انتهت أزمة الطائرة المصرية المختطفة بإلقاء القبض على خاطفها سيف الدين مصطفى، الذي وصفه مسؤولون قبرصيون بأنه "يبدو مغرما"، وبالإفراج عن جميع الرهائن. اختطاف طائرة الركاب يقود البورصة المصرية إلى المجهول
ونقلت وسائل إعلام عن أحد المسؤولين في الحكومة القبرصية قوله تعليقا على دوافع مصطفى: "إنه ليس إرهابيا، بل هو أبله!"
وأعلنت وزارة الخارجية القبرصية في بيان: "انتهى كل شيء! وتم إلقاء القبض على الخاطف"، فيما ذكرت وسائل إعلام أن مصطفى خرج من الطائرة طوعا رافعا يديه. وقبل ذلك غادر الطائرة الركاب وأفراد الطاقم.
وأكدت السلطات المصرية والقبرصية أن جميع ركاب الطائرة وأفراد الطاقم بخير. فيما ذكرت وزارة الخارجية القبرصية أن الحالة النفسية لخاطف الطائرة الذي سلم نفسه للأمن، "غير مستقرة".
وفي هذا السياق كشف رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل أن الخاطف سوف يُستجوب في مطار لارنكا، مضيفا أن مصطفى الذي يحمل الجنسية المصرية طلب مقابلة مسؤولين أوروبيين وحاول إجبار طاقم الطائرة على التوجه من لارنكا إلى مطارات أخرى.
وفي وقت سابق قال الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس إنه لا توجد دوافع إرهابية وراء حادث اختطاف الطائرة المصرية التي اضطرت للهبوط صباح الثلاثاء 29 مارس/آذار في مطار لارنكا.
وقال الرئيس القبرصي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس في قبرص: "المرأة هي المسبب دائما"، منوها بأن تكون علاقة عاطفية بامرأة السبب الرئيسي الذي دفع بالخاطف إلى هذه الخطوة.
وأضاف أنستاسيادس أن دوافع الخاطف مازالت غير واضحة، وأكد أن الأخير طلب مقابلة طليقته المقيمة في قبرص.
يذكر أن الطائرة من نوع "إيرباص 320" تعرضت للخطف وهي في رحلة داخلية من مطار برج العرب في الإسكندرية إلى القاهرة، وعلى متنها 55 راكبا والطاقم المتكون من 7 أفراد وضابط أمن، لتهبط في مطار لارنكا القبرصي تحت وطأة تهديد خاطفها بتفجير حزام ناسف تزنّر به.
وهبطت الطائرة في مطار لارنكا في تمام الساعة 8:50 صباحا بالتوقيت المحلي، وهي موجودة حاليا في منطقة معزولة في المطار. ولم تعلن سلطات المطار حتى الآن عن استئناف استقبال الرحلات.
وبعد هبوط الطائرة، بدأ الخاطف بالإفراج عن الرهائن تدريجيا، إذ خرج من صالون الطائرة في البداية الأطفال والنساء وحاملو الجنسية المصرية وبعض أفراد الطاقم وأغلبية الركاب الأجانب.
خاطف الطائرة تورط في أكثر من قضية احتيال
كشفت وسائل إعلام مصرية أن سيف الدين مصطفى خاطف طائرة مصر للطيران، متورط في 16 قضية جنائية متنوعة منها تزوير وسرقة مساكن وانتحال صفة ومخدرات وإصدار شيكات بدون رصيد.
وأوضح موقع "اليوم السابع" الإخباري أن مصطفى من مواليد عام 1957 ومقيم بمساكن شرق حلوان. وكشف أنه تم فصله عندما كان طالبا من كلية الحقوق في جامعة بيروت بالاسكندرية، وأسس شركة وهمية ليخفي خلفها كل جرائمه، تحمل اسم "سيف الدين لتوريدات السلع الغذائية". كما سبق اعتقاله جنائيا 3 مرات وصدر حكم بحبسه عام 2010، إلا أنه هرب خلال ثورة 25 يناير 2011 ثم سلم نفسه عام 2014 وقضى فترة العقوبة وتم الإفراج عنه عام 2015 .
يذكر أنه بعد مرور فترة وجيزة على اختطاف الطائرة، ذكرت وسائل إعلام أنه طبيب بيطري يدعى ابراهيم سماحة يحمل الجنسية المزدوجة المصرية والأمريكية ويعمل أستاذا في جامعة الإسكندرية في جامعة أطلنطا الأمريكية.
لكن زوجة سماحة نفت هذا الأمر، وقالت في مداخلة هاتفية مع التلفزيون المصري إن زوجها كان راكبا على الطائرة المختطفة، لكن الشخص الذي ظهر في الصورة التي انشرت على شبكات التواصل الاجتماعي ليس الدكتور ابراهيم سماحة.
وأكدت أنها تحدثت إلى زوجها في تمام الساعة الثامنة صباحا وابلغها أن الطائرة تم اختطفها.
بدوره قال علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن خاطف الطائرة المصرية يدعى سيف الدين مصطفى وليس الأمريكي المصري إبراهيم سماحة.
وأكدت مصادر أمنية أن الصورة التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لخاطف الطائرة، تم التقاطها بواسطة عناصر أمنية موجودة على متن الطائرة، وأن فحص الصورة تؤكد أن الخاطف هو سيف الدين مصطفى.
هذا واعتذرت السلطات المصرية على لسان متحدث باسم مجلس الوزراء للدكتور ابراهيم سماحة، بعد ورود اسمه بالخطأ في أزمة اختطاف الطائرة المصرية.
مطار لارنكا يستأنف رحلاته بعد انتهاء أزمة الطائرة المصرية
استأنف مطار لارنكا استقبال الرحلات إثر انتهاء أزمة الطائرة المختطفة، وكانت طائرة روسية أقلعت من مطار فنوكوفو بموسكو وهي الأولى، التي هبطت بالمطار.
من جانب آخر، تتخذ المطارات المصرية إجراءات أمنية مشددة بعد حادث اختطاف الطائرة، إذ أعلنت السلطات الجوية في مطار القاهرة عن تأجيل إقلاع طائرة تابعة لشركة مصر للطيران متوجهة لنيويورك.
وقال مسؤولان بالمطار لوكالة رويترز إن تأجيل الرحلة جاء لدوافع أمنية مرتبطة بأزمة الطائرة المصرية في قبرص.
