ضرب فريق سوانسي سيتي الويلزي بقوة في مستهل مشاركته في النسخة الحالية من مسابقة الدوري الأوروبي بالفوز خارج ملعبه على فالنسيا الإسباني بثلاثة أهداف دون رد مساء اليوم الخميس في إطار المرحلة الأولى من مباريات المجموعة الأولى ضمن دور المجموعات من البطولة. افتتح الإيفواري الدولي ويلفريد بوني التسجيل لسوانسي في الدقيقة 14 وأضاف الإسباني ميتشو الهدف الثاني في الدقيقة 58 قبل أن يسجل الهولندي جوناثان دي غوزمان الهدف الثالث في الدقيقة 62. ويشارك فالنسيا في النسخة الحالية من مسابقة الدوري الأوروبي بعد أن حصل على المركز الخامس في الموسم الماضي من الدوري الإسباني، فيما يخوض سوانسي غمار البطولة للمرة الأولى في تاريخه ممثلاً عن إنكلترا بعد أن توّج الموسم الماضي بلقب كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة، بفوزه على برادفورد في المباراة النهائية بخمسة أهداف دون رد. والمثير أن سوانسي شارك من قبل في الأدوار التمهيدية لمسابقة كأس أندية أوروبا أبطال الكؤوس ممثلاً عن ويلز وكان آخر ظهور للفريق في البطولة تحت العلم الويلزي موسم 1991-1992 عندما خرج من الدور التمهيدي على يد موناكو الفرنسي بالخسارة ذهاباً في ويلز (1-2) وإياباً في موناكو (8-0). ويمتلك فالنسيا سجلاً حافلاً بالإنجازات في البطولة حيث توّج بلقبها عام 2004، بعد تغلبه على مرسيليا الفرنسي في المباراة النهائية، بهدفين دون رد، علماً بأنه شارك في أربع مناسبات أخرى، إذ خرج من دور ال32 في موسمي (2004-2005) (2008-2009)، فيما ودع المنافسات من الدور ربع النهائي من نسخة (2009-2010), وكان أفضل وجود للفريق الإسباني الملقب بالخفافيش في البطولة بعد أن تغير مسماها إلى "اليوروبا ليغ" في موسم 2011-2012، عندما تأهل إلى الدور نصف النهائي فواجه مواطنه أتلتيكو مدريد وخسر أمامه ذهاباً في العاصمة الإسبانية (4-2) وإياباً في فالنسيا (0-1). الشوط الأول استهل فالنسيا اللقاء بقوة بحثاً عن هدف السبق، وكاد الجزائري الدولي سفيان فيغولي أن يفتتح التسجيل لأصحاب الأرض إلا أنه تباطأ في الوصول للكرة فمرت بسلام من أمام خط المرمى لحارس سوانسي، الهولندي مايكل فورم. من جانبه لم يأخذ سوانسي وقتاً طويلاً حتى يدخل في أجواء المباراة بل كانت بدايته هو الآخر عاصفة وقوية عندما انسل المهاجم ويلفريد بوني من دفاع فالنسيا وكاد أن ينفرد تماماً بالمرمى، إلا أن الفرنسي الدولي عادل رامي عرقل بوني فاحتسب حكم اللقاء البلجيكي سيرجي غوميني ركلة حرة مباشرة للضيوف على حدود منطقة الجزاء ثم أشهر البطاقة الحمراء في وجه رامي فأكمل أصحاب الأرض اللقاء بعشرة لاعبين. سريعاً حاول الصربي ميروسلاف دوكيتش مدرب فالنسيا إنقاذ فريقه بإجراء تبديل اضطراري لتعويض النقص الحادث في دفاعه حيث أخرج لاعب الوسط كارتيبيا، ودفع بالظهير البرتغالي ريكاردو كوستا، ولم ينتظر سوانسي طويلاً حتى يلتقط فالنسيا أنفاسه ويستعيد توازنه إذ نجح في إحراز هدف التقدم عن طريق بوني، ففي الدقيقة 14 انطلق الإسباني المتألق في صفوف الفريق ميتشو من الجهة اليمنى ثم مرر كرة أرضية داخل منطقة الجزاء لبوني فانقض عليها الإيفواري الدولي بيسراه محرزاً هدف التقدم لحامل لقب كأس الرابطة الإنكليزية. ضرب الارتباك صفوف فالنسيا تماماً وكادت شباكه أن تستقبل هدفاً آخر في الدقيقة 22 عندما أرسل البديل كوستا الكرة بالخطأ إلى لاعب وسط سوانسي ناثان داير الذي انفرد بالمرمى تماماً إلا أنه سددها بغرابة إلى خارج الملعب. واصل الضيوف سيطرتهم التامة على مجريات اللعب مستغلين حالة الانهيار الفني والمعنوي التي بدا عليها لاعبو فالنسيا، ففي الدقيقة 39 كاد بوني "أغلى لاعب في تاريخ سوانسي" أن يحرز الهدف الثاني له ولفريقه عندما استغل سوء حالة مدافعي الفريق الإسباني وانتزع كرة على حدود منطقة الجزاء ثم سدد صاروخية نحو المرمى إلا أن كرته ذهبت إلى خارج الملعب على بعد سنتيمترات قليلة من عرين الحارس فيسنتي غوايتا. مرت الدقائق المتبقية من الشوط الأول دون أي خطورة تذكر على المرميين حتى أطلق حكم اللقاء صفارته معلناً نهاية الحصة الأولى من اللقاء بتقدم مستحق لسوانسي بهدف دون رد. الشوط الثاني دخل لاعبو سوانسي أرض الملعب مع بداية الشوط الثاني واضعين في اعتبارهم أن الفرصة سانحة تماماً لتحقيق نتيجة تاريخية على أرض معقل فالنسيا التاريخي "استاد ميستايا"، وبالفعل لم تضيع كتيبة الفريق الويلزي الوقت، ففي الدقيقة 58 أهدى الإسباني الشاب أليخاندرو بوزويلو تمريرة سحرية لميتشو داخل منطقة الجزاء فسدد الأخير الكرة بيمناه فعانقت الشباك معلنة الهدف الثاني، وسط ذهول أنصار الفريق الإسباني. لم يهدأ سوانسي عقب إحراز الهدف الثاني إذ استمرت سيطرة لاعبيه التامة على مجريات اللعب، وكثرت الأخطاء المحتسبة على مدافعي الخفافيش، والأسوأ أنها جميعاً كانت على حدود منطقة الجزاء، ومن إحدى هذه الكرات الثابتة استطاع الهولندي الجنسية الكندي الأصل جوناثان دي غوزمان إحراز الهدف الثالث للضيوف من تسديدة رائعة انبرى لها من على بعد 30 متراً، في الدقيقة 62 وهو هدف قتل المباراة وحسم النتيجة نهائياً. ومرت الدقائق المتبقية من اللقاء بعد ذلك ثقيلة على أصحاب الأرض وجماهيرهم الغفيرة التي تركت المدرجات مبكراً وهي مصابة بالحزن والأسى، بعد السقوط المذل لفريقها في معقله، وهدأ إيقاع لعب سوانسي واعتمد لاعبوه على التمريرات الأرضية المتعددة لقتل الوقت، حتى انتهى اللقاء معلناً انتصاراً مدوياً للفريق الويلزي قوامه ثلاثة أهداف دون رد. فوز لافت لسانت غالين وفي إطار المجموعة ذاتها حقق سانت غالين السويسري فوزاً لافتاً على كوبان الروسي بهدفين دون رد أحرزهما كارانوفيتش في الدقيقة 56 وماثياس في الدقيقة 76. وتصدر بذلك سوانسي ترتيب فرق المجموعة برصيد ثلاث نقاط متقدماً بفارق الأهداف أمام سانت غالين فيما جاء كوبان في المركز الثالث وتذيل فالنسيا ترتيب فرق المجموعة. مفاجأتان مدويتان في المجموعة الثانية وانطلقت مباريات المجموعة الثانية بمفاجأتين من العيار الثقيل، بعدما مني فريقا آيندهوفن الهولندي ودينامو زغرب الكرواتي بالهزيمة على ملعبيهما أمام فريقين أقل تاريخياً. وسقط آيندهوفن في هولندا أمام لودغوريتس رازغراد البلغاري بهدفين دون مقابل، أحرزهما السلوفيني رومان بيجاك والهولندي فيرجيل ميسيديان في الدقيقتين 60 و74. وفشل دينامو في زغرب في الحفاظ على تقدمه بهدف في الشوط الأول سجله في مرمى ضيفه تشيرنوموريتس أوديسا الأوكراني، عن طريق التشيلي جونيور فيرنانديس في الدقيقة 43. وتمكن الزوار في الشوط الثاني من تسجيل هدفين من خلال أوليكسي أنتونوف والإيفواري دجا دجيدجي في الدقيقتين 62 و65. وتصدر الفريق البلغاري بذلك المجموعة بفارق الأهداف عن نظيره الأوكراني، فيما يبقى آيندهوفن ودينامو زغرب من دون رصيد. انطلاقة نارية لسالزبورغ في الثالثة في افتتاح مواجهات المجموعة الثالثة، حقق نادي ريد بول سالزبورغ النمساوي انتصاراً كبيراً على ضيفه إيلفسبورغ السويدي بأربعة أهداف نظيفة، فتصدر المجموعة مبكراً بفارق الأهداف عن إيسبييه الدنماركي الذي عاد بانتصار مفاجئ (1-2) من ملعب ستاندر لياج البلجيكي. وتناوب على تسجيل أهداف سالزبورغ كل من البرازيلي ألان في الدقيقة 36، والإسباني جوناثان سوريانو قائد الفريق الذي سجل ثلاثة أهداف "هاتريك" في الدقائق 44 من ضربة جزاء و69 و79 . وجاءت أهداف المباراة الثانية في الشوط الثاني، حيث تقدم الهولندي مايك فان بورين لإيسبييه في الدقيقة 63، وأدرك جيوفري مويانجي بيا التعادل لستاندر لياج في الدقيقة 73، قبل أن يسجل الفريق الدنماركي هدف الفوز القاتل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع عن طريق موشاغا باكينغا. وأخفق ستاندر لياج في الخروج بأي نقطة على ملعبه، فاحتل المركز الثالث دون أي رصيد بفارق الأهداف أمام إيلفسبورغ.
