"جهاد النكاح" الداعشي، ساري المفعول في سورياوالعراق، والفتاوى التي شرعنت هذه السفالة والانحطاط، فتاوى حقيقية أصدرها مفتون في تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام، ورجال دين سنيون، وليست شائعة إعلامية لتشويه صورة تنظيم داعش، كما يشيع بعض المناصرين له.. هذه الفتاوى منشورة في مواقع إلكترونية تقرأ، وما رد بعض رجال الأزهر وغيرهم عليها إلا دليل على وجودها، وبعض الذين أصدروها مثل السلفي السعودي العريفي، والعراقي الضاري، تراجعوا عنها تحت تأثير الاستنكار، وبعض منهم لم يتراجع عن فتواه القريبة من فتاوى الدواعش، مثل السلفي الأردني ياسر العجلوني، الذي أفتى بأنه يجوز للنساء السوريات المهجرات طلب الدخول في عقد زواج "ملك اليمين" بحيث يصير الرجل سيدا للمرأة، وتصير المرأة ملكا ليمينه يتمتع بها بوسائل شرعية، ما دامت لا تجد من يغطي نفقاتها. ومن أدلة وجود هذه الفتاوى تجلياتها العملية المتمثلة في ممارسة " جهاد النكاح"، حتى قيل إن المراهقات الأوروبيات التي تحظر بلدانهم ممارسة الجنس مع القاصرات، لم يسافرن إلى سورياوالعراق لدعم الدواعش، بل لخوض مغامرات جنسية! وفي الأسبوع الماضي أكدت وزارة حقوق الإنسان العراقية حدوث حالات "جهاد النكاح"، وقيام تنظيم داعش بقتل عراقيات رفضن القيام بهذا النوع من الجهاد. إن الذين أفتوا ب"جهاد النكاح"، يستندون إلى مرويات وردت في كتب السنة، ومنها كتابا البخاري ومسلم، مؤداها أن الرسول رخص "المتعة" للمسلمين المقاتلين في زمن الحرب، لكنهم لم يذكروا أن الرسول نهى عن المتعة بعد ذلك، وصارت محرمة عند السنة إلى يوم القيامة، بل راحوا يقننون"جهاد النكاح" في صورة لا تتفق حتى مع زواج المتعة، فقد زعموا أولا أن المجاهدين الأجانب في سوريا يحتاجون إلى الإشباع الجنسي، وعلى النساء أن يتطوعن بفروجهن لتنشيط هممهم.. ولأن المجاهدين كثر، والمتطوعات قلة، فيجوز أن يعقد على المرأة عقدا مدته ساعة، ثم يطلقها ليتيح للثاني الاستمتاع بها، ثم يطلقها، ليتزوجها الثالث ساعة أو يوما، ويليه الذي بعده، وهكذا.. يعني لا عدة، ولا إشهار، ولا شيء من عقود الزواج الشرعي، ومع ذلك سكت معظم رجال الدين عن"جهاد النكاح" هذا، ولم ينكر عليه سوى قليل من شيوخ الفتوى المعتبرين، وهم في الغالب من رجال الأزهر الذين اعتبروا" جهاد النكاح" إهانة للإسلام الذي لم يسمح للرجال والنساء الاستمتاع ببعضهم إلا بزواج شرعي مكتمل الشروط والأركان، ووصفوا" جهاد النكاح" بأنه زنا صريح، وإباحة السفاح والنخاسة والرقيق الأبيض، وبهيمية مغطاة بغطاء إسلامي!