بعد نجاح وساطته الأخيرة التي مكّنت الحجاج القطريين من تأدية المناسك رغم العوائق الرسمية، يواصل ابن قطر، المغضوب عليه من قبل تميم، جهوده لرأب الصدع الخليجي. رسالة حكمة بعث بها الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني مخاطبًا مواطنيه للبحث عن مخرج لبلاده ينجيها من تبعات المقاطعة ويعيدها للمركب الخليجي. الدعوة لاجتماع لتصحيح الأوضاع في قطر سبيل للنأي عن دعم الإرهاب والحركات المتشددة، لاقت تجاوبًا واسعًا من الأعيان، خاصة من داخل البيت الأميري القطري. الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني ينضم لركب المعارضين لتميم ويكسر جدار الخوف، معلنًا تأييده لجهود الشيخ عبدالله بن علي، بعد استجابة الشيخ مبارك بن خليفة بن سعود بن ثاني آل ثاني. الأمير الشاب فضل السير على نهج الأسلاف محافظًا على علاقات والده الراحل الشيخ سلطان، الذي كان يرتبط بعلاقة وثيقة مع جيرانه الخليجيين. وتأتي مبادرة الشيخ عبد الله، في وقت يزداد فيه عدد ضحايا ومعارضي النظام القطري؛ فهاهم أعيان قبيلة آل مرة وقبائل أخرى يتوافدون تباعًا للمشاركة في اجتماع تضامني مع شيخ القبيلة، الذي سلب حقوقه المدنية وأمواله رفقة 55 فردًا من عائلته، وها هي قبيلة “الغفران” تناشد الأممالمتحدة التدخل لوقف “جرائم” نظام قطر ضد أبنائها. وفي ظل العقاب الجماعي للمعارضين، يبدو أن تميم فتح عدة جبهات على نفسه التي تصارع داخليًا وخارجيًا جراء المقاطعة، تميم القبطان المتهور الذي يبحر ببلاده مكابرًا معاندًا “أن لا تراجع عن دعم الإرهاب ولا هم يحزنون” بات اليوم أمام تحديات جمة فرضها اتحاد المعارضة القطرية في لندن، وسط تزايد حضور الشيخ عبدالله بن علي بمعية أمراء وشيوخ وأعيان، ما ينذر بمفاجآت بات المسؤولون القطريون يترقبونها وسط اختلالات في دائرة صنع القرار المحلي.
