عاد الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي مطلع الأسبوع الماضي إلى صنعاء، بعد سفره عقب محاولة الاغتيال التي تعرض لها من قبل نقطة أمنية تتبع الفرقة الأولى مدرع بالقرب من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء.. عاد ياسين إلى صنعاء وعاد للظهور الإعلامي ناطقاً بلسان حال حزب التجمع اليمني للإصلاح وليس الحزب الاشتراكي اليمني!.. الدكتور ياسين سعيد نعمان وفي خطاب له احتفاءً بالثورة اليمنية وبالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب الاشتراكي قال: »إن المؤتمر الشعبي العام هو نقطة ضعف العملية السياسية فالقوى المقاومة للتغيير مازالت تهيمن عليه..« مضيفاً: إن تخليص المؤتمر من هيمنة هذه القوى سيمكنه من أن يلعب دوراً أساسياً وفاعلاً في العملية السياسة الديمقراطية!.. لم يقل ياسين أن حليفه الاستراتيجي في اللقاء المشترك وقياداته من المشائخ وغيرهم ورفضهم إنهاء المظاهر المسلحة ورفع مليشياتهم من العاصمة وغيرها وإنهاء التقطعات التي يمارسونها هي نقطة ضعف العملية السياسية وهي من تقف ضد التغيير.. بل قال إن المؤتمر هو نقطة الضعف!.. لم يقل ياسين نعمان إن الممارسات الإقصائية والإلغائية للآخر التي يقودها ويمارسها ويحرض عليها شريكه الرئيسي في اللقاء المشترك حزب التجمع اليمني للإصلاح واستمراره في الترويج لخطاب إعلامي عدائي هي نقطة ضعف العملية السياسية بل قال إن المؤتمر هو نقطة الضعف!.. لم يقل إن التصريحات العنترية والاستفزازية التي يدلي بها قيادات حزب الإصلاح وشيوخهم هي نقطة ضعف العملية السياسية والتي ستقود إلى تدمير كل ما تم إنجازه إلى اليوم.. بل قال إن المؤتمر هو نقطة الضعف!.. ياسين سعيد نعمان ذو الرؤى والأفكار التقدمية والتنويرية كما يقول عنه أصحابه لم يتحدث في خطابه بلغة السياسي الحكيم والحصيف، بل تحدث بلغة عدائية وانتقامية مقرفة.. ردد نفس النغمة التي كان قد رددها سابقاً وهي أن نقل السلطة في اليمن تعني بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية أن يتخلى الزعيم علي عبدالله صالح عن العمل السياسي وعن رئاسة المؤتمر.. وتنتقل رئاسة المؤتمر إلى نائبه الذي أصبح رئيساً للجمهورية!.. هذه هي العدائية التي يصر عليها الدكتور ياسين سعيد نعمان.. كما أن ما قاله هدفه الخوض في معارك كلامية وتنظيرية تضع العراقيل أمام العملية السياسية والمشروع الديمقراطي المدني لليمن الجديد.. ليس في حديث ياسين سعيد نعمان ما يحمل جديداً..، بل كل ما قاله وقدمه في خطابه لا يعدو عن تنظير وفلسفة زائفة لا تخدم القضية اليمنية بقدر ما تخدم طرفاً سياسياً بعينه، والمصيبة أن هذا الطرف ليس هو الحزب الاشتراكي اليمني وإنما حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي رمى ياسين نفسه في أحضانه وحمّله مسؤولية إصلاح العملية السياسية.. حزب التجمع اليمني للإصلاح بنظر الأمين العام للحزب الاشتراكي هو من سيصلح الحياة السياسية في البلاد وسينتج حياة سياسية متوازنة تستعيد فيها الأحزاب التي كما قال جرى ضربها وتهميشها في مرحلة معينة عافيتها ومكانتها في الحياة السياسية!.. من يقول هذا الكلام هو الدكتور الكبير والكبير جداً ياسين سعيد نعمان.. وكأن ياسين نسى أو تناسى البيانات التي يصدرها حزبه بين الحين والآخر والتي تحمِّل حزب التجمع اليمني للإصلاح مسؤولية الإقصاءات والتهميش ووصفها للإصلاح بالقوى الظلامية والمتخلفة والرجعية إضافة إلى ما يقوله قيادات الحزب الاشتراكي في أكثر من تصريح ومقال وليس عنا مقالات محمد المقالح وبشرى المقطري وتصريحات سلطان السامعي وغيرهم ببعيد.. لا أجد ما أقوله هنا غير أن أترحم على الحزب الاشتراكي اليمني الذي سيقوده أمينه العام إلى النهاية المأساوية وعلى يد من حمّله مسؤولية إصلاح الحياة السياسية وإنتاج حياة سياسية متوازنة ..! نقلاً عن صحيفة تعز