كثف ما يُسمى ب"تنظيم داعش الإرهابي" من تواجده في بعض المحافظات الجنوبية وخصوصاً لحجوحضرموت وصولاً إلى عدن التي اتخذ منها الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي عاصمة بديلة عن صنعاء، فيما يعمل تنظيم " قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب" المعروف محليا ب"أنصار الشريعة" بكامل طاقته لإكمال سيطرته على محافظة شبوة التي سهلت له المهمة بعض القبائل المناهضة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" من خلال مساعدته في الاستيلاء على اللواء 19 مشاه بمديرية بيحان ومعسكر قوات الأمن الخاصة"المركزي سابقاً" والأمن العام وغيرها من المباني الحكومية في ذات المديرية بتاريخ 19 فبراير المنصرم. التسابق بين التنظيمين الإرهابيين "القاعدة" و"داعش" على التمدد ميدانياً في المحافظات الجنوبية، يقابله سباق تبني العمليات الإرهابية وخصوصا تلك التي تطال قيادات المؤسستين الأمنية والعسكرية وتسابق كل طرف في الإعلان بأن مسلحيه هم من نفذوا تلك العمليات، حيث شهدت الصفحات المعروفة بتبعيتها لتنظيم داعش وتلك التابعة لأنصار الشريعة خلال اليومين الماضيين هجوماً متضاداً على خلفية عمليات الاغتيال التي طالت 3 ضباط مخابرات وأمن عام في حضرموتوعدنولحج بالإضافة إلى 3 جنود من حراسة مكتب بريد الحوطة بمحافظة لحج. ونشر تنظيم " داعش" عدة تدوينات عبر موقع التواصل العالمي "تويتر" أعلن فيها تمكن ما يصفهم ب"جنود الخلافة في ولاية اليمن" من تصفية نائب مدير الأمن العام بمحافظة لحج عبدالجبار عبدالله محمد داوود، الأحد المنصرم ونهب سلاحه نوع كلاشنكوف. وقال "داعش" في تدويناته المتتابعة خلال وقت وجيز ، رصدها محرر "اليمن اليوم" إنه ( بفضل الله تمكن جنود الخلافة في ولاية اليمن بتصفية نائب مدير الأمن العام في لحج وغنم سلاحه) ليضيف في تدوينه أخرى (اسود دولة الإسلام في اليمن ولاية لحج يقطفون رأس المرتد عبد الجبار عبدالله مساعد أول في الأمن العام وغنم سلاحه)، ليأتي الرد من تنظيم أنصار الشريعة (القاعدة) بتبني العملية، موضحين في بيان عبر صفحتهم الرسمية بتويتر، أن من يصفهم ب"المجاهدين" فتحوا النيران من سلاح "كلاشنكوف" في العاشرة من صباح الأحد المنصرم على "عبدالجبار عبدالله داود" المساعد بجهاز الأمن العام لدى وجوده بمنطقة "حافة الحاو" وسط مدينة الحوطة ما أسفر عن مقتله على الفور وغنيمة سلاحه "الكلاشينكوف". وللتأكيد على أن عناصره هي من نفذت العملية قام (داعش) بنشر صورة للسلاح "الكلاشينكوف" الخاص بالمساعد عبدالجبار عبدالله، الذي ثم اغتياله. ومساء أمس الأول قُتل ثلاثة جنود من حراسة بريد "الحوطة" في لحج برصاص مجهولين، فيما اغتال مسلحان يستقلان دراجة نارية الضابط في الأمن السياسي بمحافظة حضرموت صالح خير الله وأطلق مجهول النار على العقيد في الأمن السياسي بمحافظة عدن جمال أحمد هادي. واستبق تنظيم "داعش" منافسيه في الإرهاب "القاعدة" ليتبنى تلك العمليات والاحتفاء بها، مورداً تغريدة تزامنت مع الهجوم على مكتب بريد الحوطة قال فيها " الله أكبر أسود دولة الإسلام في اليمن يستولون على مكتب البريد في ولاية لحج ويقتلون ثلاثة عساكر ويغنمون أربعة كلاشنكوف". أنصار الشريعة (القاعدة) من جهتها استبقت "داعش" لتتبنى عملية اغتيال ضابط الأمن السياسي بحضرموت صالح خيرالله، قائلة في بيانها، الذي رصده محرر "اليمن اليوم"، إن اثنين من مجاهديها يستقلان دراجة نارية فتحا النار في العاشرة وعشر دقائق من صباح الثلاثاء على "صالح خير الله" أثناء وجوده داخل سيارته في الشارع العام بمدينة "القطن" في وادي حضرموت ليردياه قتيلا على الفور قبل أن ينسحبا من موقع العملية بسلام، بحسب بيان القاعدة، إلاّ أن "داعش" قال إن من قام بالعملية هم ( أسود دولة الإسلام ولاية اليمن)، مضيفاً (أنصار الشريعة تبنت العملية كما سبق أن تبنت قتل مدير الأمن السياسي بالحديدة وعملية قتل الساحر في لحج وجميعها قامت بها دولة الإسلام باليمن). وفيما ألقى بعض مشائخ ما يُسمى بتنظيم "دولة الخلافة الإسلامية" اللوم على من أسموهم ب"إعلاميي ولايات اليمن" وقالوا انه يجب عليهم تبني العمليات أولا بأول وبشكل رسمي حتى لا يتم سرقتها من قبل أنصار الشريعة، إلا أن التنظيم رد عليهم بالتأكيد أن (هناك مكتب إعلاميي للتنظيم في "ولاية لحج" وعلى أعلى مستوى وقريباً لن يستطيعوا –أنصار الشريعة- تبني أي عملية خاصة بدولة الخلافة) . "داعش" الذي افتتح مطلع الأسبوع الجاري موقعاً للتواصل الاجتماعي يحمل اسم "خلافة بوك" على غرار "فيسبوك" كوسيلة تواصل بين قادة التنظيم وعناصرها مع أنصار التنظيم ومشجعي فكرهم، بّشر من اسماهم ب"مسلمي اليمن" بدور كبير ل"دولة الخلافة الإسلامية في اليمن" خلال الفترة القادمة. ووجه "داعش" في تدوينات متفرقة، رصدها محرر "اليمن اليوم"، الخطاب ل"المسلمين في ولايات لحجوعدنوحضرموت" بالقول : "نبشركم في الأيام القادمة بما يسركم..قريبا ترون العجيب". وأضاف في خطاب ل"المسلمين في اليمن عامة": "أن بواسل دولة الإسلام في اليمن أبو إلا نصرتكم بنصرة لا تكون إلا ببذل الدماء وتقديم الأرواح فابشروا بالنصرة يا أهل المدد"، فيما اكتفى "أنصار الشريعة" بالقول " نبشر بقدوم عاصفة قوية جدا من أبينوشبوة". وكان "داعش" قد أعلن أواخر فبراير المنصرم، عن وجود كيان له في منطقة الحوطة بمحافظة لحج ووزع بيان بذلك تلاه بيان آخر حول وجود داعش في حضرموتوعدن.