قال وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد أن هيكلة وحدات القوات المسلحة في مرحلتها الأولى قد حققت أهم أهدافها، والمتمثل في استعادة عافيتها واستقلالها وخلاصها مما علق بها إبان السنوات السابقة. وأوضح في حوار أجرته معه صحيفة 26 سبتمبر أن هذه الخطوة هي أهم الخطوات الإجرائية التي أنقذت هذه المؤسسة العسكرية الدفاعية من التجاذبات التي اضرت ببنائها وبمكونها الإجتماعي وانضباطها العسكري.
مؤكداَ بأن قرارات الهيكلة التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي القائد الأعلى للقوات المسلحة قد حددت خطوطاً عريضة للتطوير والتحديث والبناء العسكري الذي يسير بخطوات واثقة نحو الاحترافية العسكرية، وصوب الكفاية الدفاعية بهذه المؤسسة الوطنية الرائدة بإذن الله.
وأوضح محمد ناصر أحمد أن القوات المسلحة "لم تعد تسير بأسلوب ارتجالي، بل تعتمد العلمية والحداثة العسكرية والخطط والبرامج المعدة بعناية عالية، مؤكداً بأن وزارة الدفاع تخطط بأن يكون العام التدريبي الجديد 2014م عاماً تتضاعف فيه النجاحات، استناداً إلى النجاحات المحققة في العام 2013م في مختلف الاختصاصات العسكرية في جوانب التدريب المتكامل.. وفي مجال التأهيل ومواصلة التأهيل العسكري وفي التنظيم والسيطرة، وفي الارتقاء بمستويات الجاهزية الفنية والقتالية والبشرية لمؤسستنا الدفاعية.
وأضاف " نحن نعتمد على منظومة عالية في التدريب وفي التأهيل توفر لنا إمكانيات التنفيذ الفعال والتدقيق لكافة المهام العسكرية والأمنية وفي إنجاز الواجبات العسكرية التدريبية المعززة للخبرات والمهارات العسكرية للجندي والصف والضابط، وللقدرات والكفاءات العسكرية لقيادته العليا، ودون ريب أن هذه المؤسسة الدفاعية بكافة منتسبيها تمتلك من الصلابة ومن قوة الإرادة ما يجعلها تؤدي واجباتها ومهامها العسكرية الاعتيادية، في ذات الوقت التي تنفذ بكفاءة قتالية وأمنية عالية ومقتدرة ومحترفة، مهامها العسكرية والأمنية في التصدي لمختلف التحديات الأمنية التي فرضت نفسها على المنطقة وعلى اليمن بوجه خاص".
وأوضح الوزير أحمد بأن مؤتمر الحوار الوطني وما سينتج عنه من مخرجات تمثل السند الذي يتكئ عليه اليمن وشعب اليمن، مؤكداً بأن المؤسسة الدفاعية والأمنية تدرك هذه الحقائق التي لا غبار عليها، حيث أنها منذ الوهلة الأولى شاركت في توفير المناخات الآمنة لتواصل فاعليات الحوار الوطني، وقبل يومين حققت اليمن من خلال التوقيع على حلول وضمانات القضية الجنوبية خطوة غاية في الأهمية والضرورة كونها تصب في صالح نجاح مؤتمر الحوار الوطني، مشدداً على أن القوات المسلحة معنية بضمان تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وحول ما إذا كانت فكرة الأقاليم تحسب خطوة في طريق التشطير ، قال وزير الدفاع إن "التشطير موجود في رؤوس المرضى بهذا الفيروس، مضيفاً قوله " ولا أظن ان هناك وصيّاً لوحده على الوحدة، فكلنا أبناء اليمن، ولن نفرط مطلقاً بسلامته ووحدة ترابه، ونؤكد هنا أن الحل الذي ترتضيه الغالبية هو الذي يكتب له النجاح، ولليمن الموحد البقاء بإذن الله".
وحول علاقة اليمن بالمملكة العربية السعودية أوضح الوزير بأن علاقات اليمن بالمملكة هي علاقات إخاء وتعاون وشراكة وثيقة وقوية ومتنامية وكل يوم تشهد تطوراً نوعياً وحيوياً ، مشيداً بلجنة التنسيق اليمنية السعودية المشتركة والتي تتخذ مقرها في خميس مشيط وتلعب دوراً مهماً في التنسيق والتكامل وتطوير العلاقات بين الجيشين الشقيقين.
وكشف عن نجاح الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى المملكة، والتي إلتقى فيها بولي العهد سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وتناولت مجمل القضايا المهمة التي تعزز من جوانب التعاون المثمر في مختلف المجالات وفي الأولوية المجال العسكري، وأكد بأن التعاون العسكري بين الجيشين والبلدين الشقيقين في أعلى المستويات من الشراكة والتنسيق، معبراً عن تقديرنا الكبير للمستوى المتطور من علاقات التعاون والإخاء التي تربطنا بأشقائنا في السعودية.
وحول التعامل الثنائي في الجانب الأمني أوضح الوزير بأن اليمن والمملكة يتعاملان مع تحديات الإرهاب والتخريب والتهريب برؤية قوية واحدة، مؤكداً بأن شراكة اليمن الأمنية مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي راسخة، وأضاف " تنشط المؤسسة الدفاعية والأمنية في اليمن في اتجاه الحفاظ على أمننا، و في منع أية نتائج سلبية على جيرانا وأشقائنا في المملكة والخليج"، مؤكداً نجاح اليمن في وقف تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والمخدرات، كان المهربون يحاولون تسريبها وتهريبها عبر الحدود إلى أراضي المملكة العربية السعودية، معتبراً إياها "عملاً عدائياً بقدر ما يمس أمن السعودية ودول الخليج العربي، يمس أمننا الوطني والقومي ولا يمكن أن نقبل أن يصل ضرر هذه الاختلالات الأمنية إلى أشقائنا،لأن أمننا واحد لا يتجزأ.
وشدد اللواء أحمد على أن المؤسسة العسكرية والأمنية ستقف بحزم ضد كل تطاولات الإرهاب المستيقظ النشط، أو الإرهاب النائم، وأضاف " نحن معنيين في أن نواصل خطوات التنسيق مع أشقائنا في السعودية والخليج لتوجيه ضربات متواصلة وقوية لكل مقومات ومكونات الأعمال الإرهابية أينما وجدت وحيثما تخفت، ولن ندخر جهداً أو نوفر فرصة إلاَّ ونلاحق مختلف الخلايا والعناصر الإرهابية"، مشيراً إلى "التعاون الإيجابي والفعال مع الأشقاء في السعودية وفي دول الخليج العربي، في مقارعة الإرهاب والإرهابيين وفي ارتفاع مستوى التنسيق بيننا لاقتلاع أوكار الإرهاب وفي أية صيغة تتخفى من خلالها.. ولن ندع الإرهاب يكسب الرهان مطلقاً".
وشدد على أن اليمن والسعودية تنظران وتتعاملان مع الإرهاب ومع عناصر الإرهاب بأنهم مجرمون قتلة ويجب أن يكون التعامل معهم بصرامة وصلابة، مؤكداً ضرورة تنفيذ القانون ومنع أضرارهم الإجرامية عن المجتمع ولا فرق بين أن يكون الإرهابي سعودي أو يمني الجنسية، وأضاف " نحن مع أشقائنا في السعودية نخوض معركة مشتركة ضد الإرهاب وضد كل أشكال وأنماط وأساليب الإرهاب، وأشقاؤنا يتعاملون مع الإرهاب وفق هذه الرؤية وهذا التوجه".
وأكد الوزير بأن "علاقات الإخاء والتعاون بين البلدين والشعبين والجيشين الجارين الشقيقين تأخذ مداها الإيجابي من التوافق الكبير والتفاهم الراسخ بين قيادتي البلدين ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهي علاقة نوعية عميقة التقارب والترابط لأنها تعبِّر عن بعد استراتيجي يخدم البلدين والشعبين الجارين، ويسهم في إرسا علاقة وطيدة نابعة من ضرورات تاريخية وإقليمية ودولية".
ونوه الوزير في ختام حواره إلى أن "القوات المسلحة تسير من نجاح إلى نجاح وأنها اليوم محايدة وتقف على مسافة واحدة من الجميع وستظل على عهدها وفية للشعب وللوطن، وقال " ولا يفوتني التأكيد على أن اليمن واليمنيين سواءً في الجانب العسكري أو الجانب المدني يحفظون للأشقاء في السعودية شعباً وحكومة وقيادة، كل التقدير، ويجلون بكل عرفان المواقف الأخوية السعودية الداعمة لأمن واستقرار وبناء وتنمية اليمن، ولن ينسوا أبداً الدعم السخي، والوقوف المساند لمسيرة التنمية، في أحلك وأعقد الظروف التي مرت بها اليمن، فالأشقاء في السعودية هم السند القوي للشعب اليمني، وهم الرعاة الأساسيون للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهم الحريصون على تجاوز اليمن لتحدياتها، وشعبنا اليمني الوفي لا ينسى ولن ينسى المواقف المشرفة لأشقائه في السعودية وفي دول الخليج بشكل عام.
