توالت أمس ردود الأفعال على المستويين الدولي والمحلي تجاه تراجع الأممالمتحدة واستجابتها للضغوط والإغراءات السعودية، بسحب التحالف العسكري السعودي من قائمتها السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال النزاعات. ودان الوفد الوطني (المؤتمر وأنصار الله) المشارك في مشاورات الكويت، سحب الأممالمتحدة التحالف السعودي من قائمة المنتهكين لحقوق الأطفال في بلادنا، معتبرين استجابة الأممالمتحدة للابتزاز والضغوط عملا غير أخلاقي ولا إنساني. ووفق آخر إحصائية لوزارة الصحة، فقد قتلت طائرات تحالف العدوان السعودي (1601) طفلا وطفلة وجرحت نحو (2258)، وحرمت مليوناً و800 ألف طفل وطفلة من التعليم ، و400 ألف طفل وطفلة يعانون من انعدام الغذاء، فضلاً عما خلفته غارات العدوان من أضرار نفسية لدى آلاف الأطفال. واتهمت منظمة العفو الدولية الأممالمتحدة بممارسة "مداهنة مخزية" بعد القرار الأخير، بينما أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش إن المنظمة الدولية "رضخت لضغوط السعودية". ووصفت هيومن رايتس قرار الأممالمتحدة برفع السعودية من القائمة السوداء ب"المقلق" واصفة ذلك بأنه انحطاط للأمم المتحدة. ووصف نائب مدير برنامج المرافعة الدولية في هيومن رايتس ووتش فيليب بولوبيون، قرار رفع التحالف السعودي من القائمة السوداء بالمقلق للغاية، وانحطاطا جديدا في الأممالمتحدة، فيما يخصّ الانتهاكات السعودية ضد الأطفال في اليمن وتبييض تحت الضغط للسعودية بقوّة من قائمة العار". ووصف فيليب الخطوة بالتخبط الصادم من قبل الأممالمتحدة لإزالة السعودية من قائمة العار للانتهاكات ضد أطفال اليمن، واضعا له في إطار التسييس العار والمكشوف. وفي السياق، قال سجاد محمد ساجد، المدير القُطري لمنظمة أوكسفام في اليمن: "يبدو أن السلطة السياسية والنفوذ الدبلوماسي أعاقا من واجب الأممالمتحدة لفضح المسؤولين عن قتل وتشويه أكثر من ألف من الأطفال في اليمن". وأضاف، أن "قرار شطب التحالف السعودي من القائمة السوداء يعد فشلاً أخلاقياً ويتعارض مع معايير الأممالمتحدة في الوقوف ضد تلك الانتهاكات". وتابع: "إن قتل الأطفال في منازلهم، وفي المدارس والمستشفيات لا ينبغي أن يستر الجناة تحت السجادة، وعندما تحدد الأممالمتحدة جرائم مثل هذه، فإنه يحتاج إلى العمل قدماً وليس التراجع، بغض النظر عن من هم الجناة". وكشفت صحيفة "التلغراف" أن شطب الأممالمتحدة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من القائمة السوداء لقتل الأطفال أتى استجابة لضغوط مورست على المنظمة الأممية. وقالت الصحيفة البريطانية إن إقدام الأممالمتحدة على هذه الخطوة أثار غضب نشطاء في مجال حقوق الإنسان، لكون الأممالمتحدة استجابت للضغوط، مستشهدة بتغريدة لنائب مدير برنامج المرافعة الدولية "فيليب بولوبيون" كتب فيها: "مستوى جديد من الانحطاط في الأممالمتحدة فيما يخص الانتهاكات السعودية ضد الأطفال في اليمن وتبييض تحت الضغط. السعودية تنتمي بقوة إلى قائمة العار". أضاف بولوبيون في تغريدة أخرى:"تخبط صادم من قبل الأممالمتحدة لإزالة السعودية الآن من قائمة العار للانتهاكات ضد أطفال اليمن. تسييس عارٍ ومكشوف". صحيفة "رأي اليوم" الصادرة من لندن كان لها رأي.. واستبعدت على لسان مراقبون أن تتراجع الأممالمتحدة في قرارها ضم التحالف السعودي في القائمة السوداء بقتل الأطفال دون تعهد حقيقي من السعودية بوضع حد لهذه الحرب خلال الأسابيع المقبلة والابتعاد عن قصف المدنيين. وأضافت على لسان مصدر وصفته "عليم" بعمل الأممالمتحدة، أن مراجعة الأممالمتحدة للائحة قد يؤدي الى التخفيف من الاتهامات، لكن في المقابل شكل إنذارا خطيرا للرياض بالكف عن ضرب المدنيين والبحث عن حل سلمي في أقرب وقت لتفادي الأسوأ مستقبلا. ويضيف المصدر "شهدت أروقة الأممالمتحدة تحركا للدول العربية المنضوية تحت لواء "عاصفة الحزم" لإبطال قرار الأمين العام بوضعها على اللائحة السوداء لأنها تدرك أن بقاءها في اللائحة قد يكون مقدمة للجمعيات الدولية برفع دعاوى ضدها". وعلى الصعيد المحلي، أدان المجلس الأعلى لاتحاد منظمات المجتمع المدني سحب قرار الأممالمتحدة الصادر قبل يومين الخاص بإدراج النظام السعودي ضمن القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الطفولة في اليمن. واستنكر المجلس في بيان صادر عنه تراجع الأممالمتحدة عن موقفها تجاه اليمن والجرائم التي يرتكبها النظام السعودي وحلفائه بحق أبنائه على الرغم من أن القرار لم يتجاوز الأوراق التي كتب عليها، ولم يرتقِ إلى المستوى المسئول لمنظمة تتشدق وتتغنى بدورها الإنساني الذي يخالف كل المبادئ والمواثيق الإنسانية والقانونية التي أُنشئت من أجلها. وأكد البيان أن التقرير الذي تم نشره كان مبنياً على الأدلة والوثائق والبراهين التي بموجبها يجب إحالة النظام السعودي وشركائه إلى المحاكم الدولية لينال القصاص الرادع ليكون عبرة للأنظمة التي تنتهك حقوق الشعوب وترتكب جرائم الحرب والإبادة. وأشار المجلس إلى أنه رصد ووثق العديد من الجرائم التي تم تسجيلها بمكاتب الأممالمتحدة كجرائم حرب وإبادة، وأنه يملك من الأدلة والوثائق والبراهين ما يوضح ذلك وسيتم كشفها لاحقاً. واعتبر البيان الخطوة التي أقدمت عليها الأممالمتحدة انتهاكاً صارخاً للمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية واتجاراً واضحاً بدماء البشر وأرواحهم.. داعياً كل الأحرار في العالم إلى إدانة هذه الخطوة بكل الوسائل المشروعة. وكانت الأممالمتحدة قد أصدرت تقريرا بعنوان "الأطفال والصراع المسلح" الخميس الماضي وضعت فيه التحالف بقيادة السعودية في القائمة السوداء وحملته المسؤولية عن 60 في المائة من الوفيات والإصابات بين الأطفال في اليمن العام الماضي. ووفقا للتقرير، يعد التحالف مسؤولا عن مقتل 510 أطفال وإصابة 667 آخرين إضافة إلى نصف عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات في اليمن.