أكد جنرال متقاعد في سلاح الطيران الأميركي الحضور الموغل لتنظيم الإخوان المسلمين داخل الإدارة الأميركية، وذلك أثناء حضوره ندوة لمناقشة مذكرات روبيرت غيتس، وزير الدفاع الأميركي الأسبق، التي صدرت تحت عنوان "الواجب: مذكرات وزير في الحرب". وقال الجنرال توم ميكلنركي "لدينا تواجد واضح للإخوان المسلمين في الحكومة الأميركية الآن"، مضيفا أن "غيتس قدم خدمة للأمة الأميركية بالكشف عن طريقة اتخاذ القرارات داخل المكتب البيضاوي (المكتب الرئاسي الأميركي)، ولكنني أستطيع أن أقول إن هذا الكشف جاء متأخرا نسبيا". من جانبها قالت صحيفة "العرب" اللندنية، في عددها الصادر أمس الاثنين، أن الجنرال الذي شغل منصب مساعد نائب رئيس أركان الجيوش الأميركية، نفى أن تكون لديه أسماء لشخصيات محددة تنتمي للإخوان المسلمين داخل الإدارة الأميركية، ولكنه أكد أن "هناك قائمة كاملة بأسمائهم، ويصل عددهم فيها إلى 10 أو 15 عضوا في الحكومة على أقل تقدير". وأشار ميكلنركي إلى أن بعض الباحثين الأميركيين في الإسلام السياسي، ومن بينهم فرانك غافني وكلير لوبيز، لديهم معلومات أكثر دقة عن هؤلاء. وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال الأميركي ذكر اسم هوما عابدين، من ضمن هؤلاء الذين تحوم حولهم شبهات الانضمام إلى تنظيم الإخوان، والتي عملت عن قرب مع وزيرة الخارجية السابقة كلينتون. وأكد أن عابدين ولدت لأبوين عضوين في التنظيم، وأن ميولها ترنو إلى هذا الاتجاه. وكانت تقارير أمنية قد أكدت أن عابدين عملت محررة في مجلة "شؤون الأقليات المسلمة" التابعة للمعهد الذي يحمل نفس الاسم ومقره الولاياتالمتحدة، قبل أن تلتحق بالعمل ضمن فريق وزارة الخارجية. ويبدو أن الموقف أكثر تعقيدا من طلب الإحاطة الذي تقدمت به مجموعة من أعضاء الكونغرس إلى الإدارة الأميركية حول المنتمين للإخوان بين صفوفها، طبقا لما جاء في كتاب فرانك غافني "الإخوان المسلمون في إدارة أوباما". وفي 2012 أرسل مايكل باكمان عضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا، وترينت فرانك من ولاية أريزونا، ولويس غوميرت من تيكساس، وتوم روني، ولين ويستمورلاند، خطابا إلى مكتب المدير العام للاستخبارات الوطنية الأميركية، ووزارة الدفاع، ووزارة الأمن الوطني، ووزارة العدل، ووزارة الخارجية لاستيضاح مدى النفوذ الذي وصل إليه تنظيم الإخوان داخل أروقة الإدارة. وقال توم روني عضو الكونغرس في خطابه "الإخوان المسلمون يدعون في العلن إلى ارتكاب العنف ضد الولاياتالمتحدة، ورغم ذلك فقد وصل إلى علمنا أن هذا التنظيم ربما نجح في اختراق صفوفنا. نريد من أجهزة الاستخبارات الأميركية إجراء تحقيق حول المراكز العليا التي قد يكون أعضاء هذا التنظيم تمكنوا من الوصول إليها في الجيش وأجهزة الاستخبارات، والتأثير المباشر لذلك على الأمن القومي الأميركي". لكن غافني أوضح في كتابه أن اختراق الإخوان للإدارة الأميركية لم يقتصر على إدارة الرئيس أوباما وحسب، ولكنه يمتد إلى ولاية بيل كلينتون وألبيرت ألغور. وكشف أيضا عن أن غروفر نوركويست (المحامي والناشط الأميركي الأشهر ضد رفع الضرائب في الولاياتالمتحدة) ينتمي إلى الإخوان. وقالت الصحيفة أنه في مؤتمر صحفي عقد في 2012 ذكر غافني أن عبدالرحمن العمودي، مؤسس المجلس الإسلامي الأميركي، الذي كان على صلة بأحداث محاولة اغتيال ملك السعودية عبدالله بن عبدالعزيز، عندما كان وليا للعهد، عمل مع نوركويست لتأسيس ما يعرف باسم "المركز الإسلامي للأسواق الحرة"، الذي تحول بعد ذلك إلى واجهة لاختراق الإخوان للسلطة من داخل المحافظين والحزب الجمهوري. من جانبها، كتبت كلير لوبيز، الباحثة في تاريخ الحركات الإسلامية، وزميل معهد "غيت ستون"، تقريرا ذكرت فيه أن محاولات الإخوان المتدرجة لاختراق الإدارة والوصول إلى المواقع التي يمكنهم من خلالها التأثير في السياسة الأميركية يعود إلى ما قبل هجمات 11 سبتمبر بوقت طويل، ولكنها وصلت إلى ذروتها أثناء فترتي حكم الرئيس أوباما.