# هي الدنيا .. ومتاعبها..وانشغالاتها..وجور سنواتها الأخيرة التي أبعدتنا عنك..وحرمتنا من شهد كلامك..وعذب عناوينك..وخلاصة ابداعاتك التي لا تشبهها أي إبداعات أخرى # تواريت في هذا الزمن الصعب..كما توارى كل شيء جميل..وأنيق ..وظللت محاصراً..بأنين الوجع..وآهات الألم..مكتفياً بالصبر..ومتسلحاً كما عهدناك بتلك الابتسامة التي تغطي على متاعبك وأوجاعك !! # وبدلاً من أن نواصل استمتاعنا بمفرداتك وعباراتك وعناوينك ..صرنا نتلوى ألماً لمعاناتك..وصباحاتك ومساءاتك المكتظة بمشاعر الخذلان في بلاد العوران ! # كانت الصحف تفخر باطلالتك..ومقالاتك..وتحليلاتك..ونبض كلماتك..وجمال عناوينك..وحضورك الهادئ ..الدافئ..وما تفعله حين تذر بهارات أحاسيسك على كل ما تكتبه فنشعر أننا نستلذ بكل ما نقرأه لك.. ولا نريد أن نغادر ..بل نبحر أكثر وأكثر..ونكرر ولا نشبع منك ولا من سحر قلمك ! # تكتب بسلاسة..وسهولة..وبساطة..تغازل بالكلمة..وتختزل الفكرة ..ووحدها عناوينك نقرأ فيها كل شيء ..وتطربنا بها..وكأننا للتو انتهينا من سماع أجمل ما غناه المطربون..! # آه كم أصبحت المسافات تفصلنا عن ابداعاتك..حتى حين كنت حياً بيننا..ففي هذا الزمان الذي زادت فيها الضغائن والكمائن لم يعد للابداع (مكان) ! # أحبك الله فأخذك إلى جواره..واستعاد أمانته..فلم يعد في هذه الدنيا ما يشجع على البقاء ..ولم يعد في هذا البلد سوى البلاء..والغثاء..! # رحمك الله استاذ عيدروس عبدالرحمن ..وتغشاك برحمته ومغفرته ورضوانه..ولاهلك ومحبيك الصبر والسلوان..إنا لله وإنا إليه راجعون
