ولولا الفقر لتزوجت غيرها وما أحوجت نفسي لها ومن الطبيعي أن اشك بها وأسالها لماذا ترفض معاشرتي.. ولي أكثر من عام وأنا أقوم باغتصابها وليس معاشرتها فأي رجل يحتمل هذا لقد حددوا لنا بعد إجازة العيد جلسة ..وإذا لم أخذ منها لاحق ولا باطل فلن أنفق عليها، وما سأنفقه عليها سأجمعه وأتزوج به وأعتقد أن هذا من حقي. زوجة بمدة صلاحية عياش 38 سنة يعاني من نفس المشكلة قال: يتزوج الرجل على أساس العمر كله فتفاجئه الزوجة بعد سبع أو عشر سنوات بأن فترة صلاحيتها قد انتهت أمر غريب جدا أما أنا بسبب رفض زوجتي للمعاشرة أعاني من حالة نفسية لاني أفتقد إلى السكن والمودة صحيح لو كان الفقر رجلا لقتلته فأنا لو كان عندي مال لتزوجت بأخرى وتركتها معلقة والمشكلة أنه لا يوجد لديها سبب مقنع لهذا التمنع الذي جاء بعد سنوات من الزواج والمشكلة الأخرى أن المعاشرة هي حق شرعي للزوج , ومن الواجب والمفروض أن يأخذ الزوج هذا الحق بحب وأن يقدم له على طبق من مودة لا أن يظل يتسوله كالشحات والزوجة التي تفعل هذا هي آثمة ولن يرضى عنها الله. إما زوجة.. أو مطلقة أما منصور 45سنة فقال: الزوجة عليها أداء الحقوق الزوجية وأن تكون سكناً للزوج طول مدة بقائها معه فإذا شعرت أنها غير قادرة على أداء هذه الحقوق فعليها طلب الطلاق كما جاء في القران الكريم (فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) أما أن تطلب المرأة من زوجها أن يبقيها في بيته وأن يعاملها كأخت فهذا لا يجوز لأنها زوجته ولهذا هي تعيش معه فمن لا تريد أن تبقى زوجة عليها أن تكون مطلقة . زوج يعني زوج ..!! هاني يحيى 32سنة، طباخ متزوج منذ 10 سنوات سألناه عن موقفه فيما لو حدث معه مثل هذا الأمر فقال: لن أقبل بأن أعيش كأخ وأنا زوج حتى أن هذا لا يجوز، زوج يعني زوج ومن حقي أن أتمتع بجميع حقوقي الزوجية ولا أجد سبباً واحداً منطقياً يجعل الزوجة ترفض المعاشرة الزوجية فإذا كانت الزوجة قادرة على القيام بجميع الحقوق من غسيل وطبخ وتربية الأبناء طيلة النهار ومعظم الليل وهي أعمال كما هو معروف تحتاج إلى مجهود وطاقة ثم تأتي إلى المعاشرة وتقول عفوا لا أستطيع وهي لا تحتاج منها سوى لدقائق بسيطة فهذا يترك علامات استفهام كثيرة حولهاخصوصا انها تأتي بعد سنوات من الزواج فما الذي غيرها الآن ؟ على العموم إذا حدث هذا معي فسوف أتزوج من أخرى فإذا لم تكن هي تريد فأنأ أريد . هناك أمر تخفيه..!! عبده محمد 32 سنة قال: الزوجة التي تعيش مع الرجل لسنوات وتنجب منه وفجأة تأتي وتطلب منه أن يجعلها أختاً له لا شك تريد الخلاص منه لأسباب تعرفها هي ولا تستطيع أن تطلب منه الطلاق خوفاً من أهلها وعلى أبنائها,,, أو أنها تكون لا تريد الطلاق وفي نفس الوقت لا تريد الرجل أو تكون على علاقة بأخر على العموم ومهما يكون السبب فإن الزوج هو المظلوم كونه يحرم من حقوقه دون أن يكون له ذنب في ذلك لأن عدم ذكر المرأة للسبب واحتفاظها به لنفسها يؤكد أن المشكلة منها هي وليس من الزوج. هذا لا يجوز أما خالد حسن موظف فقال: أن الله جعل بين الزوجين مودة ورحمة لهذا فإن الزوج كثيرا ما يقدر ظروف زوجته ويتفهم الحالات المزاجية والنفسية وحتى العصبية خصوصا إذا كان هناك أبناء فإذا اعتذرت الزوجة عن المعاشرة بسبب أنها تعاني من إرهاق أو تعب أو بسبب وعكة صحية ألمت بها فإن الزوج يقدر ذلك ويستجيب للمرأة وإذا لم يفعل يكون أناني وقاسي لأنه لم يرحم زوجته لكن رفض الزوجة للمعاشرة بشكل نهائي ودائم فهذا لا يجوز وتكون الزوجة هنا آثمة وهي السبب فيما قد يفعله الزوج فهذا الرجل معرض لإقامة علاقة مع أمرآة أخرى أو فتاة هوى وهكذا سيكون على هذا الرجل أن يتعرف على نساء كثيرات مما قد يعرضه للإصابة بالايدز أو غيره من الأمراض. القضية على الخط الساخن ولمناقشة الموضوع ومعرفة الأسباب الحقيقيه التي تجعل المرأة ترفض رفضا مطلقا السماح لزوجها بمعاشرتها,, قمنا بزيارة للخط الساخن بمشفى دار السلام للإمراض النفسية والعصبية والتقينا هناك بالباحث النفسي أ/عبدالله يونس والباحثة/منى الكوكباني والباحثة رسمية ,, وخرجنا بهذه المحصلة: عبدالله يونس قال: لم يسبق أن وردت علينا مشكلة من هذا النوع، وتحديدا أغلب ما يأتينا من اتصالات تشكو من مشكلة تكاد تكون أحد أسباب عزوف الزوجة عن الممارسة الجنسية أو ما يعرف بالبرود الجنسي وهي البداية لتلك المشكلة إن لم تعالج فالبرود قد يؤدي إلى العزوف والامتناع والزوجة عندما تقرر فجأة الامتناع عن الممارسة الجنسية بعد أن كانت لا تمانع فهو من وجهة نظري الشخصية له سببان: السبب الأول يعود للوضع الاقتصادي فالأسرة ذات الوضع المعيشي الصعب تصبح اللقمة كل همها ومن أجلها ينسون كثيراً من متع الحياة لأنهم يكرسون حياتهم من أجل الحصول عليها ويعيشون حياة جافة خالية من العواطف وكما يقولون إذا دخل الفقر من الشباك خرج الحب من الباب فالزوجة التي تجد أن زوجها لا يلبي لها أقل ما تتمنى من احتياجات المعيشة شيئا فشيئا تتأزم بينها وبينه الحياة وحتى كثيراً من الأزواج بسبب الأوضاع الاقتصادية يفقدون الرغبة الجنسية في كثير من الأحيان فالممارسة الجنسية هي متعة ولا يمكن للإنسان أن يتمتع بها أو يقبل عليها وهو في مزاج سيء ,, والمرأة كونها عاطفية وحساسة جدا فإن قدرتها على التحمل أقل فتصاب بالاكتئاب الذي قد يجعلها تعاني من البرود الجنسي والذي قد يؤدي بها إلى العزوف التام عن الجنس ولهذا أطلب من الزوج في هذه الحالة أن يكون صبورا ولا يتعجل في الحكم على زوجته وأما السبب الثاني فقد يكون روحي ناتج عن العين أو السحر. الأسلوب والطريقة أما منى والتي تتمتع بخبرة في مجال البحث النفسي تزيد على العشر سنوات إضافة إلى التدريب المستمر والإطلاع فقد قالت: الأسباب التي تؤدي إلى عزوف المرأة عن المعاشرة الزوجية بالإضافة إلى ما ذكره الأستاذ/عبد الله يونس هناك عدة أسباب منها ألأسلوب والطريقة اللتان يتبعهما الزوج عند المعاشرة فمع الأسف الشديد بعض الأزواج يبتعدون عن الحب والحنان في تلك اللحظات التي تكون المرأة في أمس الحاجة لأن تشعر بحب وحنان زوجها وقد تجد الرجل سادياً ويفضل ممارسة الجنس بعنف مما يجعل الزوجة تشعر بأن الجنس ما هو إلا جلسات تعذيب ولا أحد يحب أن يتعذب فتصبر المرأة سنوات ثم ترفض في نهاية المطاف, أيضاً عدم اهتمام الزوج بضرورة إمتاع زوجته مما يجعل المرأة تشعر بأنانية الزوج فتقرر أن تحرمه كما يفعل هو معها كذلك عدم اهتمام الزوج بنظافته الشخصية.. كما لا يمكننا إغفال دور المفاهيم التي تربت عليها الزوجة في الصغر والتي تتعلق بالجنس من حيث كونه شي سيء مما يولد في نفسها نفوراً منه وعندما تتزوج فإنها تمارس الجنس مع الزوج على مضض وفي الأخير تقرر الامتناع عنه وهي تفعل هذا عندما تشعر أنها قادرة أن تقول للزوج لا.. وكما هو ملاحظ أن الزوجة لا ترغب في الطلاق وإنما في الامتناع عن ممارسة الجنس ولهذا نستطيع القول بأن المشكلة تتعلق بالجنس وليس بحياة المرأة مع زوجها فهي لا مانع لديها في البقاء في منزله وتأدية باقي الحقوق له. فقدان الرغبة أما رسمية فقد كان لها هذا الرأي: أولا أتفق مع الزميل الأستاذ/يونس وزميلتي الأستاذة/ منى فيما طرحاه وأضيف إلى ما قالاه بأن الأسباب قد تكون كثيرة وكل امرأة لها سببها الخاص ومن ضمن هذه الأسباب وجود رجل في حياة المرأة يجعلها تشعر أن كل ما فيها هو ملك له وأنها يجب أن تكون له هو فقط ,,, أيضا من أسباب عزوف المرأة عن المعاشرة الزوجية فقدان الرغبة بسبب الإصابة بالسكر فكما يؤثر السكر على الجنس عند الرجل يفعل مع المرأة أيضا الاكتئاب وأخيرا الروتين الممل الذي يتبعه الرجل دائما مع المرأة عند كل معاشرة .