تستحق الخطوة الوزارية الإشادة.. فالعملية الانتخابية التي تجري خلال الشهر الجاري لاختيار مجالس إدارات الاتحادات الرياضية قرار جريء للوزير الإرياني,وإصرار الوزارة على تنفيذه رغم التهديدات تعد من الإيجابيات النادرة, كونها شجاعة افتقدناها في الوزراء الأكوع وعباد والزوكا.. ومع أن الانتخابات الرياضية خطوة حاسمة للخروج من مأزق الحالة غير الشرعية التي بقيت عليها إدارات الأندية والاتحادات تمارس أعمالها,وتمدد أعمارها بأساليب تهدم قوانين الرياضة,وتعبث بالرياضة أيضاً..إلا أن هذه الخطوة بحاجة إلى إتباعها بما يجعلها ذات فائدة للتغيير وإحداث التطوير.. فإن الانتخابات الرياضية إذا كانت حسب المأمول من إجرائها ستعمل على فرز وغربلة الكوادر,وإيصال الأفضل منهم إلى مواقع القرار,ومصادر التأثير على مسار الرياضة في بلادنا..ولكي تنتج العملية الانتخابية ذلك,لابد من ضبط الآليات والإجراءات القانونية التي تسيّرها,ومراقبة الخروقات التي قد تشوّه الحقيقة أو تحولها إلى مولود خديج,وحتى لاتوصف الانتخابات بأنها«تبييض»للفاسدين وصفحاتهم السوداء التي تزدحم بمساوئهم وجرائمهم ضد الرياضة والرياضيين,لابد من العمل على مراقبتها,ورصدها,وإيقاف التكتيكات القاتلة للديمقراطية والرياضة.. إن أكبر خطر تواجهه هذه الانتخابات هي العقليات الفاسدة التي لايزال لديها مساحات واسعة للتحرك ورسم سيناريوهات تتحكم بمخرجات الانتخابات,لتأتي إلى مجالس الإدارات من يجيدون الهدم,ويؤسسون للديكتاتورية, وتمجيد شخوصهم.. كما تعد صناعة الجمعيات العمومية الوهمية من الأخطار المحدقة بهذه العملية الانتخابية, حيث يجتهد المفسدون لاستنساخ إدارات خاملة المشهورة بإنجازات وبطولات على الورق,والباحثة عن أضواء السلطة, وملايين المخصصات..وهم يدركون أن الجمعيات العمومية هي العمود الفقري وأهم ركن من أركان نجاح الخطوة الانتخابية لانتشال الرياضة من واقعها المتخلف,ولهذا يريدون إحداث تكاثر لاشرعي لها ليبقوا على أنفسهم وأمثالهم في الاتحادات.. لابد من التنويه إلى أن أسلوب«المحاصصة» بين حيتان الألعاب في رئاسة الاتحادات يضر الرياضة اليمنية,لأنها تزيح الأكفأ وتعيد الضعفاء والفاقدين الأهلية إلى سدة القرار الاتحادي..ولقد بدأت«المحاصصة» تكشر عن أنيابها لفرض أسلوبها الانتخابي الحزبي على الأجواء التنافسية للانتخابات الرياضية,وهذا سيحول الرياضة إلى كعكة سلطوية للتقاسم, فهل يدرك القائمون على هذه الانتخابات التي تحوم حولها,ويتفادون وقوع فأس الفاسدين في رأس الرياضة والرياضيين؟!