مسؤول أمريكي يكشف تفاصيل جديدة عن الهجوم الإسرائيلي داخل إيران والموقع المستهدف    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    السويد ترسل قوة عسكرية إضافية لحماية الملاحة في البحر الأحمر مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    حالة وفاة واحدة.. اليمن يتجاوز المنخفض الجوي بأقل الخسائر وسط توجيهات ومتابعات حثيثة للرئيس العليمي    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    أول تعليق إماراتي بعد القصف الإسرائيلي على إيران    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    برشلونة يسعى للحفاظ على فيليكس    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    اشتباكات قبلية عنيفة عقب جريمة بشعة ارتكبها مواطن بحق عدد من أقاربه جنوبي اليمن    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    الرد الاسرائيلي على ايران..."كذبة بكذبة"    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    السعودية تطور منتخب الناشئات بالخبرة الأوروبية    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    استدرجوه من الضالع لسرقة سيارته .. مقتل مواطن على يد عصابة ورمي جثته في صنعاء    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    مركز الإنذار المبكر يحذر من استمرار تأثير المنخفض الجوي    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    الرئيس: مليشيا الحوثي تستخدم "قميص غزة" لخدمة إيران ودعم الحكومة سيوقف تهديداتها    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    مفاجأة صادمة ....الفنانة بلقيس فتحي ترغب بالعودة إلى اليمن والعيش فيه    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    وللعيد برامجه التافهة    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجلسات النسائية..حشوش وسياسة وإفشاء أسرار الفراش
نشر في يمن برس يوم 18 - 05 - 2014

منذ القدم عُرفت النساء بجلساتهن الخاصة، وتوارثتها النساء حتى يومنا هذا، فالمرأة لا تستطيع المكوث وحدها، لأنها بطبيعتها تحب الاجتماع بالناس وتبادل أطراف الحديث مع مثيلاتها، وفي الجلسات النسائية سؤال يطرح نفسه : بماذا تتحدث المرأة لمثيلاتها؟ وما الموضوع الأول الذي يفرض نفسه على الجلسات النسائية؟ اختلفت الآراء بهذا الشأن، ولكن أغلب الجلسات النسائية لا تخلو من الغيبة والنميمة.. فإلى ما جاء فيها من آراء ..

قات ودندنة وسياسة

( ع . س ) طالبة جامعية تصف الجلسات النسائية التي تحضرها بأنها جلسات مرح وضحك، ولا يمر يوم دون أن تجتمع مع صديقاتها بجلسة تجمعهن حد قولها ، وتقول : أجتمع مع صديقاتي تقريباً كل يوم في نفس الحارة، وكل يوم في بيت واحدة من الصديقات، و تكون جلستنا محورها القات والشيشة، فبالبيت الذي نجتمع فيه تقوم صاحبة البيت بتجهيز احتياجات المقيل من شيشة وماء بارد ومستلزمات القات، وتبدأ جلستنا من الساعة الرابعة إلى الساعة التاسعة نستمع فيها الى أغانٍ تناسب جلسة المقيل، ويتخلل الجلسة بعض الأحاديث عن مشاكلنا، وأوضاع البلاد السياسية، والأزمات الحاصلة في البلاد.. وتضيف : عينك ما تشوف إلا النور، تصبح الواحدة مننا محللة سياسية، وأخرى معارضة، كأنهن في مجلس النواب، المهم أن الجلسة لها مذاق خاص مع الصديقات وفي ظل حوارات تسعدنا .

أسرار الزوجية في الجلسات النسائية

أما ( أم ملاك ) ربة بيت فقد كانت الجلسات النسائية التي تحضرها مليئة بنوع من إفشاء الأسرار الزوجية، فهن غالباً ما يجتمعن، ويكون محور جلستهن غيبة الزوج وكشف عيوبه أمام قريناتهن.. عن ذلك تقول: نحن في جلستننا النسوية نناقش مشاكلنا، وكل واحدة تطرح ما يؤرقها ويكدر خاطرها، وتأمن على أسرارها في الجلسة التي نعتاد على حضورها.. وتضيف قائلة : لا أرى أي ما نع أن تقوم المرأة المتزوجة بالحديث عن زوجها ومساوئه حتى تحصل على العبرة، وتتعلم من تجارب الأخريات، فتتمكن من تغيير سلوكها، أو تتخلص من مشكلة قد تقع فيها بفضل نصيحة قد تحصل عليها من إحدى قريناتها ، فقد يكون لدى الأخريات تجارب مماثلة، فأنا أجد من الضرورة التحدث مع صديقات في جلساتنا الخاصة عما يدور بيني وبين زوجي، وأخذ نصيحة واستشارة إحداهن .

إلى قسم شرطة .. !

الغريب في هذه القصة أن الجلسة النسائية تحولت من جلسة نسائية في أحد المنازل إلى جلسة تحقيق في قسم شرطة، هذا ما كشفت عنه ( ع . ه ) حيث تقول : في إحدى الجلسات النسائية المعتادات عليها كنا نتبادل أطراف الحديث ولكن بأمانة كان أغلبه غيبة ونميمة، واذا بإحدى الصديقات في الجلسة تذكر ابنة إحدى الجيران بسوء أخلاقها ،و تسترسل بالكلام، وتقول أن أخاها رأها في إحدى الحدائق مع شاب.. وتضيف : كان حديثها ذلك بحضور خالة البنت ولم تنتبه لوجودها، فجن جنون الخالة وأخبرت والدة الفتاة، وأتت بدورها إلى المنزل الذي كنا نجتمع فيه، ووقع شجار طويل حتى وصل إلى المشادة بالأيدي، وتدخل رجال الأسرتين، وتم إبلاغ قسم الشرطة، وذهبنا لقسم الشرطة للإدلاء بشهادتنا بالواقعة، وتم التوصل إلى صلح قبلي وهجر، وبعد تلك الحادثة منعني زوجي أن أحضر تلك المجالس .

أسرار غرف النوم وألفاظ بذيئة!

أما منال أحمد عاملة فتقول: هجرت الجلسات النسائية لما يتم فيها من تبادل ألفاظ بذيئة وسوقية من أغلب الصديقات اللاتي يجتمعن في الجلسة، وكذلك بوح عن مشاكل زوجية خاصة لا يجب أن تخرج عن إطار غرفة النوم وتضيف : إن البوح أحياناً ببعض المشكلات التي تعكر صفو العلاقة بين الزوجين من الممكن أن يريح أعصاب المرأة، ويخفف من حدة الضغوط التي تعانيها، ولكن لا يصل الأمر أن تبوح بأسرار الفراش، وما يدور بين الزوجين في العلاقة الحميمة ، فهذا الأمر أرفضه تماماً، ووجدت أنه أمر عادي جداً عند بعض صديقاتي، وهو ما جعلني أنفر من جلساتهن .

تنتهي الجلسة بزعل

سهى ربة بيت تقول: أكثر ما يدور في الجلسات النسائية التي أحضرها هو لتحدث عن المشاكل و ضغوط الحياة التي تعاني منها الزوجة، لاسيما ربة البيت غير العاملة، والتي تدفعها هذه الضغوط إلى الحديث في الجلسات النسائية مع صديقاتها، عما تعانيه من مشاكل زوجية وضغوط الحياة .. وتضيف : كما أن أغلب الجلسات النسائية لا تخلو أيضاً من النميمة و الخوض بالسياسة ،و أغلبنا لا نفقه ما يدور فيها، ولكن حسب توجه الزوج تجد المرأة تتجه بنفس الاتجاه السياسي له ، فإن كان من حزب معين فإنها تدافع عن ذلك الحزب، وتذم الحزب المنافس لحزبه، حتى يصل الأمر أحياناً إلى المشادة الكلامية والألفاظ القبيحة بينهن، وتنتهي الجلسة بزعل .

نشرة أخبار ..!

لا تخلو الجلسات النسائية من المرح والضحك وتبادل النكت والقصص الطريفة التي تواجه كل امرأة، سواء داخل الأسرة، أو خلال علاقاتها مع الآخرين.. هذا ما تقوله ( أم وضاح موسى) وتضيف: أنتظر الجلسات النسائية بفارغ الصبر لأرِّفه عن نفسي من هموم الحياة، وألتقي بصديقاتي وأعرف أخبار " الحارة " وعادة ما تكون الجلسة مرتين كل أسبوع أو حسب الوقت المناسب لكل النساء المجتمعات.. وتضيف : أكثر ما يجذبني في الجلسات النسائية هو البحث عن جديد الأخبار للصديقات، وكذلك الاستفادة منهن في أشياء معينة، وتمضية وقت ممتع في الجلسة، وأحرص أن نبتعد عن الغيبة والنميمة قدر المستطاع، لكن المرأة بطبيعتها لا تستطيع أن تدع وقتاً يمر دون أن تذكر أحداً، فلا نجد أنفسنا إلا وقد تحدثنا عن " فلانة وعلانة " حتى بعد أن نعاهد أنفسنا على عدم الغيبة، لا يمر وقت قصير إلا ونقع في الغيبة، وهذا ما لا أحبذه في الجلسات النسائية .

تسويق وطلبة الله !!

أما (العمة رقية) فتجد في الجلسات النسوية فرصة لتسويق منتجاتها،وتقول: دائماً أحضر الجلسات النسائية لأني أجدها فرصة لتسويق منتجاتي للنساء المجتمعات في الجلسة، نقضي وقتاً ونستفيد، فأنا أعول أربع بنات، وأقوم بعمل البخور والأخضرين والعطور، وأبيعها للنساء لكسب لقمة حلال، والحمد لله في الجلسات النسائية أبيع بشكل كبير، وما يدور في الجلسات النسائية شيء يُصيب بالدوار ، تارة يتحدثن بالسياسة بشغف ، وتارة عن المسلسلات التركية ، وتارة المشاكل الزوجية ، والنميمة والغيبة، وكل ما يتصوره العقل نجده في الجلسات النسائية.

أقاويل وفضائح

وعلى الطرف الآخر هناك نساء يعتبرن هذه الجلسات هدراً للوقت، ومناخاً سلبياً لتبادل الأقاويل، ونقل الكلام، وكشف الفضائح والأسرار وتناول الأعراض بالسوء، وفي ذلك تقول ( أم عايدة ) : كنت أحب هذه الاجتماعات كثيراً، لكني مع الوقت بدأت أكتشف في كل مرة وجود أحاديث تتناول الخصوصيات وأسرار البيوت التي يتم فضحها على الملأ وبطريقة مسيئة لفلانة أو تلك، وتكبر المشكلة، وتصل إلى الأزواج، وتأثرت من هذه الاجتماعات ، لذلك قررت العزوف عن هذه الجلسات، والاهتمام بمسؤوليتي تجاه بيتي وزوجي، وتطوير نفسي، والبحث عما هو جديد بالنت، ووفرت على نفسي المشاكل، وتمتعت براحة بال .

خطر كبير

تعتبر أماني محمد مساعدة طبيب أن الجلسات النسائية والتي يتم فيها إفشاء أسرار الحياة الزوجية تمثل خطراً كبيراً على كيان الأسرة، وهي دليل على عدم صلاح الزوجة.. وتضيف :حين تصبح أسرار الحياة الزوجية مشاعاً للآخرين فهذا دليل غياب ثقافة الحوار بين الزوجين .. وتؤكد أن جلسات النسائية لا تخلو من أحاديث عن أدق تفاصيل الحياة الزوجية وأسرار الفراش التي تفضح العلاقة الحميمة بين الزوجين وتقول: بعض الزوجات لا يجدن حلاً لمشاكلهن إلا بالحديث مع صديقاتهن عن كل ما يعانين منه دون دراية بالعواقب الوخيمة لهذه الثرثرة، مما يعطي الفرصة للآخرين ليتدخلوا في حياتهم الخاصة، إما بتحريض الزوجة، أو إفشاء الأسرار الزوجية .

الغيبة وإفشاء أسرار الفراش ...مرضان خطيران يصيبان مجالس النساء

بدر العامري
أمام وخطيب مسجد أبو بكر
إن أكثر ما يصيب مجالس النساء بصفة خاصة ومجالس الرجال بصفة عامة هي الغيبة والنميمة وإفشاء أسرار العلاقات الزوجية، والغيبة هي ما ذكرها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال لأصحابه : (أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : ذكرك أخاك بما يكره . قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) قد حرمها الله – عز وجل – في كتابه فقال : (ولا يغتب بعضكم بعضا) "الحجرات : آية 12" وشبهها الله – عز وجل – بأبشع تشبيه فقال: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميْتا) .. والإنسان يأنف أن يأكل لحم أي إنسان ، فكيف إذا كان لحم أخيه ؟ وكيف إذا كان ميتاً ؟ وعن عائشة قالت: قلت للنبي حسبك من صفية (زوج النبي) كذا وكذا – تعني أنها قصيرة – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته) وقال الرسول الكريم : (شرار عباد الله المشاؤون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون للبرآء العيب) وقال أيضاً : (أتدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، فقال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيقعد فيقتص هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرح عليه ، ثم طرح في النار) رواه مسلم.. وعليه ينبغي على الأخوات المسلمات أن يطهرن مجالسهن من الغيبة ، وأن تكون مجالسهن مجالس ذكر وخير وطاعة لله .

وأما حكم إفشاء الأسرار الزوجية فقد حرمه الإسلام وشدد عليه ، قال تعالى : (فالصالحات قانتات حافظات للغيب) في الآية يمدح الله تعالى الصالحات القانتات بأنهن حافظات للغيب ، أي يحفظن أنفسهن عن الفاحشة وأموال أزواجهن عن التبذير والإسراف ، ويحفظن ما بينهن وبين أزواجهن من أسرار وخصوصيات ، وقال تعالى : (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ... أولئك في جنات مكرمون) وإن للفراش أسراراً يجب أن تحاط بسياج من الكتمان ، والله حيِّيٌ ستير يحب الحياء والستر ، والخيانة عكس الأمانة ، وقد عدها الإمام الحافظ شمس الدين الذهني في كتابه "الكبائر" من الكبائر وقال : في شأن الخيانة قال الله تعالى : (ياأيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) ومن الخيانة إفشاء أسرار العلاقات الزوجية ، وقد صور الرسول من يفعلون ذلك في صورة تنفر منها الطبائع السليمة والأذواق الرفيعة.. فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال : (لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله ، ولعل امرأة تخبر ما فعلت مع زوجها ، فأرم القوم يعني سكتوا ، ولم يجيبوا فقلت : أي والله يا رسول الله ، إنهن ليقلن وإنهم ليفعلون . قال : (فلا تفعلوا فإنما مثل ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في الطريق فغشيها والناس ينظرون ) فهذا الحديث نهي صريح عن كشف أسرار الفراش ، وكأن هذا الكشف والإفشاء صورة جنسية معروضة في الطريق . وفي هذا نوع من المجاهرة وسبب لتجرئ السفهاء ، والله تعالى لا يحب الفاحش البذيء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها) الإفضاء هو مباشرة البشرة وهو كناية عن الجماع قال النووي رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث وفي هذا الحديث تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ، ووصف تفاصيل ذلك ، قال تعالى : (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) ، واللباس ساتر وواق ، وكذلك هذه الصلة بين الزوجين تستر كلاً منهما وتقيه.. وعدم حفظ الغيب باب من أبواب المشاكل الزوجية إن جلسات الأخوات والجارات والصديقات ، وما يكشف فيها من أسرار ، وما تقص فيها من حكايات وتخيلات ، تكشف أسرار البيوت وتجعلها على ألسنة العامة ، يعرفون عنها أكثر مما يعرفه ساكنوها ، فتتلطخ حرمات البيوت ، ويرتفع عنها المن والسكينة ، وتتآزر على المجتمع عوامل الهدم والتصدع .

جلسات هدم للبيوت .. وغياب الأزواج أبرز الأسباب

سلا المخلافي
معيدة في قسم علم الاجتماع
كلية الآداب - جامعة تعز
ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة لا أقول أنها دخيلة على مجتمعنا، كونها كانت موجودة في الفترات السابقة ، لكن الجديد في الموضوع هو زيادة نسبتها، وظهور بعض المظاهر الغريبة فيها التي وتتنافى مع الطبيعة التقليدية للمجتمع اليمني ، من هذه المظاهر شرب الشيشة بين أوساط النساء ومن مختلف الأعمار، وسماع الأغاني بصوت مرتفع في بعض المجالس النسائية، بالإضافة إلى ظواهر ذات علاقة مباشرة بالأسرة والمجتمع.. إن الحديث عن هذه الظاهرة يستدعي منا النظر إلى الأسباب التي تدعو المرأة للخروج من منزلها بصورة مستمرة وشبه يومية، ومن تلك الأسباب على سبيل المثال لا الحصر شعور المرأة بالوحدة وغياب الزوج في العمل أو في مجالس القات، وقد تبرر المرأة خروجها للجلسات النسائية بالبحث عن متنفس بعد يوم مرهق جراء أشغال البيت والمسؤوليات الملقاة عليها، ولابد من التركيز على هذا الموضوع نظراً لمجموع النتائج السلبية التي خَلَّفتها ظاهرة الجلسات النسائية على البيت والأطفال والحياة الأسرية بشكل عام، وأبرز هذه الآثار على حياة الأسرة إفشاء الأسرار الزوجية، حيث تتخلل هذه الجلسات أحاديث ووجهات نظر حول عدد من المواضيع أبرزها الأسرة والزوج، وهما الاهتمام الأول للمرأة اليمنية، وفي إطار الحديث نجدها تتحدث عن أسرار يجب أن تُحاط بسياج من الكتمان حتى لا تتكّشف حرمات البيوت، وترتفع عنها مقومات الآمان والسكينة، وتسيطر على المجتمع عوامل الهدم والتصدع وانهيار الثقة بين أطراف العلاقة ، وتتجاهل معظم النساء في هذه الجلسات حرمة إفشاء أسرار الأسرة دينياً واجتماعياً وباتفاق كافة العلماء والمنظرين .

هذا من جانب، ومن جانب آخر فأغلب أحاديثهن تكون عن مواضيع لا طائل منها، بل تجر صاحبتها للوقوع في شرك الغيبة والنميمة، وكلنا يعي حرمة هاتين الصفتين المذمومتين دينياً واجتماعياً، لأنهما تُخلِّفان تصدعاً في العلاقات الاجتماعية ، وتفتحان باب الفرقة والكذب والتدليس .

خلاصة الحديث أن الخروج المتكرر والذي لا طائل منه يفتح المجال الواسع أمام الكثير من المشكلات والظواهر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.