تجددت المواجهات المسلحة في مدينة تعز بين قوات الأمن الخاصة واللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" من جهة ومسلحي حزب الإصلاح مسنودين بمتمردين من اللواء 35 مدرع من جهة أخرى، فيما سقط قتلى وجرحى في اشتباكات بين أطقم من مليشيات الإصلاح بقيادة حمود المخلافي ونقطة تابعة لهم قبل لحظات من قيام تلك المليشيات باقتحام مكاتب حكومية ونهب محتوياتها واستهداف مقر المؤتمر الشعبي العام بوابل من الرصاص، في وقت واصلت طائرات العدوان السعودي غاراتها الجوية ولليوم الواحد والثلاثين على التوالي مستهدفة منزل أحد المواطنين ومخازن مياه معدنية (تفاصيل الغارات ص3) يأتي ذلك بعد يومين من استعادة السيطرة على معسكر اللواء 35 مدرع وإنهاء التمرد والسيطرة على معظم مواقع تمركز مسلحي الإصلاح. وفي هذا الصدد أفاد "اليمن اليوم" مواطنون وشهود عيان أن اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة شهدتها عدد من الشوارع وأحياء مدينة تعز صباح أمس وتواصلت حتى المساء، موضحين بأن مسلحي الإصلاح بقيادة حمود المخلافي انتشروا منذ ساعات الصباح الأولى وقاموا بقطع شارع مستشفى الثورة وشارع كلابه وحوض الأشراف ونصبوا النقاط، فيما تبادل معسكر قوات الأمن الخاصة القصف بقذائف الهاون مع مسلحي الإصلاح والمتمردين من اللواء 35 مدرع في منطقة الروضة. وبحسب شهود العيان فإن أصوات إطلاق النار والقذائف عادت من جديد إلى مسامعهم الساعة الثانية بعد ظهر أمس وخصوصا في مناطق حوض الأشراف و"حبيل الضبي" والمدينة وبجوار جامع الخير ومدرسة الشعب وشارع الحروي، لافتين إلى أن هذه الأماكن ليس فيها تواجد لأنصار الله وأن الهدف من "إطلاق نار في الهواء" كان لإيهام الناس بوجود معارك وإيصال رسالة إلى قيادة تحالف العدوان بأن مليشيات الإصلاح تخوض معارك عنيفة وتحتاج للدعم بالسلاح والمال. وكان القيادي في حزب الإصلاح حمود المخلافي طالب قيادة العدوان عبر قناة الجزيرة وصحيفة المدينة السعودية بالإسراع في دعمهم بالمال والسلاح المتطور كما حدث في بعض المحافظات الجنوبية. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر أمني إن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات عن مخطط لمليشيات الإصلاح للقيام بعمليات سطو ونهب لمكتب البريد ومكتب المالية بمديرية القاهرةبتعز، مشيراً إلى أنه تم تعزيز تلك المكاتب والمنشئات الحكومية بوحدات من اللواء 22 ميكا التابع لقوات الاحتياط "الحرس الجمهوري سابقاً" والأمن الخاصة "المركزي سابقاً" لحمايتها من أي اقتحام أو عمليات نهب. وأوضح المصدر أنه تم إطلاق النار على القوات المكلفة بحراسة مكتب البريد من قبل مليشيات الإصلاح وتم محاصرته تمهيداً لاقتحامه، إلا أن تلك –المليشيات- فرت من المكان بمجرد وصول قوات الحرس والأمن المركزي الذين قاموا بإخلاء جميع الموظفين والعملاء من المكتب وإغلاق أبوابه. اقتحام ونهب مكتب الصحة ومركز الدرن وكانت مليشيات الإصلاح قد اقتحمت مستشفى الدرن ومكتب الصحة وقامت بنهب محتوياتهما. وأوضح ل"اليمن اليوم" مصدر في مكتب الصحة أن من وصفها ب"عصابات حمود المخلافي" قامت صباح أمس باقتحام مكتب الصحة ومستشفى الدرن ونهبت خمس سيارات وطرد جميع الموظفين والتمركز في المكان. وأشار المصدر إلى أن مكتب الصحة كان قد شكل غرفة عمليات بناء على توجيهات المحافظ شوقي هائل وذلك للقيام بأعمال الإغاثة والإسعاف ونقل القتلى والمصابين نتيجة الاشتباكات التي دارت الأيام الماضية، وأن غرفة العمليات حرصت على جمع السيارات المخصصة لتلك الأعمال في مكان واحد بمكتب الصحة والتحرك من هناك يومياً إلى الأماكن المطلوب القيام بأعمال إسعاف وإغاثة فيها. وأفاد المصدر بأن سيارتي إسعاف تحركتا صباح أمس ضمن البرنامج الموضوع لها غير أن مسلحي حزب الإصلاح قاموا بإيقافهما في شارع مستشفى الثورة وإجبار السائقين على النزول وأخذ مفاتيح السيارتين، لافتاً إلى أنه بعد ذلك قدم طقم يتبع مليشيات حمود المخلافي على متنه مسلحون بالرشاشات وال"آر.بي.جي" إلى مقر مكتب الصحة ومستشفى الدرن وقاموا بالدخول إلى المكتب وتفتيشه وطرد الحراسة والتمركز فيه، مضيفاً بالقول:" بعد ذلك تواصلنا معهم وطلبنا منهم الخروج من المكتب طالما وتم تفتيشه ولم يجدوا فيه أي أسلحة كما يزعمون، إلا أنهم رفضوا وقاموا بكسر باب "بدروم" المكتب واقتحامه وأخذ سيارتين كانتا داخل البدروم من خلال كسر زجاج نوافذها بالإضافة إلى أخذ 3 لوحات معدنية خاصة بمكتب الصحة". وأفاد ذات المصدر بأن السيارتين تتبعان المشروع الأوروبي ولم يستلمهما مكتب الصحة من المشروع الأوروبي حتى لحظة نهبها من المسلحين، مشيراً إلى أن السيارتين "نوع لاندكروز تويوتا" مخصصتان لعمليات الإغاثة للمناطق النائية وهي عبارة عن عيادات متنقلة مزودة بجميع المعدات الطبية المخصصة للإغاثة، ثم قام المسلحون بعد ذلك بأخذ سيارة نوع هايلوكس تابعة لمركز الدرن والتمركز في المركز والمكتب وبعض المناطق القريبة منهما. استهداف مقر المؤتمر مقر المؤتمر الشعبي العام بمدينة تعز لم يكن بعيداً عن همجية عصابات الإصلاح بقيادة حمود المخلافي، حيث أقدمت تلك المليشيات على استهداف المقر بوابل من النيران وقذائف الرشاشات. وقال ل"اليمن اليوم" رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة تعز الشيخ جابر عبدالله غالب :إن مليشيات تتبع المخلافي وحزب الإصلاح أمطرت مقر المؤتمر بوابل من النيران من مواقع عدة بينها "جبل الضبوة" الذي تتمركز فيه المليشيات بالإضافة إلى مواقع أخرى". وأوضح الشيخ جابر أن الاعتداء لم ينتج عنه خسائر بشرية عدا الأضرار المادية التي تعرض لها المبنى نتيجة القصف، معرباً عن إدانته واستنكاره الشديدين لقيام عصابات الإخوان باستهداف مقر المؤتمر رغم عدم تعرضهم لأي اعتداء من المقر أو أي من قيادات الحزب في تعز. نيران صديقة وفي سياق المواجهات المسلحة التي شهدتها مدينة تعز أمس، أفاد "اليمن اليوم" مواطنون في حي مستشفى الثورة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين أطقم مليشيات الإصلاح ونقطة تابعة لذات المليشيات الساعة التاسعة صباحاً. وأشار المواطنون إلى أن مسلحين على متن 3 أطقم كانوا متوجهين لاقتحام مكتب الصحة ومركز الدرن وأثناء مرور الأطقم من حي مستشفى الثورة تقطع لهم مسلحون يتبعون حمود المخلافي وطلبوا منهم التوقف إلا أن الأطقم بادرت المسلحين بالرصاص لتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين ونتج عنها قتلى وجرحى بالإضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة لمكان الاشتباك بينها منزل مواطن يدعى "الجرافي". وبحسب الأهالي فإن الاشتباكات توقفت بعد تلقيهم بلاغات من قيادتهم بأنهم يتبعون جهة واحدة فيما كان كل طرف يعتقد أن الآخر من جماعة الحوثيين. إلى ذلك ذكر مراسل "اليمن اليوم" بتعز أن وحدات من اللواء 22 مدرع "حرس جمهوري" قامت مساء أمس بالانتشار في عدد من الشوارع لتأمين المكاتب الحكومية وشوهدت الدبابات وهي تتمركز في أكثر من مكان بينها مبنى المحافظة ومستشفى الثورة ومكتب المالية والبريد.
