أجمع مراقبون في واشنطن أمس على أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس الأول مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستغرق ساعة كاملة بحسب مصادر مقربة للبيت الأبيض، رسم ملامح سياسة إدارة ترمب تجاه الشرق الأوسط، إذ ركَّز على تعزيز مكافحة الإرهاب، ومواجهة أنشطة إيران الهادفة لزعزعة استقرار المنطقة. وأكدوا أن ما صدر عن البيت الأبيض بشأن الاتصال مع الملك سلمان يدل بوضوح على اتفاق الحليفين القديمين (السعودية والولايات المتحدة) على أن إيران خصم مشترك لا بد من مواجهة أنشطتها التخريبية. وكانت واشنطن ذكرت أن ترمب والملك سلمان اتفقا على ضرورة «التنفيذ الصارم» للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني بين طهران والقوى الغربية الكبرى. وعلمت «عكاظ» أن المحادثة الهاتفية بين خادم الحرمين الشريفين وترمب بشأن إيران، واتفاقهما على ضرورة وقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية، استأثرت بنحو 20 دقيقة من الاتصال. وتحدث الزعيمان عن ضرورة تكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب. وأشار معلقون ومواقع إلكترونية إلى أن ترحيب ترمب بخطط التحول الاقتصادي في السعودية يمثل إعادة الدفء في العلاقات العريقة بين البلدين، ويعني ذلك استئناف حرارة العلاقات لما كانت عليه في عهد آخر إدارة جمهورية (جورج بوش الابن)، متخطية فترة فتور اعتراها إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وتناول الملك سلمان والرئيس الأمريكي الأزمة السورية، ووافق خادم الحرمين الشريفين على ضرورة إقامة مناطق آمنة للمدنيين السوريين الفارين من القتال الدائر في بلادهم. وتعددت الإشارات أمس إلى أن اتصال ترمب بخادم الحرمين الشريفين استغرق زمنا أطول مما اختص به الرئيس الأمريكي الزعماء الدوليين الذين اتصل بهم، واعتبروا ذلك دليلا على إيمان ترمب بأهمية التبادل مع المملكة، والتنسيق السياسي والأمني معها، خصوصا في شأن ملفين بالمنطقة، وهما: الإرهاب وإيران.