شارك الآلاف من أنصار الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي وأفراد عائلته ومحبوه وسياسيون ومثقفون وصحافيون في إحياء الذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاده بمسيرة جماهيرية في العاصمة صنعاء أمس ، اختتمت بزيارة ضريحه وأخيه عبد الله الحمدي في مقبرة الشهداء بصنعاء . ورفع المشاركون في المسيرة لافتات وشعارات تدعو إلى إحياء قضيته ومحاكمة من تبقى من القتلة الذين شاركوا في الغدر به واغتياله والانقلاب عليه وعلى أحلام كل اليمنيين وكان في مقدمة المشاركين والمنظمين للفعاليات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وأسر الشهداء والمخفيين قسرياً ما بعد عهد الحمدي . وأكد المشاركون في المسيرة من خلال الهتافات والشعارات المرفوعة أن الرئيس الحمدي ما زال حياً بفكره السياسي، مشيرين من خلال تلك الهتافات والشعارات إلى أن مشروع الدولة اليمنية الحديثة التي ناضل الحمدي من أجلها كثيراً، مازال قائما ومازال الملايين من اليمنيين يتطلعون إلى هذا المشروع الذي استشهد من أجله الحمدي والكثير من المناضلين السياسيين اليمنيين . ويأتي إحياء ذكرى مقتل الرئيس الحمدي هذا العام بصورة غير مسبوقة بعد أعوام كان يصعب خلالها إعطاء أية إشارة علنية إلى سيرة "الرئيس المحبوب" الذي أمضى في سدة الحكم ثلاث سنوات ونيف خلال سبعينات القرن الماضي، شعر اليمنيون في الجزء الشمالي من البلاد بأن رئيساً ونظاماً سياسياً حققا لهم عدداً من الإنجازات والاستقرار، قبل أن يقع ضحية عملية اغتيال سياسي، مازالت غامضة، رغم أن أصابع الاتهام تتجه لأشخاص بعينهم، وقفوا وراء تنفيذ العملية التي أحبطت آمال وأحلام اليمنيين في دولة تكفل لهم حقوقهم . اللافت أن الاحتفائية كانت هي الأوسع من نوعها في ذكرى مرور 35 عام على مقتل الرئيس الحمدي، حيث اغتيل وأخوه عبد الله يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1977 بعد فترة حكم استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، ووصفت بالعهد الذهبي ، وكان لافتاً الإشارة بأصابع الاتهام مباشرة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح في تغييب اسم الحمدي طيلة فترة حكمه الذي بدأ منذ 1978بعد فترة قصيرة فاصلة حكم بها الغشمي لنحو ثمانية أشهر فقط، وحتى إقصائه العام الماضي بعد الثورة الشبابية الشعبية . واستقبلت المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة باليمنيين والناصريين صور الرئيس الحمدي وبعض خطاباته واتساع رقعة النقاشات حول مواقفه الوطنية البارزة ودوره الريادي في انتشال اليمن من الوضع المتردي الذي كان يعيشه إبان الإمامة وبعد ثورة سبتمبر التي لم تخرج اليمنيين من مأساتهم، وطالبوا بفتح ملف اغتياله ومحاكمة قتلته . وبمبادرات سياسية وأخرى شعبية عفوية حضرت صور الرئيس الحمدي في وسائل النقل وعلى الطرقات وفي الأسواق وباتت ذكرى الحمدي الموضوع المشترك بين أغلبية القوى السياسية والشعبية بكل مكوناتها .