حميد دبوان واصلت جماعة الحوثي نصب خيامها على كامل محيط العاصمة صنعاء بالتزامن مع نصب خيام اعتصام في محافظات عدة، أبرزها المحاذية لصنعاء، في تصعيد للجماعة التي حذر زعيمها، عبدالملك الحوثي، الأسبوع الماضي، من خيارات مفتوحة سوف تضطر لتنفيذها جماعته في حال لم تستجب لمطالب إقالة الحكومة وإلغاء "الجرعة". ونشر الحوثيون مخيمات لمعتصميهم في مناطق مديريات همدان شمال العاصمة وفي خولان جنوب العاصمة وبني مطر غرب العاصمة، كما نصبوا خياماً مماثلة في صعدة وعمرانوحجةوذمار، وفي المناطق الشمالية والشرقية للعاصمة نصب مسلحون قبليون خيام اعتصام في مديريات بني حشيش وهمدان. ويأتي التصعيد هذا مع انتهاء مهلة قبلية كان شيوخ قبائل من صنعاء والعاصمة موالون للحوثيين توصلوا إليها قبل نحو أسبوع، وتضمنت إعطاء الحكومة فرصة 10 أيام لإلغاء قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية وتعويض أبناء تلك المناطق من المزارعين، جراء الخسائر التي تكبدوها على مدى الستة الأشهر الماضية، متهمين الحكومة بإخفاء مادة الديزل طيلة الفترة الماضية، تمهيداً لتنفيذ "الجرعة". واعتبرت مصادر قيادية في جماعة الحوثي الاعتصام "المفتوح" بمثابة خطوة أولية فقط للضغط في سبيل إقالة الحكومة وإلغاء "الجرعة"، مشيرة إلى أن اجتماعات مرتقبة لشيوخ القبائل سوف تقر الخطوات التالية للتصعيد. واعتبر الناطق الرسمي باسم أعضاء مؤتمر الحوار الوطني عن جماعة الحوثي، علي البخيتي، خيام الاعتصام المفتوحة على تخوم العاصمة بأنها تحركات لأبناء القبائل في تلك المناطق، مشيراً إلى أن تلك التحركات غير مرتبطة بجماعة معينة، "والقبائل في أكثر من بيان صادر عنهم طالبوا بإلغاء الجرعة وإقالة الحكومة". وقال البخيتي ل"اليمن اليوم" إن كل يوم يمر دون تنفيذ مطالب الناس بأنه يفاقم الوضع ويدفع نحو التصعيد، مشيراً إلى وجود تحركات قبلية ولجميع القوى من شأنها العمل على إلغاء الجرعة وإقالة الحكومة. ولم تقتصر الاحتجاجات هذه على قبائل صنعاء بقدر ما امتد الاعتصام "المفتوح" إلى محافظات عدة. ففي محافظة صعدة نصب ناشطون خيمة اعتصام وسط المدينة تنديداً ب"الجرعة" والمطالبة بإقالة الحكومة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن المئات من أبناء المحافظة تقاطروا على المخيم. ورصد مراسلو الصحيفة خيام اعتصام مفتوحة، نصبها موالون لجماعة الحوثي، أمس، في الحديدةوحجةوذماروإب وتعز. وإلى جانب مطالبهم بإقالة الحكومة وإلغاء "الجرعة" طالب المتظاهرون، أيضاً، بملاحقة مرتكبي جريمة ذبح الجنود في حضرموت، والمتورطين في محاولة اغتيال الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، الأخيرة عبر شق نفق إلى جامع منزله. من جهته، قال النطاق الرسمي باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، إن المواطنين في عدة محافظات بدأوا اعتصاماً مفتوحاً وسلمياً. وأشار عبدالسلام، في منشور في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، إلى أن نصب خيام اعتصام في محافظات صعدة، ذمار، حجة، عمران، إب، تأتي استعداداً لخيارات المطالبة بإقالة الحكومة. وكان زعيم جماعة الحوثي، عب الملك، جدد، الأربعاء، مطالبته بإقالة الحكومة، محذراً من اللجوء إلى خيارات مفتوحة لتنفيذ ذلك. وقال الحوثي، في مقابلة نشرتها صحيفة جماعته في أول إصدار لها "إن الشعب الذي خرج من أجل التغير قادر على تنفيذه"، معتبراً المظاهرات السلمية التي شهدتها صنعاء وبعض المحافظات، الأسبوع الماضي، بمثابة تحذير للمعنيين من أن "الشعب لن يرضى بتركيعه وتجويعه". من جانبها قالت مصادر قبلية محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين إن الحوثيين يستهدفون بهذا الاعتصام إسقاط العاصمة صنعاء، وذلك بمحاصرتها عبر المناطق المحيطة بها. وأجمع اثنان من القيادات القبلية اتصلت بهما "اليمن اليوم"، ورفضا الإشارة إلى اسميهما، أن (لغة السلاح) هي اللغة الوحيدة التي يجيدها الحوثيون، مشيرين إلى حصاره لعمران باسم مخيمات الاعتصام. من جانبه أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي مساعد أمين عام حزب الإصلاح الدكتور محمد السعدي، أن رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية يمثل قراراً يمنياً بامتياز فرضته اعتبارات ملحة تنصب في مصلحة المواطن اليمني البسيط والاقتصاد الوطني.. مشيراً في حديث لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ) إلى أن القرار يندرج في إطار تنفيذ حزمة من الإصلاحات النوعية الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في اليمن.