من يتابع مباريات فريق الشعلة في مشوار دوري الأولى، وتابعه في مشوار دوري الثانية الذي انجز فيه مهمة العودة لدوري الأضواء، حتما يكتسي ثوب الإعجاب تجاه ما يقدمه أحد لاعبي المنظومة الشعلاوية التي تدق معاقل الخصوم، وتعبر محطاتهم واحدة تلو الأخرى.. لاعب يصنع الفارق في كثير من المواعيد التي يحرق فيها الشعلة خصومه.. خلال موسمين تحديدا، ومنذ أن وجد من يقدر ما لديه من إمكانيات.. حالة خاصة تبعثها كرة القدم من بين أصولها ومفردات خصوصياتها التي ترتبط بالموهبة والنجومية الخالصة. ذلك هو النجم القادم من حيث تصنع المواهب في محافظة تصدير النجوم لأندية الوطن (أبين).. هو جمال الهبة صاحب القامة القصيرة والمهارة الكبيرة، أحد صناع الألق الأصفر، ومرعب خصومه، وحماة عرينهم.. النجم الذي يقدم كل شيء في كرة القدم، وخصوصا في منطقة الجزاء، حيث يكون الممر مؤديا إلى الشباك.. أحلى لحظات اللعبة الشعبية الأولى. في واقع الأمر ما يقدمه هذا الموهوب الذي غابت فرصة ظهوره إلى أن جاء إلى موقع القرار الفني في الشعلة الكابتن "محمود عبيد" ثم الكابتن "أحمد الراعي".. ووفقا لرأي الكثيرين من عشاق اللعبة.. ومع ذلك انظروا.. منتخباتنا الوطنية ومدربيها في وادٍ آخر لا يعيرون الهبة أي اهتمام. في كل العالم، يتجه مدربي المنتخبات إلى ملاعب المسابقات المحلية لرصد عطاء اللاعبين، لرفد تشكيلاتهم بالأجود والأفضل.. وهنا حيث الاختيارات العبثية والفوضوية والتربيط في كثير من الأوقات بواسطة شيخ"!!.. أو شخصية مقربة.. يبدو أن عطاء الهبة ونجوميته وقدرته التهديفية التي كان آخرها هدفان في شباك أهلي صنعاء.. مازالت ترتبط بأمور أخرى ليس لها علاقة بكرة القدم والعطاء والأداء والموهبة والقدرات.. لأن للأمر طرفين أولهما الهبة الذي قدم أوراق اعتماده ليكون في صفوف المنتخبات.. وثانيها مدربا المنتخب الأول الكابتن سامي النعاش، "أمبراتو" مدرب الأولمبي.. والذين أدارا ظهريهما.. وبالتالي تتضح الصورة، وتنكشف ألوانها للجميع. أجزم أن موهبة الهبة تفوق الكثيرين ممن يتواجدون اليوم في معسكر القاهرة أو في العاصمة النيبالية، لكن هي كرة القدم اليمنية التي تعتمد كل ما هو مختلف، وعلى "الهبة" أن لا يحزن وألا يتذمر لأنه في دائرة في خطى النجومية، وعليه أن يبقى في تلك السكة، وأن يدرك أنه مازال في البداية، وأن أمامه الكثير لينجزه، ولو بألوان نادي الشعلة.. ولعل غياب رصد أصحاب القرار لموهبته في هذا التوقيت فيها خيرا له. هذا هو المشهد في حكاية تألق الهداف "الهبة" في واقع كرة القدم اليمنية.. ويبقى أن نقول له واصل عطاءك وثق بقدراتك.. فما زال فيها الكثير لترسم بياناته على شباك الخصوم. الجدير بالذكر أن الموهوب جمال الهبة القادم من مديرية لودر ونادي عرفان قد استحوذ الإعجاب، وهو يدافع عن ألوان فريق أمعين في كأس الاستقلال قبل سنوات.. وسبق له وأن شارك في بطولتين عربيتين، والأولمبياد الآسيوي للألعاب الشاطئية في صفوف منتخب كرة القدم الشاطئية.
