قالت مصادر سعودية رفيعة، إن تصريحات المتحدث باسم التحالف العربي، اللواء أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، حول عرض سابق من مصر بإرسال نحو 40 ألف جندي للمشاركة في التحالف، كانت مقصودة لتوجيه رسالة إلى أطراف داخل المملكة. وأضافت المصادر السعودية في تصريحات لصحيفة "العربي الجديد"، أن "تصريحات المتحدث باسم قوات التحالف جاءت في توقيت حاسم من أجل إسكات أصوات بدأت تتعالى داخل المملكة حول سياسات وقرارات من بعض دوائر السلطة السعودية الخاصة بتقديم دعم سخي للنظام المصري، في وقت تخلت فيه القاهرة عن دعمه في معركة دعم الشرعية في اليمن". وأوضحت المصادر أن تصريحات عسيري الأخيرة كان الهدف منها إيصال رسالة سريعة حتى وإن تم تعديلها بعد ذلك، مشيرة إلى أنه كان لزاماً التأكيد أن القاهرة لم تتخل عن السعودية، وأن ما حدث من تضارب أو خلافات بشأن تيران وصنافير كان خارجاً عن إرادة النظام المصري، ويرجع إلى تحركات المعارضة المصرية التي تعتمد في المقام الأول على المناوشات الإعلامية ضد النظام. كان عسيري قال في لقاء مع الإعلامي السعودي تركي الدخيل، على قناة "العربية": "إن مصر كانت قد عرضت سابقاً إرسال نحو 40 ألف جندي للمشاركة في التحالف العربي، لحماية الحدود السعودية- اليمنية". وأوضح عسيري في رده على تساؤل للدخيل: "الرئيس عبد الفتاح السيسي عرض على الحكومة السعودية وعلى التحالف قوات على الأرض، لكن منهجية العمل في اليمن هي عدم وضع قوات غير يمنية على الأرض اليمنية". وتابع "الجيش المصري يشارك في الجهد البحري وفي الجهد الجوي حالياً، ولكن كنا نتكلم آنذاك (في بداية العمليات) عن المشاركة بنحو من 30 إلى 40 ألف جندي كقوات برية". وأكد اللواء أحمد عسيري، بعدها أن عرض مصر إرسال 40 ألف جندي لم يكن لتحرير اليمن كما فهم البعض من تصريحاته، ولكن للمشاركة في القوة العربية المشتركة. من جهتها، نفت القاهرة أكثر من مرة مشاركتها بقوات برية ضمن قوات التحالف، موضحة أن مشاركتها تقتصر على عناصر من القوات البحرية والجوية فقط لتأمين البحر الأحمر بما لا يضر بالملاحة في قناة السويس.
