قالت صحيفة "الخليج " الإماراتية أن إيران تثبت مرة أخرى أن سياساتها في منطقة الخليج لا تعدو كونها تشجيعاً لزعزعة الأمن والاستقرار فيها، إذ لم تترك باباً إلا ونفذت منه لإحداث مزيد من المشاكل والأزمات، وكانت قضية خلية العبدلي في الكويت، المعروفة بخلية حزب الله، المدعوم من إيران، أحد تجلياتها الكبيرة، الأمر الذي دفع دولة الكويت يوم أمس إلى إغلاق الملحقية الثقافية والمكتب العسكري بسفارة إيران، وتخفيض عدد الدبلوماسيين إلى 9 بعد أن وجدت أن إيران لا تزال تؤدي دوراً تخريبياً في البيت الداخلي. وأضافت الصحيفة في كلمة عددها الصادر اليوم الجمعة تحت عنوان : (إجراءات كويتية شجاعة) : "لم تكن قضية خلية العبدلي إلا واحدة من قائمة طويلة من الأزمات التي أوجدتها طهران في دول المنطقة، فتدخلها من خلال دعم الجماعات التخريبية، الهدف منه تقويض الأمن والاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار رؤية مضمونها أن ضمان أمن طهران يكمن في تخريب أمن الجيران، وهذا ما تتبعه إيران منذ عقود، إذ لم تتمكن من إبقاء علاقاتها مع جيرانها في دول المجلس في الحدود الطبيعية، بل ظلت تدير هذه العلاقة عبر خلايا وأذرع عدة، وفي الحالة الكويتية، استخدمت حزب الله لتشكيل خلية كلفت بتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من مناطق الكويت، إلا أنه تم كشفها وتقديم أفرادها إلى القضاء."
وتابعت "الخليج" القول : "أعلنت الداخلية الكويتية في 13 أغسطس/ آب من العام 2015، ضبط عدد من المتهمين مع كمية كبيرة من الأسلحة عثر عليها في مزرعة بمنطقة العبدلي، شمالي العاصمة الكويت، قرب الحدود العراقية، وفي منازل مملوكة للمشتبه فيهم، حيث شملت المضبوطات 19 طناً من الذخيرة، و144 كيلوجراماً من المتفجرات، و68 سلاحاً متنوعاً و204 قنابل يدوية، إضافة إلى صواعق كهربائية، وعقدت محكمة التمييز جلسة لمحاكمة أعضاء الخلية في ال15 من شهر سبتمبر/ أيلول ووجهت النيابة العامة للمتهمين، وهم 25 كويتياً وإيراني واحد تهم التخابر مع إيران وحزب الله بقصد القيام بأعمال عدائية ضد الكويت من خلال جلب وتجميع وحيازة أسلحة نارية وذخائر وأجهزة تنصت، وفي 12 يناير/ كانون الثاني من العام الماضي قضت المحكمة بإعدام إيراني هارب وكويتي بتهم منها التخابر لصالح إيران وحزب الله اللبناني وحيازة متفجرات، كما قضت المحكمة بمعاقبة متهم واحد بالمؤبد ومعاقبة آخرين بفترات سجن مختلفة بين خمس سنوات و15 سنة." واكدت الصحيفة أنه وطوال الفترة القليلة الماضية، حاولت طهران التأثير في القرارات الصادرة من القضاء الكويتي، عبر تهريب أعضاء الخلية، ورغم نفي ضلوعها في القضية، إلا أن الاعترافات التي أدلى بها المدانون أكدت صلة طهران وحزب الله بالخلية ومدهم بالأسلحة التي كانوا ينوون استخدامها في خططهم وعملياتهم التخريبية في المنطقة. وختمت صحيفة "الخليج" كلمة عددها اليوم بالقول : "الاعترافات التي أدلى بها المتهمون أكدت تستر هؤلاء بالمقرات الدبلوماسية الإيرانية، بما فيها الثقافية، لذلك جاء قرار دولة الكويت بإغلاق الملحقية الثقافية والمكتب العسكري لما لهما من دور مؤثر في مد المخربين بالوسائل التي تساعدهم على إحداث عمليات تخريبية في الكويت وربما خارجها."