قصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية أمس الجمعة معقل زعيم المتمردين الحوثيين في بلدة حيدان في محافظة صعدة شمالي اليمن، إضافة إلى تعزيزات ومواقع للميليشيات الانقلابية في العديد من مناطق البلاد. وشن الطيران العربي سبع غارات على منطقة مران مسقط رأس زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي في بلدة حيدان الواقعة جنوب غرب محافظة صعدة على الحدود مع السعودية. وقالت مصادر محلية أن القصف الجوي خلف أضراراً مادية جسيمة من دون أن ترد معلومات عن سقوط قتلى وجرحى، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف استمرت حتى وقت متأخر مساء الجمعة في التحليق بكثافة في أجواء المنطقة التي تعرضت الأربعاء لقصف جوي بعد شهور من التوقف.
وفي سياق متصل، أغارت مقاتلات التحالف أمس، ولليوم الثاني على التوالي، على تعزيزات ومواقع لميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مدينة ميدي الساحلية الحدودية مع السعودية.
وأفادت مصادر إعلامية متعددة بسقوط قتلى وجرحى في خمس ضربات جوية للتحالف على ميدي في محافظة حجة شمال غرب البلاد. كما قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون في ضربتين جويتين استهدفتا صباح الجمعة مركبتين في بلدة حريب القراميش التي يسيطر عليها الحوثيون غرب محافظة مأرب (شرق) بالقرب من بلدة نهم شمال شرق صنعاء.
وتراجعت حدة الاشتباكات بين قوات الحكومة والميليشيات الانقلابية أمس الجمعة في محيط بلدة صرواح غرب مأرب وبلدة نهم في صنعاء وتبعد 40 كيلومتراً عن عاصمة البلاد التي يسيطر عليها الحوثيون منذ نهاية سبتمبر 2014. وقال قيادي ميداني في المقاومة الشعبية في صنعاء، ل«الاتحاد»، إن فصائل المقاومة مسنودة بوحدات من الجيش الوطني الموالي للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، أفشلت قبل يومين محاولة التفاف لميليشيات الحوثي وصالح للسيطرة على مفرق الجوف الذي يربط بين محافظاتمأربوالجوفوصنعاء، مشيراً إلى أن الميليشيات كانت تخطط للاستيلاء على هذا الطريق الحيوي لقطع إمدادات الجيش الوطني القادمة من مأرب إلى نهم. وذكر القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه إن مقاتلي المقاومة مستميتون في الحفاظ على مواقعهم التي حرروها أواخر الشهر الماضي في منطقة المجاوحة وجبل المنارة جنوب شرق نهم، مؤكداً أن المقاومة بانتظار وصول المزيد من التعزيزات العسكرية البشرية لشن هجوم واسع لتحرير كامل مناطق هذه البلدة المضطربة منذ ديسمبر.
وأضاف: «هناك أكثر من لواءين للجيش الوطني في نهم وقوات من المقاومة لكن العدد غير كاف لتحرير البلدة ذات التضاريس الجبلية الوعرة»، وتعد ثاني أكبر بلدات محافظة صنعاء من حيث المساحة الجغرافية، منوهاً إلى العدد الحالي لقوات الجيش والمقاومة في نهم «لا يمكن الشرعية من البدء بعملية تحرير العاصمة صنعاء التي تحتاج لاجتياح واسع من كل الجبهات»، حسب قوله.
وفي تعز ثالث مدن البلاد تواصلت الاشتباكات المتقطعة بين الحوثيين وأنصار الحكومة الشرعية في أنحاء متفرقة في المدينةجنوب غرب اليمن. وذكرت مصادر في المقاومة الشعبية أن اشتباكات اندلعت في المحور الشرقي للمدينة خصوصاً في جبهة ثعبات وحي الجحملية، وأن ميليشيات الحوثي وصالح واصلت قصف أحياء سكنية في المحور ذاته بشكل عشوائي، مشيرة إلى أن قوات الجيش والمقاومة صدت الجمعة، لليوم الثالث على التوالي محاولة تقدم للميليشيات باتجاه معسكر اللواء 35 مدرعاً في المطار القديم غرب تعز.
وقال عضو مجلس تنسيق المقاومة في تعز، عبدالستار الشميري، ل«الاتحاد»، إن طيران التحالف قصف الجمعة مواقع لميليشيات الحوثي وصالح في مدينة المخاء الساحلية غرب المحافظة. وذكرت قناة سهيل اليمنية الخاصة والموالية للحكومة الشرعية أن الغارات الجوية على المخاء أسفرت عن مقتل 17 من عناصر الميليشيات وجرح عشرات آخرين. وأفاد المركز الإعلامي التابع للمقاومة في تعز، أمس، بمقتل 100 مسلح حوثي في المعارك العنيفة التي دارت في الأيام الماضية في المدينة «وجبهات قتال مختلفة».
وفشل هجوم هو الرابع للحوثيين، أمس، لاقتحام معسكر لواء النصر التابع للحكومة الشرعية في محافظة الجوف شمال شرق البلاد.