من يمشي في شوارع تعز هذه الأيام يتأسف للحالة التي وصلت إليها هذه المدينة التي يضرب بها المثل في التعليم والوعي والثقافة والنظافة.. تعز اليوم غارقة في اللاوعي، تعيش خارج الزمن، وكأن هناك من يريد أن يغرقها في بحر من الفوضى التي لا نهاية لها.. تعز تعيش حالة مرضية ورغم معرفة ما ألم بها من مرض إلا أن ابناءها، كل أبنائها لا يعيرونها اهتماماً، بل نراهم يعملون ويحثون الخطى لزيادة مرضها وإثخانها بكل الأوجاع والآلام.. تعز تحولت اليوم إلى مقلب قمامة.. تحولت إلى مدينة للمسلحين.. تحولت إلى مدينة للتقطعات وممارسة كل الظواهر السيئة التي تزيدها وجعاً..، وتعكس للزائر إليها بأن تعز هي مدينة الفوضى!.. وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها تعز، والتي عجز معها المحافظ الشاب شوقي أحمد هائل عن إصلاح ما يعتريها ويسكنها نتيجة عدم تعاون مشايخ ووجهاء تعز معه والوفاء بوعودهم التي قطعوها أمامه لاستعادة الأمن والاستقرار لهذه المحافظة المريضة.. بالتأكيد لا أقصد هنا بأن شوقي هائل عاجز عن تحسين الصورة بل أقصد أن هناك من لا يريدون لشوقي هائل أن يعمل ويعيد لتعز رونقها.. هناك من يعمل ضد تعز ولا يريد لشوقي هائل أن يعمل ويزيح هذا البؤس الذي تعيشه تعز بسبب قلة وجدوا في المشيخة بوابة لنشر الفوضى ونراهم يعملون من أجل تدمير تعز وإنهاك ابنائها في متوالية لا نهائية من الأزمات.. شوقي هائل هدد بتقديم استقالته من منصبه كمحافظ لتعز ليس لأنه عاجز عن إصلاح ما شابها من هدم وتخريب وما ألم بها من مرض سرطاني نراه ينتشر إلى كل أجزائها..، وإنما لأن مشائخها ووجهاءها يريد كل منهم أن يكون محافظاً وأن ينفذ قانونه التخريبي والفوضوي الخاص به!.. محافظ تعز الشاب شوقي أحمد هائل سيستقيل من منصبه بعد أن استبشر الضعفاء من أبناء هذه المحافظة بمقدمه ووجدوا فيه الملاذ لحل كل قضاياهم وحل كل مشاكل المحافظة التي سرقت منها ابتسامتها وزعزع أمنها واستقرارها.. من صاحب المصلحة الحقيقية في تخريب تعز وبقاء هذه الصورة السيئة المرسومة على جبينها الحالم؟!.. من يريد لشوقي أن يقدم استقالته؟، من يريد له أن لا يعمل وأن تبقى تعز غارقة في وحل الفوضى والجريمة؟!.. معروفون بالتأكيد من لا يريدون لتعز أن تنعم بالأمن والهدوء والطمأنينة، ومعروفون من يشجعون على التقطعات ويدفعون بعصاباتهم إلى الطرقات لممارسة النهب والقتل وكل الأعمال المدانة.. وكل أبناء تعز يعرفون من يعمل ضد مصلحة المحافظة ومصلحة أبنائها.. يعرفون من لا يريد تطبيق النظام والقانون..، ويعرفون أن بقاء تعز غارقة في وحل الفوضى لا يخدم سوى من يريدون أن يفرضوا انفسهم أوصياء على تعز وأبنائها.. ومن يكشفون عن ثقافتهم باستعراض الاسلحة وترهيب الناس وممارسة القتل جهاراً نهاراً.. وما أريد أن أقوله هنا لشوقي هائل: استمر في عملك ولا تفجعك خساسة هؤلاء.. ولا تدفعك أعمالهم الدنيئة للنأي عن مهامك ومسؤولياتك.. ما يضر البحر أمسى زاخراً إن رمى فيه غلام بحجر أبناء تعز لن يجدوا رجلاً أميناً محباً لتعز مثل شوقي هائل.. أما الآخرون منهم ليسوا أكثر من ظواهر صوتية.. هم الشر ياسيدي الفاضل وأنت الخير ويقيناً سينتصر الخير عاجلاً أم آجلاً فاستمر شوقي.. ولا تفجعك خساسة الحنشان!. نقلاً عن صحيفة تعز
