صدَّت قوات الجيش واللجان الشعبية محاولة جديدة لقوى العدوان ومرتزقتهم للتقدم نحو باب المندب، بغطاء جوي وبحري مكثف، فيما تجددت المواجهات في عدد من المناطق بمدينة تعز. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن الجيش واللجان الشعبية المرابطين في منطقة باب المندب التابعة لمحافظة تعز تمكنوا، منتصف ليل الأحد، من صد هجوم نفذته قوى العدوان من منطقة الصبيحة بمحافظة لحج باتجاه جبال العرضي والسويدية، في باب المندب. وأوضح المصدر أن الهجوم رافقه قصف مكثف نفذته البوارج الحربية للغزاة في مياه البحر العربي، بالإضافة إلى غارات جوية على ذات المناطق، وردّت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية بعشرات الصواريخ باتجاه البوارج الحربية وتمكنت من إفشال محاولة التقدم نحو باب المندب وتكبيد الغزاة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات. وتأتي هذه المحاولة الفاشلة للزحف نحو باب المندب بعد سويعات من صد الجيش واللجان الشعبية لأربع محاولات شبيهة نفذتها قوى العدوان، أمس الأول "الأحد"، باءت جميعها بالفشل، وأُجبر الغُزاة على التراجع إلى منطقة السقيان ورأس العارة بمحافظة لحج بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح بالإضافة إلى تدمير 6 آليات مدرعة. وفي ذات السياق سخر المصدر العسكري من تكرار القنوات التلفزيونية التابعة لحلف العدوان لمزاعم السيطرة على باب المندب وذُباب، وأن قواتهم في طريقها إلى ما تصفه تلك القنوات بتحرير مدينة وميناء المخا. وأشار المصدر إلى أن المسافة بين مدينة ذباب ومنطقة باب المندب تبلغ 30 كم، وهي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية ولا معارك فيها أبداً، وإنما تتعرض لقصف جوي وبحري مكثف من قبل طائرات وبوارج العدو، كما أن المسافة بين ميناء المخا ومدينة ذباب تبلغ 46 كم، وهي أيضاً تحت سيطرة الجيش واللجان ولا معارك فيها. إلى ذلك بثت قناة "اليمن اليوم" الفضائية، أمس، مشاهد مصورة من وسط منطقة باب المندب، بعد أن نشرت وسائل إعلام العدوان أخباراً تتحدث عن السيطرة على المنطقة. وأظهرت المشاهد التي عرضتها القناة تواجد قوات الجيش واللجان الشعبية في مواقعهم العسكرية، حيث يسطرون أروع البطولات في دحر الغزاة ومرتزقتهم. وواصل، أمس، طيران تحالف العدوان غاراته الجوية على محافظة تعز، حيث أفاد "اليمن اليوم" مصدر أمني أن طيران العدو استهدف، عصر أمس، بغارتين ميناء المخا، فيما استهدف بعدد من الغارات منطقة حذران في المطار القديم ومنطقة الضباب ومفرق الذكرة في عاصمة المحافظة، دون الإشارة إلى وقوع خسائر بشرية. وتزامنت هذه الغارات مع تجدد المواجهات المسلحة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحين من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة الموالين للعدوان السعودي في مناطق ثعبات والمجلية وحوض الأشراف وبالقرب من مبنى محافظة تعز، تخللها قصف مدفعي متبادل بين الطرفين. من جهته أكد الأستاذ عبده الجندي- الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني- أن ما حدث في باب المندب نوع من الاستفزاز الهادف إلى مزيد من الإثارة للمجتمع الدولي. موضحاً في تصريح لصحيفة "الميثاق"، أن باب المندب منطقة آمنة، والملاحة الدولية تسير فيها بانتظام ولم يحدث ما يستوجب القلق، والحامية التي في باب المندب هي نفسها الحامية السابقة التي كلّفت على مدار عشرات الأعوام، تعكس فعلاً وجهة نظر مستوعبة لأهمية هذا الممر كونه ممراً دولياً غير قابل لأي عمل من الأعمال الصبيانية. وقال الجندي: إن حكومة بحاح والدافعين لها بحثت لنفسها عن بطولات زائفة في المياه العكرة، وبدلاً من أن تحترم جبهة هذه الحامية وتستوعب مسئولياتها الوطنية والدولية راحت تحشد المدرّعات الخليجية والغزاة لإحداث مشكلة، اعتقاداً منها أن هذه المشكلة سوف تثير المجتمع الدولي، متناسية أنها قد اقترفت مع شركائها فضيحة مجلس حقوق الإنسان التي أغضبت الشعوب في ما صدر عنها من القرارات التي دعت إلى التحقيق مع الضحية وتحوَّل فيها الجلاد إلى محقق. مؤكداً أن "ما حدث لهؤلاء الغزاة في باب المندب من رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه، يؤكد فعلاً استيعاب المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله مسؤولياتهم الوطنية والقومية والدولية في هذا الممر الدولي الذي سيبقى آمناً يؤدي رسالته الاقتصادية تجاه العالم بأسره". وأكد أنهم "كانوا يبحثون عن بطولة ولكن في المياه العكرة، وبالتأكيد سيظل البحث قائماً رغم أنهم يعلمون مسبقاً أن النتيجة سالبة، وأن رئيس الوزراء كان يبحث له عن مكان آمن في البحر ليتصوَّر فيه ويبعث بصوره، وإن كانت خاطئة فقد جعلت وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد يبشّر الحاضرين في الأممالمتحدة ولكن بمعلومات تبيّن بعدها أنها لا تقل زيفاً عن تلك الصور التي التقطت في سد مأرب". ودعا الجندي دول الخليج إلى مراجعة مواقفهم والتراجع من الخطأ إلى الصواب، "فنحن لا نتطاول عليهم بذلك، ولكننا ندعوهم بحرص ونقول لهم: إن ما يُبنى على باطل فهو باطل، وإن القوة دائماً هي الحق، لأن الحق كما قلنا فوق القوة، والباطل عمره قصير". وقال: إن القيادات المرتهنة المتنمرة اليوم هي نمور من ورق تتساقط أمام صمود وصلابة إرادة الشعوب، مؤكداً "إن الدماء اليمنية التي سُفكت وأرواحهم التي أُزهقت لن تقبل بهذا النوع من الحكَّام الخونة، الذين نؤكد لهم أنه يكفينا شرفاً أننا إذا هُزمنا فقد هُزمنا أمام قوة العالم بأسره، وإذا انتصرنا فقد انتصرنا على جبابرة القوة، وذلك مدعاة للفخر الناتج عن الثقة بالنفس".