مع بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة على رأس تحالف يشارك فيه 10 دول، لأجل تقويض المليشيات الحوثية المدعومة من طهران، كان لرسامي الكاريكاتير طريقتهم الخاصة للتعبير عن تضامنهم مع "عاصفة الحزم" عبر مواهبهم الفنية المختلفة. الرسومات أكدت، وبقوة، حضورهم في مقدمة الصفوف في الحرب على الحوثيين مع الجنود والدعاة والشعراء، جنباً إلى جنب؛ وقاموا بالتزامن مع "عاصفة الحزم" بنشر رسوماتهم في الصحف ومختلف وسائل الإعلام، فكان على رأس هذه الرسومات رسم يصوّر كيفية قطع ذراع إيران بحد السيف، عبر تجسيد المشروع الإيراني بمرجعية شيعية ترتدي العباءة والعمامة السوداء. ويحاول الرسام من خلال هذا الكاريكاتير أن يؤكدّ نجاح "عاصفة الحزم" في ضرب الحوثيين الذين يعتبرون ذراعاً إيرانية في منطقة الخليج والسعودية. كاريكاتير آخر كان حاضراً وبقوة، وتمّ تناقله في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، صوّر فيه الرسام عملية "عاصفة الحزم" ب"المقص" الذي يقوم بقطع أحد أذرع الأخطبوط، في إشارة منه إلى أنّها قطعت ذراع إيران في اليمن، المتمثلة ب"الحوثيين". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فقد جسّد رسم ثالث يصور قدرة وقوة "عاصفة الحزم" على كسر المقص الإيراني الذي طال المنطقة، وحاول أن يحتل جزءاً من الجزيرة العربية، وقد تكسّر هذا المقص بفعل العملية، في إشارة من الرسام إلى عربدة إيران في المنطقة بلا رقيب ولا حسيب. شخصية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز كانت حاضرة وبقوة في هذه الرسومات، فقد صوّر كاريكاتير آخر الملك بالبطل المخلّص الذي يخلص منطقة الخليج العربي من شر المشروع الإيراني عبر قطع رأس الأفعى، وهي إيران، بسيف عربي أصيل. الرسومات الكاريكاتورية التي رافقت عملية "عاصفة الحزم"، بفنها المتميز الذي يقدم الواقع بطريقة مبسطة وسريعة، كانت في تعبيراتها قوية وساخرة ولاذعة بشكل واضح يفوق الوصف، فهي تحاول اختزال أرض المعركة بهذه الرسومات البسيطة. ومن ضمنها تصوير أحد الكاريكاتورات للمشروع الإيراني وهو يتهاوى ويجثو على ركبتيه شاكياً للمجتمع الدولي بأنّ العملية تنتهك السيادة اليمنية وتقوم بتمزيقه، وكأنّ إيران بريئة لم تقم بهذا الفعل، حيث يسخر الرسام من شكوى "إيران" وتذمرها من عملية "عاصفة الحزم" وكأنّها لم تسهم في تدمير وتمزيق لحمة ووحدة اليمن. رسام آخر، وصف الحوثي بأنه "فأر" موجه، وقد وقع في مصيدة البحث عن كرسي السلطة، التي أغري بها من قبل من يتحكم به. رجل قوي يرتدي اللباس العربي، يحمل سيفاً قاطعاً يقطع به حية رقطاء، كان من رسومات علي قيصر، في إشارة إلى أن عاصفة الحزم قطعت دابر الفتنة، وقطعت رأس الأفعى التي يراد منها الخراب. الرسومات الكاريكاتورية استطاعت التعبير عن "عاصفة الحزم" بقدرة عالية وفائقة، فقد أظهر فنانو الكاريكاتور والرسامون تنافساً كبيراً فيما بينهم عبر وسائل الإعلام والصحف المختلفة، وكأنّ حالهم يقول: ها نحن في مقدمة وطليعة الصفوف، وعلى رأس الجبهات المقاتلة والمدافعين عن أوطاننا. كما يسعى هؤلاء لتعرية تمادي واعتداءات الحوثيين المتكررة في المنطقة، لكن هذه المرة ليس عبر سلاح يمتطيه جندي في المعركة أو صاروخ يدك مواقع الحوثيين من طائرة أو دبابة أو مدرعة؛ إنّما بريشة مبدعة ساحرة تنصف الحق وتردع الباطل، محاولين اختزال مشاعرهم الوطنية بهذه الرسومات البسيطة المعبّرة.
