كشف ناشط سياسي من أبناء محافظة تعز عن معلومات هامة تتعلق بكواليس مايدور في تعز والجهات التي تقف خلف الانفلات الأمني وإثارة الفوضى ، متهما حزب الإصلاح (جناح الإخوان المسلمين في اليمن) ومسؤولين بارزين في الرئاسة بدعم وتشجيع تلك التحركات . وشبه الكاتب والناشط السياسي جلال الشرعبي ، الحرب التي يقودها تجمع الإصلاح ضد السلفيين في تعز بتلك التي شنها الحوثيون على سلفيي" دماج" في العام 2014 .
وقال الشرعبي في مقال له بعث به إلى "الأمناء" تحت عنوان "الحرب المدنسة" بأن " المعلومات تقول أن مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي يقف حارس بوابة لمنع أي تغييرات في تعز حسب طلب المحافظ وأنه لا يقدم للرئيس إلا وجهة نظر الإصلاح ويحجب ما دونها بتنسيق وتشاور كامل مع النائب علي محسن الاحمر ". وأضاف : "واليوم تُرتكب المجازر بعد اجتماع اللجنة الأمنية التابعة للإصلاح وإقرارها إقتحام المدينة القديمة في تحدٍ للدستور والقانون والرئيس والتحالف الذي قدم المال والسلاح لتحرير تعز وليس لقتل أبنائها.
وأوضح الكاتب والناشط السياسي جلال الشرعبي بإن " جرد حساب لإنجازات الإصلاح امام السلفيين في تعز يكشف بوضوح ان الكفة ترجح السلفيين وان الاصوات المرتفعة للإصلاح الذي أعاد الكرة باتجاه المدينة القديمة مخلفاً مائة قتيل وجريح حسب منظمة الصحة العالمية ليست سوى أصوات طبول فارغة ".
لافتا إلى أن "الأمر بالنسبة لي ليس غزل في السلفيين ونكاية بالإصلاح فقناعتي ان الجماعات الدينية بشكل عام خطر على الجيش وتشجيعها ودعمها إفساد للمستقبل وزرع الغام في طريق الأجيال ، لكن ما اود قوله هنا ان تجمع الإصلاح يفتقر لأي انجاز عسكري ضد الحوثيين على الأرض في تعز وان السلفيين الذين حرروا قلعة القاهرة والأمن السياسي والمرور والجامعة ومقر قيادة المحور ومبنى الامن والشرطة العسكرية والمحافظة وحتى الكمب مازالوا يتعرضون لفاشية الحشد الشعبي متناسين الحوثيين في مناطق التماس معهم بل ودخلوا في هدنة مقابل التفرغ للمعركة ضد السلفيين " .
وقال الشرعبي بان " الإصلاح يعاقب السلفيين بفرية تبعيتهم للإمارات ويعبرون عن غضبهم من الإمارات بالاعتداء والقتل والمضايقات ضد السلفيين في تعزومأرب وغيرها ، مثلما يعاقب تجمع الإصلاح ابناء الضالع هذه الأيام بالحوثيين الذين فتحوا لهم الجبهات برضى وتنسيق مع الرئيس هادي نكاية بالإمارات والمجلس الانتقالي الذي يراد له ان يسحب قواته من عدن لحماية الضالع ".
ووجه الشرعبي سؤالا للقائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير دفاعه قائلا : " أين هي أربعة ألوية عسكرية توجد في كشوفات المرتبات للجيش في الضالع؟ وكيف ذابت فجأة وأصبح الأمر منوط بتدخل قوات غيرها لسد الفراغ ومواجهة الحوثيين ؟" .
وأكد الناشط السياسي جلال الشرعبي في سياق حديثه بأن "اللعب بورقة الحرب طمعاً في مكاسب شخصية وأنانية أحال الحرب في اليمن الي مغنم لتكديس المال والسلاح مقابل استرخاص لدماء اليمنيين ". وعاد الكاتب والناشط السياسي جلال الشرعبي للحديث عن تعز مرة أخرى بالقول : " في المرة الاولى عندما أعلنت اللجنة الأمنية برئاسة المحافظ نبيل شمسان الحملة الأمنية طالب قادة الإصلاح ومؤيدوه أن يترك الجميع للمحافظ حرية التصرف وهو قادر على عمل المناسب وعندما تصعب عليهم إخضاعه لتنفيذ إملاءاتهم لم يعودوا يستسيغون سماع اسمه ولم يعد قادراً العودة من عدن وأعلنوا القتل بالمدينة القديمة مجدداً ". وأكد بأن " الإصلاح يتظاهر في تعز من اجل الامن وهم يسيطرون على قيادة المحور وإدارة الامن العام والشرطة والأستخبارات وثمانية ألوية عسكرية من اصل تسعة ولا ادرى ضد من يتظاهر و يهتف في مسيراته ". وتطرق الشرعبي في حديثه عن ابو العباس مشيرا إلى ذلك بالقول : " سلم ابو العباس المربعات والمقرات التي حررها ( منتزه صبر والأمن السياسي والمحافظة والشرطة العسكرية ومبنى الامن وقيادة المحور والجامعة ومكاتب المؤسسات وبالمقابل مالذي سلمه الإصلاح غير انه أراد الاستحواذ عليها والتمركز فيها ثم مهاجمة آخر مقر لأبي العباس بالمدينة القديمة لإجتثاثه وفرض أمر واقع بالمربعات المحررة ". وأضاف : "في نظر تجمع الإصلاح فإن ابو العباس التابعة قواته للواء 35 مدرع إرهابي ويرددون ذلك بشكل اصبح ممل وفي هذا انفصام لا يبدع فيه الا الإصلاح ".
وكشف الشرعبي في مقاله عبر "الأمناء" عن قضيتين هامتين يتذرع بهما حزب الاصلاح لتنفيذ اجنداته وهي قضيتين قال بأنهما تظهران حالة الانفصام لدى الإصلاح بأوسع صورها وهما : الاولى : قضية السيادة التي يلوكها تجمع الإصلاح حيثما يشاء ووقت يشاء ( يرى ان التواجد الإماراتي في سقطرى يمس السيادة والسعودي بالمهرة يكتفي بالتصعيد والاحتجاج ضده وتواجد الاثنين معاً في مأرب وطنية خالصة ).
الثانية : النظر إلى الجيش الوطني باعتباره الوحدات التي تتبع أنصاره فيسمون كتائب ابو العباس جماعات ارهابية وابو العباس مطلوب أمريكياً ، وحينما يتعلق الأمر بقادته المدرجين في لوائح الإرهاب يتحول الأمر الى بطولة وانكار ووطنية.
وأكد الشرعبي بأن : "حروب الحشد الشعبي المدنسة ضد تعز والوقوف أمام الحوثيين بأدب في مناطق التماس تعطينا مشهداً واضح ان معركة الإصلاح لم تعد معركته مع الحوثي " .
وأضاف : " اتحدى الإصلاح بكل ما يملك من الجيش والحشد الشعبي إثبات تحريره لأي مربع بتعز غير ما يمارسه الان من فنون القتل في المدينة القديمة رغماً عن انف السلطة المحلية والرئيس والتحالف ".
وختم الشرعبي حديثه بالقول : " أصوات الإصلاح مرتفعة في تعز لكن أصوات الطبول ليست اجمل الأصوات "..