فشلت جهود دبلوماسية في إقناع وفد مشاورات الرياض في الكويت بالعدول عن تعليق مشاركته، فيما فشل الأخير في إقناع الأوساط الدبلوماسية بوجاهة "مبرراته"، مصراً على اختلاق معركة في معسكر ومنطقة جغرافية خارج نطاق سيطرته. وتعرض معسكر لواء العمالقة مديرية حرف سفيان، شمال محافظة عمران ل59 غارة جوية منذ بدء العدوان السعودي، خلفت 14 شهيدا و28 جريحا من منتسبي اللواء ودمار شبه كلي لمنشآت المعسكر، مقر القيادة، وشؤون الافراد، وتدمير 3 دبابات، وإعطاب أخرى، وتدمير مدفعين ذاتية الحركة، وعربات عسكرية أخرى، فيما يزعم وفد الرياض أن لواء العمالقة محايد وأنه تعرض السبت لاقتحام من قبل (الحوثيين). وزعم عضو وفد الرياض عبدالعزيز جباري في تصريح ل"الشرق الأوسط" أن لواء العمالقة كان منوط به مهام مستقبلية في إطار التسوية السياسية. وقالت قناة الحدث السعودية إن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ وحكومة الكويت، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني قادوا أمس جهودا مكثفة لإقناع ما أسمته "وفد الحكومة اليمنية" العودة للمشاركة في المشاورات التي تعثرت أمس لليوم الثالث على التوالي.. مشيرة إلى أن (الوفد) لا يزال يرفض استئناف المفاوضات، لكنه أكد على بقائه في الكويت. إلى ذلك انتهى هجوم فاشل أمس في مديرية المتون، محافظة الجوف بأسر قرابة 13 مرتزقا، فضلاً عن مصرع 6 وجرح 3 آخرين وانكشاف مرامي العدوان حول (معسكر لواء العمالقة في حرف سفيان). وقال ل"اليمن اليوم" مصدران عسكري وقبلي إن مجاميع من مرتزقة العدوان المتمركزين في المناطق الشرقية بمدينة المتون، مركز المديرية، توغلوا فجر أمس حتى وصلوا وسط المدينة قبل أن يجدوا أنفسهم في كمين محكم. وأوضح المصدران أن مواجهات عنيفة اندلعت ولكن سرعان ما أعلن المهاجمون استسلامهم بعد إحكام الحصار عليهم من جميع الجهات، ومصرع 6 منهم وجرح 3 آخرين وتدمير آليات. وقال ذات المصدر العسكري إن محاولة مرتزقة العدوان التوغل والسيطرة على مركز المديرية، ذات صلة بمخطط يستهدف معسكر لواء العمالقة في مديرية حرف سفيان محافظة عمران. وبحسب المصدر فإن مخطط العدوان يستهدف سرعة استكمال السيطرة على مديرية المتون، يليها اقتحام مديرية المطمة ذات الأراضي المكشوفة، وصولاً إلى الجبل الأسود في حرف سفيان وإسقاط معسكر لواء العمالقة، بهدف قطع الطريق كلياً عن إمدادات الجيش واللجان في الجوف من جهتي صعدة وعمران، وهو ما يمكّن المرتزقة من استكمال السيطرة على مناطق الجوف بعد أن فشلت كل محاولاتهم التمدد خارج مدينة الحزم، فضلاً عن فتح جبهة في محافظة عمران. من جانبه، قدم الوفد الوطني المكون من (المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله) أمس شرحاً عما شهدته مشاورات الكويت خلال الأيام الماضية، وما يقوم به الطرف الآخر من عرقلة متواصلة للجلسات. كما استعرض (الوفد الوطني) خلال لقائه أمس أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني رؤيتهم المتكاملة للحل السياسي والعسكري والأمني المقدمة إلى طاولة المشاورات برعاية الأممالمتحدة، والتي حرصت على التوافق والشراكة بين جميع الأطراف في صياغة مستقبل اليمن على عكس رؤية الطرف الآخر، التي تلغي الآخرين وتقصيهم ولا تنظر إلا لمصالح الطرف الآخر الشخصية. مجددين تأكيدهم على البقاء في الكويت حتى إنجاح المشاورات والوصول إلى حل يفضي إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني ويوقف الحرب ويرفع الحصار ويحقق السلام ويعيد الحياة في اليمن إلى طبيعتها.