أصيب خمسة من أنصار الحراك الجنوبي على الأقل عصر اليوم في اشتباكات شهدتها ساحة العروض بخور مكسر بمدينة عدن بين مسلحين يتبعون تيار الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض وآخرون يتبعون زعيم الحراك الجنوبي حسن باعوم. وقال شهود ل«يمن برس» إن الاشتباكات بدأت عقب خلاف على رفع صور البيض حيث اعترضت مجاميع مسلحة من فصيل باعوم على رفع صور البيض في الفعالية وعدم صعود القيادات المحسوبة عليه.
وقد هرعت سيارات الإسعاف الى الساحة لنقل المصابين في تلك الاشتباكات.
وأعقبت الاشتباكات تظاهرات ومهرجان حاشد لأنصار الحراك الجنوبي لإحياء الذكرى الخمسين لثورة 14 أكتوبر وللمطالبة بالانفصال.
وكانت انتشرت قوات الأمن، اليوم السبت، في مدينة عدن اليمنية تحسبا لحدوث أي اضطرابات في المنطقة بالتزامن مع دعوة الحراك الجنوبي لإحياء المهرجان.
واحتفل أنصار الحراك بساحة العروض في مدينة عدن بذكرى مرور نصف قرن على الثورة على الاستعمار البريطاني، وسط دعوات إلى انفصال الجنوب بعد تعثر مؤتمر الحوار الوطني في الخروج باتفاق بشأن هذه القضية.
وقال مصدر في الحراك الجنوبي ل"سكاي نيوز عربية" إن تظاهرات اليوم تهدف إلى التأكيد أن "الشارع الجنوبي موحد خلف صوت واحد لاستعادة الدولة الجنوبية والانفصال"، مجددا رفضه لنتائج مؤتمر الحوار التي يقوض استعادة الدولة السابقة التي كانت قبل 1990، على حد قوله.
وكان المتظاهرون بدأوا منذ أمس الجمعة بالتوافد من مختلف الحافظات الجنوبية خاصة لحج والضالع وأبين وشبوة وحضرموت إلى عدن، حيث احتشدوا اليوم في ساحة الاحتفال في حي خور مكسر، رافعين علم دولتهم السابق، وشعارات رافضة لنتائج الحوار.
في غضون ذلك، حث الرئيس اليمني الجنوبي السابق، علي سالم البيض، في كلمة نقلها تلفزيون "عدن لايف"، أنصاره على المشاركة الواسعة في هذه التظاهرات للحفاظ على "وحدة الجنوب من المهرة إلى باب المندب".
واعتبر البيض أن هذا الحراك الساعي للانفصال هو استكمال لثورة 14 أكتوبر التي حققت الاستقلال للبلاد، مشيرا إلى أن الجنوب الذي عانى من "الاحتلال" بعد حرب "صيف 1994" مصر على "طرد المحتل".
كما وصل الزعيم الجنوبي رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي، حسن باعوم، في ساعة متأخرة من مساء الجمعة إلى ساحة الاحتفال ومعه آلاف الأشخاص في موكب يضم مئات المركبات قادما من مسقط رأسه حضرموت للمشاركة في التجمع.
يشار إلى أن قضية الجنوب تعرقل أعمال مؤتمر الحوار الوطني الذي شارك فيه ممثلو الجناح المعتدل في الحراك الجنوبي المؤيد لحكم ذاتي، ما أدى إلى تعليق جلساته الختامية.
وأقر المؤتمر الذي كان يفترض أن تنتهي أعماله في 18 سبتمبر مبدأ دولة فدرالية، لكن الانفصاليين الجنوبيين يطالبون بدولة فدرالية ذات كيانين شمالي وجنوبي، بينما يقترح نواب الشمال والرئيس عبد ربه منصور الهادي أن تكون دولة بعدة كيانات.
