بغض النظر عن التعثر الذي وقع فيه المنتخب الوطني الأول لكرة القدم عندما خسر المباراتين الأوليين له في مستهل مشواره ضمن التصفيات القارية المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم 2018 م وكأس الأمم الآسيوية 2019 م وجاءت الهزيمتان أمام كل من كوريا الشماليةوالفلبين في الحادي عشر والسادس عشر من يونيو الماضي على التوالي بالدوحة، وبعيدا عن الخوض في الأسباب التي أدت إلى احتساب نتيجة مباراتنا الأولى مع كوريا لتصبح صفر 3/ بدلا من صفر 1/ وهي النتيجة التي خرجت بها المباراة على أرض الملعب ؟ لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر لاحقا معاقبة اتحادنا الكروي " فنيا وماديا " باعتماد خسارتنا أمام كوريا /3"صفر " للكوريين وتغريم اتحادنا مبلغ ستة آلاف فرنك سويسري نظرا لمشاركة لاعب مع المنتخب في تلك المباراة وهو غير مؤهل فنياً! بمعنى أن منتخبنا أشرك لاعبا في صفوفه في المباراة المشار إليها كان يفترض إلا يلعبها لحصوله على إنذارين قبل تلك المواجهة ! والخطأ إداري !%100 لكن يجب علينا تجاوز ما حدث أو نتج عن تلك المباراة الافتتاحية وتخطي آثارها إلى جانب نسيان آثار المباراة الثانية التي خسرناها أمام المنتخب الفلبيني بهدفين نظيفين وبالتالي التطلع نحو المستقبل وما ينتظر المنتخب على المدى القريب، إذا من المقرر أن يخوض منتخبنا الوطني في الثالث من شهر سبتمبر المقبل مباراته الثالثة في التصفيات المشتركة لكأس العالم وكأس آسيا حين يواجه منتخب أوزبكستان على أرض الأخير في العاصمة طشقند . رجل المهمات الصعبة كما هو معروف فقد ترك المدرب التشيكي / ميروسلاف سكوب مهمته على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول والمنتخب الأولمبي ورفض تجديد عقده مع الاتحاد العام لكرة القدم الذي انتهت مدته في مايو 2015 م بعد أن كان قد تعاقد مع الاتحاد في مايو 2014 م لمدة عام " قابل للتمديد " لكن الاتحاد فشل في إقناع سكوب في التمديد والتجديد !! لكن ذلك الرحيل للكوتش كان متوقعا رغم الأنباء التي كانت قد تحدثت عن نجاح رئيس لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد / حسام السنباني في إقناع سكوب بالتجديد لعام آخر . فنتيجة لتردي الأوضاع الأمنية والسياسية ثم اندلاع الحرب الغاشمة على بلادنا لم يجد سكوب مفرا إلا المغادرة رغم رغبته التي أكدها في أكثر من مناسبة بالاستمرار في تدريب منتخبنا الأول خلال الفترة القادمة ! وعلى إثر ذلك تولى المدرب الوطني القدير الكابتن أمين السنيني المسؤولية خلفا للمدرب التشيكي سكوب الذي ترك المهمة ومعه معاونوه مدرب الحراس ومدرب اللياقة ابتداء من المباراة أمام الفلبين، وبالنظر إلى الظروف الراهنة التي ما زالت تعصف بالبلد فإن الكابتن أمين سيواصل المشوار كمدرب للمنتخب الأول خلال ما تبقى من رحلة المنتخب في التصفيات الآسيوية المزدوجة المذكورة وربما كذلك المنتخب الأولمبي الذي ينتظره استحقاق هام مطلع العام القادم 2016 م حيث سيشارك في النسخة الثانية من نهائيات بطولة كأس آسيا للمنتخبات الأولمبية تحت 23 سنة المقرر إقامتها في قطر. لأن الأمين هو الأنسب والأقرب في هذه المرحلة العصيبة ولصعوبة - إن لم يكن استحالة - التعاقد مع مدير فني أجنبي جديد للمنتخب أو حتى الإتيان بمدرب وطني آخر لقيادة المنتخب! وفي رأيي الشخصي أن المدرب المخضرم / أمين السنيني قادر على تحمل المسؤولية بكل أعبائها أو صعوباتها وسيعمل على المضي في ذات السياسة التي كانت مطبقة على المنتخبين الأول والأولمبي إبان تواجد سكوب، والمطلوب أن يتم منح الأمين الثقة بتعيينه رسميا كمدير فني للمنتخبين الأول والأولمبي وسرعة تسمية الجهاز المعاون له مع كلا المنتخبين وهو قادر على المضي بسفينتهما إلى بر الأمان فقد عرفناه كمنقذ ورجل المهمات الكروية الصعبة في كل تجاربه التدريبية الناجحة مع المنتخبات الوطنية بفئاتها العمرية المختلفة وعلى رأسها الوصول بمنتخب الأمل إلى مونديال فنلندا عام 2003 م التي سبقها تحقيق وصافة نهائيات كأس آسيا للناشئين 2002 م في الإمارات. عن الإعداد لموقعة طشقند 40 يوما تقريبا هي المدة الزمنية التي تفصلنا عن موعد المباراة الثالثة للمنتخب الوطني الأول ضمن منافسات المجموعة الثامنة للتصفيات المذكورة والتي تضم منتخبنا " اليمن، أوزبكستان، الفلبين، البحرين، كوريا الشمالية " ، ففي 3 سبتمبر يستضيف المنتخب الأوزبكي منتخبنا الوطني في أوزبكستان في مباراة مهمة بل ومصيرية بالنسبة لمنتخبنا الذي كان خسر مباراته في الجولة الأولى أمام كوريا والفلبين صاحبي الصدارة ب 6 نقاط ليحاول فيها الحفاظ على آماله في البقاء بدائرة المنافسة على المقدمة لخطف بطاقة التأهل للدور الثالث من تصفيات المونديال أو البطاقة المؤهلة مباشرة إلى نهائيات كأس أمم آسيا 2019 م بالإمارات . والمباراة مهمة أيضا لمنتخب أوزبكستان الذي كان قد خسر مباراته الأولى والوحيدة في الجولة الافتتاحية لمنتخبات المجموعة أمام كوريا الشمالية. وبعد الذي حدث لمنتخبنا عندما وجد صعوبات وعراقيل كثيرة حالت دون إعداده جيدا لمباراتي الافتتاح نتمنى أن يعمل الاتحاد العام لكرة القدم وعلى وجه السرعة ليبدأ المنتخب فترة الإعداد والتحضير للمواجهة القادمة أمام أوزبكستان في طشقند في 3/9/2015 م والترتيب مبكرا مع الجهات المعنية لكي يتمكن المنتخب من الوصول بكل سهولة ويسر إلى جمهورية أوزبكستان إن عبر الجو أو غيره حتى لا يتكرر السيناريو المرير الذي واجهه المنتخب قبل مغادرته " بحرا " إلى جيبوتي في رحلة شاقة ومهينة أكثر من 18 ساعة على متن سفينة نقل خاصة بالمواشي ومن جيبوتي استقل المنتخب طائرة أوصلته إلى قطر التي خاض فيها مواجهتي كوريا والفلبين باعتبار الدوحة المكان البديل للمنتخب لخوض مبارياته الداخلية التي كان يفترض أن يلعبها على أرضه وبين جماهيره لولا الحظر الدولي المفروض على إقامة المباريات الرسمية للأندية والمنتخبات اليمنية على الأراضي اليمنية؟ ذلك الحظر الجائر الذي كان الاتحادان الآسيوي والدولي قد فرضاه على الكرة اليمنية منذ مطلع العام 2011 م ،وقبل ذلك على الاتحاد الإعلان عن برنامج تحضير المنتخب للمباراة المذكورة ومتى سيبدأ؟ وماذا سيتضمن ذلك البرنامج من معسكرات داخلية أو خارجية وهل سيجري المنتخب خلاله أي مباريات ودية تجريبية قبيل التوجه لملاقاة منتخب أوزبكستان على أرضه. آخر السطور لست مع عودة أو إعادة الأخ / عبدالوهاب الزرقة لتولي مهمة المدير الإداري للمنتخب الوطني الأول وربما الأولمبي، فمع احترامي وتقديري الكبيرين للزرقة كرجل.. ومجتهد .. لكن مهمة المدير الإداري للمنتخب " أي منتخب " تتطلب مواصفات خاصة للتعامل أو العمل مع مثل هذا المنصب " مع الأسف " ليست متوافرة في شخص الأخ/ عبدالوهاب الزرقة الذي سبق له تولي هذا المنصب سابقا قبل أن يتم إعادته مؤخرا لتولي مهمة المدير الإداري للمنتخب الأول، وهو حاليا عضوا في مجلس إدارة الاتحاد العام لكرة القدم عقب الانتخابات الأخيرة للاتحاد في إبريل 2012 م ولم يكن النجاح حليفه في الفترة الماضية ! وفي رأي كاتب السطور فإن الاتحاد مطالب بإعادة النجم الدولي السابق / جمال الخوربي ليتولى مهمة المدير الإداري للمنتخب ليواصل مشوار النجاح الذي كان قد بدأه منذ تولي سكوب لمهمة تدريب المنتخب، وأعتقد أن مصلحة المنتخب تقتضي ذلك. " ورحم الله امرءاَ عرف قدر نفسه ..." وكفى!!!!