اضطرت النساء في عدن، مؤخراً، إلى الاستعانة بالحطب كبديل لمادة الغاز المنزلي المتوفر في السوق السوداء بأسعار باهظة، بينما لجأت أخريات لتحميص "الحلص" لمواجهة حمى الضنك التي عادت لتفتك بالأهالي، رغم الزخم الإعلامي للإنجازات الوهمية في القطاع الصحي بالمدينة. وتناقل ناشطون جنوبيون، أمس، صوراً في مواقع التواصل الاجتماعي للعديد من النسوة يحملن على رؤوسهن رزماً كبيرة من الأشجار المقطعة، مشيرين في تعليقاتهم على الصور إلى أن الحطب بات المادة الوحيدة لتحضير الطعام في المدينة. كما تداولوا أيضاً صوراً لطوابير طويلة لمواطنين مرابطين منذ أيام أمام محطات الغاز بانتظار وصوله. وأفاد الناشطون بأن الغاز المنزلي بات الكابوس الذي يقضُّ مضاجع أهالي المدينة منذ نحو شهرين. ويتوفر الغاز المنزلي فقط في أسواق سوداء منتشرة في مديريات المحافظة، وتحظى تلك الأسواق بحماية الفصائل المسلحة المسماة ب"المقاومة". وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن سعر اسطوانة الغاز في عدن يتراوح بين (8- 12) ألف ريال، مقارنة بسعره الرسمي الذي لا يتجاوز ال ألف ومائتي ريال. وكانت عدن شهدت مؤخراً تظاهرات وقطعاً للشوارع في مديريات مختلفة تنديداً بانعدام مادة الغاز. وفي سياق تدهور الوضع في المدينة، كشفت مصادر طبية ل"اليمن اليوم" عن استقبال مستشفيات المدينة، خلال الأيام القليلة الماضية، قرابة (50) حالة إصابة بحمى الضنك، مشيرة إلى أن اغلب الإصابات تنتشر في مديريات (التواهي، المنصورة، كريتر، البريقة). وأشارت المصادر إلى وجود حالات إصابة كبيرة في أوساط سكان الأحياء الفقيرة. وتعاني أحياء عدة في عدن من مشكلة طفح المجاري "الصرف الصحي". وقالت المصادر إن استمرار مياه الصرف في الشوارع ساعد بانتشار البعوض في المدينة وكذا الذباب الناقل للحمى، مشيرة إلى ضرورة إجراء رش مبيدي لمواجهة ظاهرة انتشار الضنك. على الصعيد الأمني، تواصلت التصفيات بين قادة الفصائل المسلحة في المدينة، حيث اغتال مسلحون مجهولون سائق تاكسي في مدينة المنصورة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مجهوليْن يستقلان دراجة نارية اعترضا سائق تاكسي في شارع خليفة وباشرا بإطلاق النار وأردياه قتيلاً على الفور، مشيرة إلى أن هوية القتيل لا تزال مجهولة. وتعد تلك ثاني عملية قتل في غضون 24 ساعة، إذ باتت عمليات القتل والاغتيالات تنشط في المدينة بصورة شبه يومية. وتأتي تلك العمليات في إطار تصفيات بين مرتزقة العدوان منذ أشهر، وتصاعدت حدتها مؤخراً. من جانبه كشف عادل الحالمي، قيادي سلفي، بأن الخلاف بينه وبين قيادي آخر في الحراك الجنوبي بسبب شحنة أسلحة اعترضها مسلحو الحالمي وقاموا بتسليمها إلى القيادي السلفي، هاشم السيد. ونفى الحالمي بأن يكون القيادي في الحراك، أحمد الإدريسي، يقف وراء محاولات اغتياله. وكان (3) من مرافقي الحالمي أصيبوا، بينما قتل اثنان من خصومه خلال مواجهات شهدتها المنصورة، اليومين الماضيين. نهب سيارة قاضٍ في سياق متصل، اعترض مسلحون مجهولون، أمس، قاضياً يدعى محمد خميس، ونهبوا سيارته. وأفادت مصادر أمنية "اليمن اليوم" أن القاضي كان يمر في جولة كلتكس- مديرية المنصورة، عندما استوقفه المسلحون وباشروا بتصويب أسلحتهم إلى صدره، مشيرة إلى قيام المسلحين بنهب السيارة ولاذوا بالفرار. وباتت أعمال النهب سهلة، حيث بات السلاح متوفراً في متناول الجميع وبأسعار وصفتها مصادر أمنية بال"بخسة". صراع الفار وحكومته زاد من معاناة الأهالي في مدينة عدن، حيث كشفت مصادر في عدن ل"اليمن اليوم" عن توجيه رئيس حكومة هادي، خالد بحاح، لعدد من وزراء حكومته باستئناف أعمالهم من محافظة مأرب، وذلك رداً على هادي الذي وجَّه وزير خارجيته، رياض ياسين، بافتتاح مقر لوزارته قبيل الاتفاق على مقر ممارسة الحكومة لنشاطها. ويأتي توجيه بحاح لوزرائه بعد يوم على تفجير استهدف سيارة وزير الإشغال، وحي أمان.