تمكنت قوات الشرعية اليمنية من الجيش والمقاومة من تطهير «جبل قرن» الموازي لنقيل ابن غيلان الاستراتيجي، مرسلة تعزيزات نوعية إلى نهم لدعم عمليات تحرير العاصمة صنعاء، فيما واصلت تقدمها في تعز، حيث استعادت، أمس، تبة الصالحين الاستراتيجية شرق جبل صبر، في حين واصلت مقاتلات التحالف استهدافها لمواقع الميليشيات في جميع جبهات القتال. هزت العاصمة صنعاء انفجارات عنيفة في شمال وجنوبالمدينة ناتجة عن قصف مقاتلات التحالف لمواقع الميليشيات، وأخرى ناتجة عن قصف مدفعية الجيش والمقاومة مناطق في أطراف المدينة الشمالية. وقالت مصادر ميدانية في مقاومة صنعاء، إن مدفعية الجيش والمقاومة بدأت تقصف مواقع الميليشيات الانقلابية في ضواحي المدينة، منها مبنى جهاز الأمن القومي الكائن بجوار كلية المجتمع في منطقة صرف على طريق مأربصنعاء، كما قصفت مناطق معسكر خشم البكرة في المنطقة ذاتها، التي تعد من أطراف المدينة ومحاذية لمطار صنعاء الدولي من الجهة الشرقية. وأوضحت المصادر أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تطهير «جبل قرن» الموازي لنقيل ابن غيلان من الجهة الغربية، واقتربت كثيراً من مفرق أرحب عبر جبهة المدفون ووادي محلي، وبات يفصلها خمسة كيلومترات فقط عن مديرية ارحب. في الأثناء، تلقت قوات الجيش والمقاومة أسلحة نوعية بينها مدرعات لديها القدرة على كشف الألغام وتطلق النيران بطريقة آلية، استخدمت في كسر زحف للميليشيات باتجاه وادي ملح، ما أدى إلى مصرع وإصابة العشرات من الانقلابيين. وأكد مصدر عسكري في مأرب ل «الإمارات اليوم»، أن قوات نوعية بينها ثلاث وحدات ذات تدريب نوعي دخلت من منطقة العبر في حضرموت مع السعودية، ووصلت مأرب في طريقها إلى العاصمة صنعاء، تضم أسلحة نوعية. كما أكد أن لديهم توجيهات بدخول العاصمة صنعاء وتطهيرها من الميليشيات بأسرع وقعت ممكن، وأن قوات التحالف المرابطة في مأرب إلى جانب المقاتلات الجوية ستقوم بعملية مساندة كبيرة للعملية، محذراً سكان المدينة القاطنين بجوار المعسكرات والمواقع والتجمعات والمساكن التابعة للميليشيات بسرعة مغادرة مناطقهم إلى مناطق أخرى. وكانت مقاتلات التحالف شنت سلسلة من الغارات الجديدة على صنعاء وضواحيها طالت قاعدة الديلمي الجوية في محيط مطار صنعاء الدولي، والكلية الحربية وألوية الحماية الرئاسية في النهدين، وألوية الصواريخ بعيدة المدى في فج عطان، ومعسكرات الحرس الجمهوري في ضبوة والحفا في نقم، ومنطقة عصر، وجبلي عيبان وظفار، والجبل الأسود في صباحة ببني مطر غرب المدينة. وتم رصد أكثر من 50 غارة لمقاتلات التحالف على مواقع الميليشيات في مديريات نهم وبني حشيش وأرحب وسنحان في ضواحي المدينة الشمالية والشرقية، حيث طالت تعزيزات ضخمة للميليشيات كانت خارجة من جبل «الريد» بوادي الإجبار بمنطقة سنحان، مسقط رأس المخلوع علي عبدالله صالح، ما أدى إلى تدميرها ومقتل وإصابة عدد ممن كانوا مع تلك التعزيزات. واستهدفت مقاتلات التحالف قاعدة الصمع العسكرية في أرحب بسلسلة من الغارات النوعية أسفرت عن تدمير مخازن أسلحة في القاعدة، التي استمرت بالاشتعال وتطايرت مقذوفات وصواريخ لساعات باتجاه مناطق عدة في محيط الصمع. كما استهدفت الغارات معسكر اللواء 62 حرس جمهوري، المرابط بين الصمع وبيت دهر، واللواء 63 في بيت دهرة، كما استهدفت ب 14 غارة معسكراً للحرس في منطقة «فريجة»، وكلها ألوية واقعة في مديرية أرحب إلى جانب استهدافها تجمعاً للميليشيات في منطقة شراع في أرحب. وقصفت مقاتلات التحالف معسكرات الجميمة وخشم البكرة وبرش في مديرية بني حشيش، ما أسفر عن تدمير مخازن أسلحة كانت نقلتها الميليشيات أخيراً من قاعدة الديلمي إلى المنطقة، كما استهدفت تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها إلى منطقة المجاوحة في نهم، كما قصفت منطقة الحوض ومحيط بران في نهم أيضاً. وأدت غارات التحالف إلى قطع الطرق الرابطة بين الحديدةوصنعاء، بعد تدمير جسر الدرجة في منطقة صعفان بمديرية حراز غرب العاصمة، وقصف جسر باب مكحُله على الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بمحافظة المحويت ومنها إلى الحديدة على الساحل الغربي لليمن، كما استهدفت مقاتلات التحالف نقيل يسلح الرابط بين جنوب العاصمة ومحافظة ذمار قبل أيام، وأصبحت العاصمة شبه معزولة عن المحافظات المجاورة. وشهدت العاصمة صنعاء استنفاراً أمنياً كبيراً في أوساط الميليشيات بالتزامن مع اقتراب قوات الشرعية من تخوم المدينة الشرقية والشمالية واستعداداً لتأمين جلسة مرتقبة لأعضاء حزب المخلوع صالح في البرلمان اليوم، فيما شهدت منطقة جولة آية، القريبة من معسكر الخرافي شمال المدينة، مواجهات دامية بين قوات المخلوع وميليشيات الحوثي على خلفية خلافات حول مسؤولية تأمين المنطقة. وفي الجوف، قتل وأصيب عدد كبير من عناصر الميليشيات في منطقتي معيمرة ومزوية بمديرية المتون نتيجة غارات مقاتلات التحالف، فيما ردت مدفعية الميليشيات بقصف قرى آهلة بالسكان في معيمرة. وأوضح ناطق مقاومة الجوف عبدالله الأشرف، أن مواجهات صبرين في خب والشعف مع الميليشيات أسفرت عن مصرع 10 من الميليشيات وإصابة آخرين، وتدمير عربة جند وثلاث آليات عسكرية، لتقوم تلك الميليشيات بقصف مناطق سكانية في الخنجر والتبة الحمراء والخليفين بمديرية خب والشعف. وفي حجة، قصفت مدفعية الجيش تجمعات للميليشيات شرق مدينة حرض، ما أدى إلى اشتعال النيران في أحد مخازن الأسلحة، فيما استهدفت مقاتلات التحالف شاحنة كانت تقل دبابة وعربة كاتيوشا تابعة للميليشيات في مثلث عاهم كانت في طريقها لحرض. وفي صعدة معقل الانقلابيين، واصلت مقاتلات التحالف استهداف أوكارهم بسلسلة من الغارات التي طالت جبل «الشرفة» في مران بمديرية حيدان، والذي يعتقد أن زعيم الميليشيات وعدداً من القيادات كانت تعقد اجتماعاً في أحد كهوفه حول جلسة البرلمان المرتقبة. وفي تعز، استعادت قوات الجيش والمقاومة، أمس، تبة الصالحين الاستراتيجية شرق جبل صبر بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، وواصلت التقدم واستعادة أجزاء من منطقة المشهوف في جبهة الشقب بجبل صبر الموادم. كما تمكنت قوات الجيش والمقاومة من السيطرة على مدرسة ومسجد عقبة بن نافع في حارة قريش بالجحملية العليا، واقتربت من المستشفى العسكري بالمنطقة، فيما تمكنت من تطهير منطقة ثعبات بالكامل وأعلنتها منطقة محررة. وأكد مصدر في المقاومة أن ثمانية مواقع في الجحملية باتت في يد المقاومة والجيش، وأن 12 من عناصر الانقلاب قتلوا وأصيب آخرون في العمليات الأخيرة بالمنطقة، بينهم القيادي الحوثي المكنى «ابوكحلان». يأتي ذلك، متزامناً مع إعلان مجلس تنسيق المقاومة النفير العام لمساندة المقاومة والجيش بما اسمته «معركة المرحلة الفاصلة» ضد الميليشيات، التي وصفتها بأعداء الجمهورية، وكذا لفك حصار المدينة. وفي جبهة الصلو جنوب المحافظة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تأمين أجزاء واسعة من مديرية الصلو، وصد أكثر من تسع هجمات شنتها الميليشيات القادمة من خدير وأطراف سامع، وتمكنت من وقف تقدم الميليشيات باتجاه عزلة قدس التابعة لمديرية المواسط بعد سيطرتهم على حيفان، ما أسفر عن مقتل 50 من عناصر الميليشيات وإصابة اكثر من 100 خلال معارك الأيام الأخيرة في تلك المناطق. وفي ذمار، قتل وأصيب ستة من عناصر الميليشيات في هجوم لمسلحين قبليين على نقطة تفتيش حوثية في قرية «بني سبأ». وفي لحج، عززت الميليشيات من وجودها في محيط مديرية كرش الحدودية مع تعز، فيما واصلت قصفها للأطراف الشمالية للمديرية بمختلف الأسلحة. في الأثناء، انسحبت عناصر «القاعدة» من مناطق حدودية بين لحجوالبيضاء فجأة لتحل محلها عناصر الميليشيات الانقلابية، في مديرية الحد يافع وهي منطقة حدودية مع البيضاء، بعد أيام من انتشار قوات الحزام الأمني في معسكر العر لتأمين حدود يافع مع البيضاء.