فقد يوم أمس نادي الرشيد بتعز أبرز مؤسسيه في الثمانينيات المؤرخ والمفكر الإسلامي الكبير عبد الملك مرشد الشيباني وهو من الكوادر التربوية التي كانت لها بصمات كبيرة في تأسيس نادي الرشيد إبان فترة "الأحرار" و«التعاون» حتى تلقى الاعتراف الرسمي من وزارة الشباب والرياضة في عهد طيب الذكر الدكتور محمد أحمد الكباب .. وكان الشيباني من المعجبين بالعمل الشبابي والرياضي ، وقد ساهم في المجال الثقافي بصورة كبيرة لفترة طويلة قبيل تفرغه لشؤون العمل الدعوي والتأليف التاريخي. وكانت تعز قد شيعت يوم أمس الأربعاء فقيدها الراحل المؤرخ والمربي الفاضل، الأستاذ عبد الملك الشيباني بعد الصلاة عليه في مسجد السعيد بتعز وسط حضور كبير من مختلف الشخصيات والاتجاهات السياسية حيث كان قد وافاه الأجل فجر يوم أمس الاول في تعز بعد معاناة من المرض .. ورحيل الشيباني يشكل خسارة كبيرة لليمن لما كان يتمتع به الرجل من مواصفات الرجل القيادي المحنك وصاحب الفكر السديد طوال حياته ، واعتبر البعض رحيله خسارة لليمن كلها لما كان يتمتع به من فكر وثقافة وأحد مراجع التاريخ اليمني رغم قلة ندرة مؤلفاته إلا أن ما يتوفر في المكتبات يؤكد أن الشيباني كان مؤرخاً استطاع أن يوثق كثيراً من الأحداث التاريخية التي شهدتها اليمن وشهدتها الجزيرة العربية وعمل على رصد وتتبع انجازات العرب في العلوم والتاريخ والاختراعات التي كان العرب سباقين فيها. وعبد الملك محمد مرشد الجندبي الشيباني- رحمه الله تعالى كما كتب عنه الشاعر عبد المنعم الشيباني في عام 2011م انه من قرية (قحفة حُمَيد) بني شيبة الغرب أو من قرية (الأكمة) ، وتسمَّى بني شيبة الغرب ب (جنِّنْ) وهناك (وادي جنِّنْ) الذي غنى له المطرب السوري المشهور في الخمسينيات والستينيات (فهد بلاَّن) بالاشتراك مع المطربة صباح، من كلمات الدكتور سعيد الشيباني (خريج جامعة السيربون- فرنسا) نجم شعراء الخمسينيات والستينيات في اليمن-عدن. عبد الملك درس في كلية بلقيس بعدن وتخرج من (مخبازة عمه عبد الله مرشد بالشيخ عثمان)، بدأ حياته ناصرياً كغيره من الشباب العربي المتأثر بزخم الحركة القومية العربية بقيادة الزعيم جمال عبد الناصر حينذاك غير انه تحول بعد ذلك إلى حركة الإخوان المسلمين في نهاية الستينيات في تعز تحديداً متأثراً بخطبة رنانة للقيادي الشاب المؤسس عبده محمد المخلافي بتعز (بايع الإخوان بمصر وعاد ليؤسس الحركة في اليمن بعد طرده من مصر). حفظ عبد الملك مرشد كل قصص ونكات وعجائب وغرائب الصومال والهنود بعدن ايام فترة الإنجليز وما بعدها ووظف كل القصص والنكات لخدمة محاضراته.. جاب اليمن في الدعوة شبراً شبراًُيدعو بالمحاضرات بل حتى وصل إلى (هونج كونج والصين الشعبية وتايوان والهند الصينية) وهو (مولعي بالقات والشاهي) حيث لا تفارقه (ثلاجة الشاهي أبدًا في حله وترحاله). والشيباني مؤرخ وتربوي ومؤلف درس على جماعة من العلماء، منهم: العلامة (عبدالرحمن بن قحطان بن قائد)، والفقيه (نصر بن أحمد بن ناصر الشميري)، والعلامة (علي بن سعيد الغيلي)، والفقيه (محمد بن عبدالربّ بن جابر)، والفقيه (أحمد السروري)، والأستاذ (عمر طرموم)، والتحق بالتعليم النظامي، ثم بالتعليم الجامعي، حتى نال شهادة البكالوريوس من قسم التاريخ في كلية التربية بجامعة صنعاء سنة 1397ه/ 1977م. عمل مدرّساً، فمديرًا، فموجّهًا في كثير من المدارس، ثمّ عيّن رئيساً للجنة التاريخ والتربية الاجتماعية والسيرة في معاهد ومدارس مدينة صنعاء، ثم عضواً في لجنة (المعادلة) بالمعاهد العلمية، ثم عمل رئيساً لتحرير صحيفة (الإصلاح) التي كانت تصدر في مدينة تعز، وعضو مجلس الشوري وأمين عام لرابطة (طيف) الأدبية في مدينة تعز. شارك في إعداد ووضع المناهج التعليمية في المعاهد العلمية، ووزارة التربية. من مؤلفاته: 1 – شهيد القرآن. سيرة حياة (عبده محمد المخلافي). ط. 2 العلم والعلماء. ط. -3فن الرحلات. ط. 4 – مسيرة الإصلاح. ط. 5 الظهور الإسلامي. ط. 6 – اليمن ومكانتها في القرآن والسنة. ط. 7 – رجال الطبراني في الميزان. خ. 8 – تخريج أحاديث اليمن وأهله. خ. 9 – قضايا ومناقشات تاريخية. خ. 10 – مأساة العائلة الكريمة. مسرحية. خ. 11 – العالم الإسلامي.