اشتدت، أمس، المواجهات بين جماعة الحوثي والإخوان المسلمين (الإصلاح) في محافظة الجوف، مخلفة قتلى وجرحى من الطرفين وآخرين أبرياء فيما تعتكف اللجنة الرئاسية في منزل المحافظ الذي يرفض خروجها إلى مناطق الصراع. ووصفت مصادر محلية المواجهات في مديرية الغيل أمس بأنها الأعنف منذ بدء الحرب. وقالت المصادر ل"اليمن اليوم" اشتدت المواجهات منذ ساعات الفجر الأولى، ويستخدم الطرفان السلاح السيادي (الدبابات والمدافع) المنهوب معظمه من معسكرات الجيش والأمن في المحافظة أثناء الأزمة 2011م. وكان الإخوان (الإصلاح) اقتحموا ونهبوا مقر اللواء 115 في عاصمة المحافظة بكامل آلياته إلى جانب معسكر الأمن المركزي بكامل آلياته، فيما اقتحم الحوثيون ونهبوا موقع الصفراء التابع لذات اللواء ويقع على الحدود الإدارية بين الجوفومأرب. وأضافت المصادر أن المواجهات أمس، المستمرة على أشدها حتى ساعة كتابة الخبر منتصف الليل، أسفرت عن مقتل شخص من مقاتلي الإخوان (علي محسن جسار) وإصابة اثنين آخرين (أحمد مبارك مجيور، محسن النهمي) إصابة الأول خطيرة، فيما تتحفظ جماعة الحوثي على أعداد ضحاياها، كما أصيب اثنان من المواطنين ليسا من الجماعتين. ورصد مراسل "اليمن اليوم" مصادر القصف وقال: بالنسبة للحوثيين كان القصف من موقعين اثنين، الأول يقع أسفل جبل يام جنوب مركز المديرية، والثاني يقع في شمال مركز المديرية، وتركز القصف على منزل رئيس شورى حزب الإصلاح الشيخ الحسن أبكر، وطالته عدة قذائف غير أن المنزل خالٍ من السكان، كما طال القصف عدة منازل لقيادات إخوانية وقبلية موالية للحسن أبكر. ويتمركز مقاتلو الإخوان بالسلاح الثقيل في وادي يبر، غير أن القصف أمس كان من عدة اتجاهات ومن داخل الأحياء التي يسيطرون عليها، والتي نصبوا فيها مدافع الهاون. وفي جبهة مديرية المصلوب المجاورة لمديرية الغيل، قالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المعارك هناك محدودة وتقتصر على قنص كل طرف تحركات الطرف الآخر. وفي جبهة الصفراء –وهي الأهم- لا تزال الهدنة سارية المفعول وسط استعدادات مكثفة من قبل الطرفين. وكانت الحرب في الجوف اندلعت من الصفراء، وتقع على الحدود الإدارية بين الجوفومأرب وتتبع إدارياً مديرية مجزر مأرب، عندما شن الإخوان مسنودين بقوات من الفرقة الأولى مدرع (المنحلة) هجوماً مباغتاً على مسلحي الحوثيين وسيطروا على نقطة الحجر، فيما صد الحوثيون الهجوم على موقع الصفراء الاستراتيجي. وتوصلت اللجنة الرئاسية مطلع الأسبوع الماضي إلى اتفاق صلح لوقف القتال في كافة الجبهة المشتعلة في الجوف وقعه عن الإصلاح ومن إليهم الشيخ صالح الروسا، وعن أنصار الله (الحوثيين) ومن معهم الشيخ صالح دغسان، ولكن سرعان ما انهار الصلح وسط تبادل الاتهامات من قبل الطرفين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي مسئول إن اللجنة التي يرأسها محمد درعان متواجدة في ضيافة محافظ الجوف القيادي في حزب الإصلاح "محمد سالم بن عبود الشريف". وأشار المصدر إلى أن بقاء الوساطة في منزل المحافظ أزعج الطرف الآخر (الحوثيين)، ويعقّد من مهام اللجنة كون المحافظ طرفاً في الصراع.