كشف مصدر يمني رفيع، أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، زرع أكثر من 15 ألف ضابط وفرد، ينتمون للأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها، في المناطق الجنوبية لزعزعة الأمن بعد أن فشل تحالف الحوثيين وصالح من السيطرة على تلك المدن. وأشار المصدر العسكري، أن ما تعانيه المدن المحررة من أعمال تخريبية وإجرامية، كان خلفه عشرات من هؤلاء الأفراد الذين تم الكشف عنهم من خلال التحقيقات الميدانية التي نفذتها الأجهزة المعنية، والذين زرعوا من قبل الرئيس المخلوع مع نهاية حرب 1994، موضحا أن هذه الفئة جاهزة للقيام بأعمال مختلفة تضر بأمن البلاد بناء على توجيهات الرئيس المخلوع الذين يأتمرون به، خاصة أن غالبية المجندين يتسلمون أجورهم حتى اليوم دون انقطاع. وقال اللواء أحمد سيف قائد المنطقة العسكرية الرابعة في تصريح ل صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية بأن ما تعاني منه بعض المدن يتمثل في وجود أتباع الرئيس المخلوع علي صالح في المناطق الجنوبية من البلاد على مدار سنوات طويلة، وذلك بعد أن حطت حرب 1994 أوزارها، عمد الرئيس المخلوع على تفريغ قرابة 15 ألف ضابط وفرد من الأمن الوطني، والأمن المركزي، والسياسي، ونشرهم بشكل ممنهج في مدن «ضالع، أبين، لحج، عدن» وتمكن هؤلاء من الاستيطان في تلك المدن بشكل غير لافت ومباشر. وأضاف اللواء سيف، أنه وبعد تلك السنوات من التزاوج والإقامة في هذه المدن، أصبح (المخلوع) يعول عليهم في أعمال تخريبية بعد فشل العملية الانقلابية على الشرعية، والآن هم من يقومون بأعمال التخريب والتفجيرات التي تقع في بعض المدن المحررة، موضحا أن آخر الحملات الأمنية كشفت وفي مواقع مختلفة كميات كبيرة من الصورة الحديثة للرئيس المخلوع علي صالح معدة في عبوات كبيرة، مما يشير إلى أن هناك تحركات تجري على الأرض للقيام بأعمال مخلة بأمن واستقرار البلاد.
وشدد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أن تواجد هؤلاء الأفراد والذين لم يتم الكشف عنهم بصورة نهائية، لا يعني أن عمليات تهريب الأفراد من قبل ميليشيا الحوثيين للمدن المحررة توقفت أو أنها غير واردة، فهي نقطة رئيسية ترتكز عليها الميليشيا في تنفيذ الأعمال الإجرامية، موضحا أن الجيش بالتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية تمكن من القبض على 50 شخصا هربوا إلى بعض المدن، وقبض عليهم وهم يستعدون للقيام بأعمال إرهابية.
وحول التهديدات التي تواجه قاعدة العند من قبل الحوثيين، أكد اللواء سيف، أنه لا يوجد تهديد على قاعدة العند العسكرية، وهي آمنة ولا يوجد ما يهددها أو يضعها تحت الخطر، لافتا أن ما حدث كان عبارة عن هجوم باتجاه منطقة «القبيطة» وتم صده، وكقائد عسكري لا أعترف أن هناك خطرا أو تواجدا للحوثيين على أطراف قاعدة العند، أعترف أنهم حققوا بعض النتائج في «القبيطة» لكن هذه النتائج تلاشت بعد أن تقدم الجيش إلى تلك المواقع وأجبر ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع من التراجع بشكل كبير، وتواجدهم في منطقة القبيطة لا يشكل خطرا على قاعدة العند.
واستطرد قائد المنطقة العسكرية، أنه كان هناك هجوم باتجاه باب المندب، بدأ الهجوم بضرب ناري كثيف والكاتيوشا والهاونات من قبل ميليشيا الحوثيين وتقدم جزئيا في الصباح مع هذا القصف المستمر، إلا أن الجيش ومع دخول وقت العصر قام بهجوم مزدوج وعكسي مدعومين بقوات الاحتياط، واستطاع أن يعيد تلك المواقع التي تقدم في الحوثيين الذي تراجعوا إلى مناطق أبعد مما كانوا عليه.
وأضاف اللواء سيف، أن ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح، تتمركز في الوقت الراهن بمناطق القبيطة، الراهدة باتجاه كرش ولم تحقق عمليا منذ شهر رمضان أي تقدم أو نتائج عسكرية في هذا الاتجاه وعلى جميع الجبهات، وأن ما تقوم به في هذه الفترة وهو إطلاق نار كثيف باتجاه مواقع سكنية، تستهدف من خلالها استهداف المدنيين الأبرياء مخالفين بذلك الأنظمة الدولية في المواجهات العسكرية.
وحول آلية المعارك وأين تدور، قال اللواء سيف، بأن المعارك مستمرة على مختلف الجبهات العسكرية، قد تزداد وتيرة المواجهات في جبهة وتخف في جبهة أخرى، ومن ذلك المعارك باتجاه «باب المندب، وكهبوب» والذي نجح الجيش في هذه المحاور من تكبيد الحوثيين خسائر كبيرة، دفعتهم إلى التراجع والتحول من الهجوم إلى الدفاع، وأتلف خلال هذه المواجهات العشرات من الآليات التابعة للحوثيين.