اضطر وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان للرد على واحدة من التغريدات المثيرة للجدل التي نشرها الرئيس السابق لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان عبر حسابه على شبكة «تويتر»، لتطفو على السطح لأول مرة خلافات داخل الامارات بشأن اليمن وبشأن المشاركة في عملية «عاصفة الحزم»، حيث بدا الوزير الاماراتي، وهو من شيوخ أبو ظبي، مستاء من تصريحات خلفان الذي يشغل منصباً رفيعاً في إمارة دبي. وأعاد الخلاف بين خلفان وبن زايد الى الواجهة تغريدات سابقة كان قد نشرها أستاذ العلوم السياسية والمستشار لدى ولي عهد أبو ظبي الدكتور عبد الخالق عبد الله، ودعا فيها الى التفاوض مع الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من أجل التوصل الى حل سياسي في اليمن، وهي التغريدات التي جاءت في اليوم التالي لبدء عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية وتشارك فيها عدة دول من بينها الامارات ذاتها.
وكتب خلفان تغريدة على «تويتر» مساء الأحد ينتقد فيها بوضوح «عاصفة الحزم»، ويلمح فيها الى عدم نجاح السعودية في قيادة الحملة العسكرية، حيث كتب في تغريدة أولى يقول: «صوملة اليمن غلط»، ثم أتبعها بالتغريدة التالية يقول: «الحرب كما تريد حزما وعزما، تريد حسما، وتريد عقلاء يملكون أدوات الحسم ليس من طرف واحد ولكن من كل الأطراف وإلا فانها نار الحرب».
أما التغريدة الثالثة فكتب فيها بالحرف الواحد: «الدخول في حروب مع دول فاشلة يقود الى فشل، ولنا عبرة مع حروب أمريكا في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها».
ورد وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد على تغريدات خلفان علانية وعلى «تويتر» أيضاً، قائلاً له: «لتكن ثقتك في قيادتك التي تشارك القيادة السعودية حزمها وأملها وترفض وضع يدها بيد صالح الذي استرخص أرواح اليمنيين وغدر بجيرانه».
وحظيت تغريدة عبد الله بن زايد بانتشار واسع على الانترنت، حيث أعيد التغريد بها نحو 10 آلاف مرة، ولقيت أكثر من ألفي إعجاب خلال ساعات قليلة، كما أنها استقطبت عدداً كبيراً من المعلقين.
ويأتي رد الوزير الاماراتي على خلفان بعد أن نشر الأخير العديد من التغريدات التي أثارت الجدل خلال الأسابيع الماضية حول الأحداث في اليمن، ومن بينها العديد من التغريدات التي يثني فيها على الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وهو ما أطلق الكثير من الشائعات على الانترنت التي تتهم دولة الامارات بأنها لا زالت تقيم علاقات مع صالح وعائلته وتقدم الدعم لهم سراً، بينما تشارك في العلن في عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية وترمي للاطاحة بصالح والحوثيين.
وتقول بعض التقارير على الانترنت أن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس المخلوع، الذي كان سفيراً لليمن في الامارات يقيم علاقات شخصية قوية مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، إلا أن تقارير أخرى تتحدث عن أنه غادر الامارات ولم تعد له أي صلة بالمسؤولين فيها.
