لزم المعنيون في وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم الصمت المريب قبل أن تظهر للعلن تصريحات أمينه العام بعدما يقارب العامين من إجمالي المدة المفترضة لرعاية منتخبنا الوطني وبقيمة مبلغ خمسة ملايين دولار الذي تكفلت به شبكة قنوات أبوظبي الرياضية مالكة حقوق “خليجي 20”. في مطلع 2011م عندما كان الغموض يلف مصير صفقة التعاقد مع جهاز فني لتدريب الأحمر الكبير بقيادة الجزائري رابح سعدان الذي كان طلب 50 ألف دولار كراتب شهري له ولمساعديه, تخلل ذلك الاستغراب من توفير المبالغ المالية لإتمام ذلك رغم معرفة الجميع برعاية “ابوظبي الرياضية”. وزاد الاندهاش من تغييب تلك الرعاية المالية غير المسبوقة واستمرار قيادة اتحاد الكرة في البحث عن مبررات هزيلة حول عدم إتمام التعاقد مع المدرب الأجنبي مع اتساع الشكوك بحالات فساد بصفقة حقوق خليجي 20 مقابل 30 مليون دولار بالاضافة الى 5 ملايين دولار لرعاية المنتخب المضيف. غير ان المفارقة أطلت في مضمون تصريحات الأمين العام حميد شيباني بشأن مسألة الرعاية المالية الوهمية وما كان تضمنه تصريح سابق ليعقوب السعدي مدير البرامج في “أبوظبي الرياضية” بان القناة سترعى منتخب اليمن لمدة خمس سنوات مقبلة وستكون مبارياته حصرية على القناة. إذ كشف شيباني أخيراً في حوار متلفز عن قرار اتخذه اتحاد العيسي بمقاضاة قناة ابوظبي الرياضية بسبب إخلالها في عقد الحقوق الإعلامية لبطولة خليجي 20 وبالتحديد في مبلغ الخمسة الملايين دولار الباقية والمتفق على ان تكون في شكل رعاية للمنتخب الأول موزعة على خمس سنوات. وفي حين فشلت جهود “ماتش” في الحصول على توضيحات من قيادات شبكة “ابوظبي الرياضية”, استدرك شيباني بان نية الاتحاد اليمني لمقاضاة الشبكة الإماراتية للحصول على مبلغ الرعاية المتفق عليه من دون ان يغفل إبداء الرغبة بالوصول الى حل ودي في حال أبدت القناة حسن النية. وعلى الرغم من ان مصدراً مسؤولاً في اللجنة العليا للمناقصات والمزايدات الحكومية كان أرجع أسباب اختيار شبكة أبو ظبي الرياضية إلى التزامها بجميع شروط ومعايير اليمن ولكون عرضها كان الأفضل فنياً ومالياً، ناهيك عن توفير هذه القناة للقدرات والإمكانات الكبيرة والمعايير الفنية.. وحينها أضاف المسؤول: جاء اختيار شبكة القنوات الرياضية الفضائية الإماراتية بعد مراجعة دقيقة ومتأنية استمرت نحو ستة أشهر متواصلة من قبل لجنة وزارية فنية مختصة من وزارات المالية والشباب والرياضة والإعلام والسياحة واتحاد الكرة للعروض المالية والفنية للشركات المتنافسة..!! إلا أن مصادر مطلعة رجحت ل”ماتش” اتخاذ تلك الخطوة لأسباب سياسية أطاحت بطموحات “الجزيرة الرياضية” لنيل الحقوق الحصرية, ووصل بها التوضيح للقول بان القرار وافق رغبة رئيس الجمهورية السابق وهلل له حمود عباد وأحمد العيسي وحافظ معياد وعادل الحبابي ومعاذ الخميسي. وعزز من احتمال التدخل السياسي ما كان برر في الإعلان بان السعر الذي تبيعه الشركة الناقلة لجميع فعاليات البطولة للدول الأخرى السعر نفسه ولا يكون بأسعار متباينة بين الدول وتجنب الإشكال الذي حصل أثناء «خليجي 19» حين حصلت الجزيرة الرياضية على حقوق النقل وباعته بأسعار متفاوتة. ويأتي الكشف عن حالة الفساد هذه والمتهم بها جميع الأطراف فجدير التنويه بان عدداً من إعلاميينا الرياضيين كانوا عبروا عن الخيبة من مستوى تقنيات النقل التلفزيوني لمباريات “خليجي 20” وهو ما خالف تصريحات “ابوظبي الرياضية” المؤكدة على استخدام أحدث التقنيات للنقل التلفزيوني المباشر. ووقتها تداول بان الرئيس السابق هو من تسبب بفرض موعد حفل الافتتاح نهاراً بينما كانت المصادر لفتت الى التواضع غير المنتظر في تصوير فقرات الحفل وسط غياب العدد المفترض من كاميرات التصوير الحديثة التي كانت أعلنت “أبوظبي الرياضية” عن تجهيزها لنقل مباريات “خليجي 20