حالة من الجدل والفوضى شهدتها فعالية ما يسمى "مؤتمر تعز الجماهيري" الذي عُقد أمس في نادي تعز السياحي، تخللها انسحاب عدد من المثقفين والأكاديميين فيما وجهت شخصيات اجتماعية انتقادات لاذعة لمنظمي المؤتمر الذين اتهموهم بالسعي ل"تقزيم تعز" وتصنيفها على أساس مناطقي. وقال مراسل "اليمن اليوم" في تعز إن عددا من المثقفين والأكاديميين، انسحبوا خلال الفعالية، معربين عن استيائهم الشديد من أهداف المؤتمر التي قالوا إنها تعبر عن رغبات الشخصيات المنظمة له وليس عن أبناء المحافظة بأكملها. وأضاف المنسحبون في بيان صادر عنهم إن "مؤتمر تعز الجماهيري وعبر أهدافه المقدمة يدعون إلى استعادة هوية تعز في الوقت الذي لم تكن تعز يوماً في تاريخها هوية مستقلة ولكنها كانت ويجب أن تبقى متميزة بطابعها المدني الثقافي الجامع والحاضن لكل أبناء اليمن". وأوضح بيان المثقفين والأكاديميين أن أهداف المؤتمر "لم تأتِ بأية إشارة للدستور ومخرجات الحوار الوطني كما أنها تدعو للتخلص من الحكم المركزي دون الإشارة للنظام الفيدرالي الذي يحد من المركزية ويتيح للأقاليم تنمية وتخطيط وإدارة موارده". وفي السياق انتقد البرلماني عبدالسلام الدهبلي اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي قال إنها "قزمت تعز إلى حجم أقل بكثير مما تستحقه، حيث غيب المؤتمر حضور الشخصيات البارزة والهامات الوطنية السياسية في تعز والمكونات الفاعلة ومنظمات المجتمع المدني". وطلب الدهبلي، في كلمته عن الشخصيات الاجتماعية، من هيئة المؤتمر "أن يجعلوا من هذا اليوم يوم استدعاء شامل لكل أبناء تعز لمؤتمر وطني واسع يقام في ميدان الشهداء". وعبر عدد من المشاركين في ما سمي "مؤتمر تعز الجماهيري" عن استيائهم الشديد لطريقة التنظيم وكذلك ميثاق العمل المنبثق عن المؤتمر والتوصيات الصادرة في ختامه، وأوضح بعضهم بالقول: "من يريد معرفة حجم حضور تعز الفعلي فعليه قراءة ميثاق العمل الجماهيري المزعوم الذي انبثق من قائمة المؤتمر والمعد سلفا لتوجهات ورغبات لأفراد يزعمون أن تعز مختزلة بأهدافهم ورغباتهم وبالنظام الأساسي المرفق خلف الميثاق الذي يؤشر عن غياب الأكاديميين والمفكرين والسياسيين والمثقفين في أسلوب إعداده ولهجته ومصطلحاته الهزيلة"، حد تعبيرهم. وأعلن "مؤتمر تعز الجماهيري" رفضه للإعلان الدستوري لجماعة الحوثي وحملها تداعيات ما وصفه ب"الانقلاب على العملية السياسية". ودعا في بيان صادر عنه جميع القوى السياسية إلى رفض "المليشيات المسلحة"، مطالباً السلطة المحلية في المحافظة إلى البدء بالخطوات التنفيذية اللازمة لتأسيس إقليم الجند. كما تم تزكية 33 شخصية لرئاسة هيئة مجلس العمل الجماهيري على أن يتولوا التواصل مع الأحزاب السياسية والمكونات المجتمعية لتوسيع المشاركة. يذكر أن ما يسمى (مؤتمر تعز الجماهيري) عُقد تحت شعار (من أجل شراكة حقيقية في الثروة والسلطة وبناء الدولة الاتحادية) بتنظيم من أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتهم حزب الإصلاح، وسط مقاطعة من المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني، ورفض تام من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيين".