أصيب مشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة، أمس، أثناء مواجهات بينية لمسلحين يتبعون اللجان الشعبية في عدن، التي استقدمها شقيق الرئيس المستقيل، هادي، من أبين، فيما واصلت عناصر القاعدة انتشارها المسلح والمعلن في أكثر من محافظة جنوبية بما فيها عدن، وأنباء عن محاولات للصلح بين التنظيم الإرهابي ولجان أبين لوقف المد الحوثي. وقال مصدر أمني في عدن ل"اليمن اليوم" إن مواجهات بين عدد من مسلحي اللجان دارت في منطقة البساتين، مديرية دارسعد، إثر خلافات شخصية، مشيرا إلى أن اللجان نقلت أحد المصابين (محمد النهدي) إلى مشفى في المحافظة وفرضت عليه حراسة مشددة بعدما تبين أنه "أحد عناصر القاعدة". نشاط القاعدة في عدن تزايد، اليومين الماضيين، مع إعلان التنظيم، الأحد، محافظة عدن "ولاية جديدة" إلى جانب ولاياته السابقة: "أبين، حضرموت، شبوة، لحج". ودعا التنظيم في بيانه الذي بثه على صفحته في تويتر إلى الاقتداء ب"داعش" في العراق. كما توعد بشن هجمات ضد الحوثيين ، محذرا من الاقتراب من مقراتهم أو المشاركة في تجمعاتهم. حضور القاعدة في عدن بدأ، الأسبوع الماضي، بصورة علنية حيث هاجم مسلحو التنظيم ،بالأسلحة الآلية، السجن المركزي في محاولة لتحرير سجينين من التنظيم، سبقه تبني التنظيم 4 عمليات اغتيالات، خلال أيام، طالت ضباطا في الأمن السياسي والاستخبارات العسكرية ومحققا في أمن شرطة دار سعد. وعممت وزارة الداخلية، الأحد، أسماء: (علاء باعمر، عبد القادر الصومالي، محمد العود .. وآخرين) بصفتهم متورطين في الهجوم على السجن ومحاولة تهريب المتهمين بالانتماء للقاعدة "صالح منصر، صالح أمذوري". ووقع الهجوم أثناء تظاهرة لعناصر متشددة دينياً طالبت بإطلاق سراح القياديين سالفي الذكر، وفقا لمصدر أمني. وصعد نشاط التنظيم من المخاوف الأمنية في عدن. وكشف مصدر أمني ل"اليمن اليوم" عن مذكرة أمنية بعثتها الداخلية، الأحد، لمدير أمن عدن تطالبه فيها برفع درجة الاستعداد في محيط المصارف والبنوك الحكومية والخاصة. وقال المصدر إن المذكرة الأمنية كشفت عن مخطط، تعده عناصر التنظيم في عدن ، ويهدف إلى السطو على بنوك ومصارف لتمويل نشاط التنظيم في "ولاية عدن". كما أشارت المذكرة إلى أن انتشار مسلحين ومسلحي لجان هادي في شوارع عدن سهل عملية تنقل عناصر التنظيم بين المديريات . وحد تقليص دور الأمن من الرقابة الأمنية على تحركات عناصر التنظيم حيث شوهد عدد منهم في مديرية البريقة، مطلع الأسبوع، يجوبون شوارع رئيسة وفرعية على متن دراجات نارية وعليها شعارات التنظيم.، وفقا لمصدر أمني. نشاط التنظيم العلني في عدن يأتي بالرغم من الإجراءات الأمنية التي تفرضها وحدات أمنية موالية للرئيس المستقيل، واللجان الشعبية التابعة لشقيقه، على عدن، قبيل وصوله إليها السبت قبل الماضي، فضلاً عن إعلان سفارات عربية وأجنبية آخرها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة، استئناف نشاطهم الدبلوماسي من عدن. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عناصر التنظيم تنتشر بصورة كبيرة وتخيم في شريط حدودي بين عدنولحج ، وعدنوأبين. وتلك المناطق مشهورة بكثافة أشجارها و"خبوتها " الواسعة. وينطلق مقاتلو التنظيم، وفقا للمصدر، من مزارع - باتت معسكرات سرية للتنظيم- في تلك المناطق. القاعدة في شبوة تعزز مقاتليها على حدود البيضاء نشر مقاتلو تنظيم القاعدة آلياتهم العسكرية صباح أمس، على أطراف مديرية بيحان محافظة شبوة الحدودية مع محافظة البيضاء، تحسباً لتمدد أنصار الله (الحوثيين) نحو شبوة.. فيما يواصل مسلحوها انتشارهم لإسقاط لحج، والظهور العلني في عدن. وقالت مصادر قبلية في محافظة شبوة ل"اليمن اليوم" إن أنصار الشريعة (فرع التنظيم العالمي للقاعدة) نشروا أمس مقاتليهم بينهم أجانب في أطراف بيحان الحدودية مع مديريات (ناطع، نعمان، مسورة) التابعة لمحافظة البيضاء، معززين بدبابات ومصفحات، وعزا المصدر هذا الانتشار إلى معلومات عن استعدادات لدى جماعة الحوثيين للتقدم نحو مديرية ناطع بعد سيطرتهم على مديرية الملاجم، التي تبعد عن بيحان 160 كيلومتراً. وكان (أنصار الشريعة) سيطروا على مديرية بيحان وأعلنوها ولاية إسلامية بعد استيلائهم على المعدات والأسلحة التابعة للواء 19 مشاة، والمقرات الأمنية والعسكرية وانتشارهم بكامل الأسلحة في المديرية. وأضافت المصادر أن القاعدة تحاول كسب تأييد عدد من قبائل بيحان الرافضة لتواجدهم في المنطقة، باستخدام ورقة الحوثيين وترهيب المجتمع المحلي من تمددهم إلى بيحان بعد سيطرتهم على معظم محافظة البيضاء بما فيها عاصمة المحافظة، كما استحدثت القاعدة معسكراً تدريبياً للمجندين ولجانها الشعبية بإشراف قيادات جهادية، حسب المصادر. وتابعت المصادر: إن مقاتلي القاعدة المتمركزين في عزان وحوطة ميفعة توافدوا إلى مديرية بيحان للانضمام إلى المقاتلين المنتشرين في المديرية بالإضافة إلى وصول عدد آخر من مديريتي حريب ووادي عبيدة محافظة مأرب. تعزيزات مكثفة لإسقاط لحج وفي محافظة لحج انتشرت قوة عسكرية كبيرة مشتركة من المنطقة العسكرية الرابعة واللواء 201 محور العند، في مدينة الحوطة، بعد ساعات من انتشار مقاتلي تنظيم القاعدة وظهورهم بشكل علني في المدينة ورفع أعلام التنظيم، ومطالبة المواطنين مبايعة أمير ولاية لحج. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري رفيع في المحور إن قوات عسكرية من المحور والعسكرية الرابعة انتشرت في مداخل ومخارج مدينة الحوطة أمس، بالدبابات والمصفحات والمدرعات بعد ساعات من دخول تنظيم القاعدة بأسلحتهم إلى المدينة على متن الشاصات والهايلوكسات، بينهم قيادات أجنبية ورفع أعلام التنظيم في الشوارع، ومطالبتهم المواطنين بمبايعة أمير ولاية لحج، وعدم التعامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية العليا في صنعاء بحجة أنها تدار من قبل الروافض، حسب قولهم في إشارة إلى الحوثيين. وأضاف المصدر أن القوة أنزلت أعلام (أنصار الشريعة) من المباني الحكومية والسكنية واستحدثت عدداً من نقاط التفتيش في مداخل المدينة، وإعلان حالة الاستنفار بعد معلومات عن مخطط القاعدة في غزو المدينة خلال الساعات القادمة والسيطرة عليها وإعلانها ولاية إسلامية. مشيراً إلى أن قوات مكافحة الإرهاب (النخبة) وصلت من المنطقة العسكرية الرابعة إلى المحافظة وتمركزت في قاعدة العند العسكرية، استعداداً لتنفيذ عمليات مداهمات لعدد من المزارع التي تتخذها العناصر الإرهابية معقلاً لها. وتابع المصدر: إن مقاتلي القاعدة توجهوا بعد تجولهم في مدينة الحوطة إلى معاقلهم في مزارع (الحمراء، طهرور، وثعلب).. ووفقاً للمعلومات المتوافرة لدى جهاز الاستخبارات العسكرية إن مقاتلين أجانب وآخرين شاركوا في معارك رداعوأبين، متواجدين في تلك المزارع، ولديهم خبرة قتالية كبيرة. وشهدت محافظة لحج عدة عمليات إرهابية نفذتها عناصر التنظيم أبرزها الهجوم على قاعدة العند العسكرية بصواريخ (غراد) وسقوط عدد منها على مساكن قوات المارينز المتواجدة في قاعدة العند. القاعدة تحاول التصالح مع لجان أبين في محافظة أبين نشبت خلافات بين أعضاء المجلس التأسيسي للجان شعبية لودر (لجان هادي) حول سعي القاعدة للصلح مع اللجان. وقالت قيادات في اللجان الشعبية ل"اليمن اليوم" إن أعضاء المجلس التأسيسي للجان لودر عقدوا اجتماعاً طارئاً أمس، برئاسة الشيخ قاسم سالم الجنيدي، لمناقشة مقترح تنظيم القاعدة بعقد صلح مع اللجان الشعبية للوقوف إلى جانبهم في ظل تمدد الحوثيين وسيطرتهم على محافظة البيضاء، وسعيهم للسيطرة على مكيراس الحدودية مع لودر، والتي تعتبر مدخلاً للمحافظات الجنوبية. وأضافت القيادات إن خلافات نشبت حول هذا المقترح وأبدى (35) عضواً من المجلس استياءهم من نقاش هذا المقترح، حيث أن مديرية لودر عانت من القاعدة وفقدت العشرات من أبنائها أثناء مواجهتهم هذا التنظيم الإرهابي، فيما ال(25) عضوا طلبوا فرصة للتفكير في الموضوع بحجة أن الحوثيين بدأوا التقدم إلى محافظتهم، وأنهم ليس لديهم القوة الكافية لمواجهتهم وفي حال تحالفهم مع القاعدة، فقد يتمكنوا من إيقافهم.