يقضي الإنسان ثلث حياته في النّوم. وغير الأحلام، قد يجهل "العمليّات" الكثيرة التي تحصل على مستوى جسده أثناء النّوم. فمنذ لحظة انزلاقه في السّرير إلى حين استيقاظه، مجموعة من الوظائف تجري في جسم الإنسان خلال نومه اللّيلي. ماذا يحصل إذًا في جسمنا عندما ننام؟ تضمّ ليلة نموذجيّة من النّوم 5 دورات مختلفة مدّة كلّ واحدة منها 90 دقيقة. يُمكن للإنسان أن يتحرّك بمعدّل 35 مرّة أثناء النّوم، غير أنّ عضلات الجسم تكون مُرتخية كُليًّا إلى حدّ الشّلل الظّاهري. كلّما دخلنا في مرحلة النّوم العميق، تدخل العينان في مرحلة الحركة السّريعة التي نلاحظ خلالها حركة عبثيّة سريعة للعينين، والتي غالبًا ما تكون دلالة على دخولنا مرحلة الحلم. يُمكن للفم أن يكون نشيطًا جدًّا أثناء النّوم، كما أنّ اللّعاب ينخفض تدفّقه فيه، ما يُسبّب جفافه في الصّباح. تنخفض ضربات القلب بمعدّل 15 نبضة في الدّقيقة الواحدة أثناء النّوم، ممّا يُشعر الشّخص بالرّاحة والإسترخاء.
تنخفض حرارة الجسم كما تنخفض مستويات الهرمونات التي تسبّب الأرق كالأدرينالين، ممّا يسبّب بعض التعرّق لأنّ الجسم لا يتحرّك ولكن يحارب في الوقت نفسه انخفاض الحرارة. تستمرّ حرارة الجسم في الإنخفاض طوال اللّيل. وعند السّاعة الخامسة صباحًا، تكون قد انخفضت إلى درجة مئويّة واحدة تحت حرارة الجسم الطّبيعيّة قبل النّوم. أثناء النّوم العميق، تزيد إنتاجيّة خلايا الجسم لإصلاح الجلد من الأضرار النّاجمة عن عوامل كالأشعة ما فوق البنفسجيّة. لذلك، حاولوا أن تنعموا بستّ ساعات من النّوم اللّيلي على الأقلّ لأنّه الوقت المُناسب لإصلاح الجسم وإزالة السّموم والتمتّع بالصحّة النفسيّة، العاطفيّة والجسديّة.
