من المتوقع أن يؤدي المجلس السياسي الأعلى اليمين الدستورية في جلسة البرلمان صباح اليوم بعد منحه الثقة كمجلس حكم أعلى لإدارة شئون البلاد وبدأ مجلس النواب أمس السبت، بعد انقطاع استمر عشرين شهراً، عقد جلساته من دورة الانعقاد غير العادية برئاسة رئيس المجلس الأخ/ يحيى علي الراعي، والذي تستمر لمدة 15 يوماً. وشن ناشطون من حزب الإصلاح هجوماً حاداً في وسائل التواصل الاجتماعي على عضو الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح زيد علي الشامي لمشاركته في جلسة أمس. وصوت البرلمان بالموافقة على الاتفاق السياسي الموقع في 28 يوليو الفائت بصنعاء بين القطبين الفاعلين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم عقب إدراجه في جدول النواب بناءا على طلب موقع من أزيد من سبعين نائبا. وأعلن النواب خلو 26 مقعدا من بين 301 مقعد هي القوام الكلي لمقاعد مجلس النواب اليمني. وشارك في الجلسة أعضاء من مختلف الكتل السياسية، بما فيهم حزب الإصلاح، والمناطق اليمنية بينهم أعضاء على فراش المرض، النائب من منطقة العدين محافظة إب -200 كم جنوبصنعاء- رشاد الشعوري، ونفس المسافة قطعها طريح الفراش من منطقة السخنة بالحديدة النائب علي محمد سالم عطية. وفي بداية جلسته التاريخية المستوفية نصاب الانعقاد الدستوري والقانونية بواقع 143 عضواً –بعد استبعاد المقاعد الشاغرة نتيجة الوفاة- قرأ المجلس الفاتحة ترحماً على أعضاء المجلس الذين قضوا نحبهم ما بين الفترة الماضية والحالية وكذا كافة شهداء الوطن من مدنيين وعسكريين جراء الحرب التي شنها تحالف العدوان بقيادة السعودية.. سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الجميع بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته. ويحدد النصاب القانوني للجلسة حضور 151 عضواً من أصل 301 عضو بعد استبعاد المتوفين (26) يكون النصاب القانوني اللازم (137) عضواً. ورحب رئيس مجلس النواب، يحيى الراعي في مستهل كلمته بكافة الحاضرين وحرصهم الشديد على حضور هذه الجلسة رغم ما يعانيه البعض من آلام مرضية، لافتاً إلى أن المجلس ووفقاً لمهامه الدستورية مسؤولاً عن اليمن بكافة محافظاته، داعياً أعضاءه المتواجدين خارج الوطن إلى مراجعة مواقفهم السابقة وأن الأيادي ممدودة لهم لشغل مقاعدهم بالبرلمان ، مؤكداً على أهمية لم الشمل مفيداً أن اليمن تتسع لكافة أبنائها. ثم ألقى عضو هيئة رئاسة المجلس أكرم عبدالله عطية كلمة هيئة رئاسة المجلس بهذه المناسبة وقال: نعقد هذه الجلسة في ظل ظروف صعبه وقاهرة، مؤكداً أن عزيمة نواب الشعب تتواكب مع عزيمة الجماهير اليمنية في الصبر والصمود لمواجهة تحالف العدوان الصلف الذي تقوده السعودية. وأشار إلى أن نضالات نواب الشعب تستهدف تحقيق انتصارات جديدة في مضمار صد تحالف العدوان الذي يواجه شعبنا. وأفاد عضو هيئة رئاسة المجلس أكرم عبدالله عطية أن نواب الشعب كذلك يعملون في مواصلة تحقيق الانتصارات الوطنية المرسومة أمامهم في المجالين التشريعي والرقابي وغيرها من المهام الوطنية. لافتاً إلى أن نواب الشعب يحيون الجماهير اليمنية وقواه الوطنية وأبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية الذين سطروا ويسطرون أروع الملاحم في الصبر والصمود الأسطوري في مواجهة تحالف العدوان السعودي الهمجي ، وقدموا التضحيات الجسام وقوافل الشهداء في سبيل الدفاع عن اليمن وأمنه واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه. وتمنى عطة في كلمة هيئة رئاسة المجلس لأعضاء المجلس التوفيق والنجاح في إنجاز مهامهم الراهنة والقادمة إضافة إلى ما تم إنجازه في فترات سابقة. وقدمت هيئة رئاسة المجلس تقريراً حول خلو المقاعد لأعضاء المجلس المتوفيين في الدوائر التالية: واستمع المجلس إلى الاتفاق الموقع بين القطبين الفاعلين المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم، بعد أن وافق المجلس على إدراج هذا الاتفاق في جدول أعماله في ضوء طلب عدد من أعضاءه وبارك المجلس هذا الاتفاق السياسي الذي تمخض عنه المجلس السياسي لإدارة شئون البلاد وتوحيد الجهود لمواجه تحالف العدوان السعودي. وأشار نواب الشعب إلى أن مجلس النواب سيكون عوناً للمجلس السياسي في إداء المهام التي شكل من أجلها. وقد تحدث في الجلسة عدد من أعضاء المجلس وعلى رأسهم الدكتور عبدالباري دغيش، عضو كتلة عدن البرلمانية، والشيخ عبده بشر-رئيس تنظيم الأحرار، حيث أشاروا في مداخلاتهم إلى أن توافدهم منذُ الصباح الباكر لحضور الجلسة ينطلق من استشعارهم مسؤولية الأمانة الوطنية التي حملها إياهم الشعب كممثلين له. وفي الوقت نفسه حمل الدكتور دغيش في مشاركته كافة القوى السياسية مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في البلاد. وأدان نواب الشعب بأشد العبارات تحالف العدوان السعودي الذي أطلق العنان لأحقاده وآلته العسكرية في استهداف كل ما استطاعت صواريخهم وقنابلهم الآثمة الوصول إليه دون أن يستثنوا من ذلك المنشآت الخاصة والعامة. وفي مقطع فيديو، أعلن 10 برلمانيين من مختلف القوى السياسية بما فيهم الاشتراكي، سلطان السامعي مشاركتهم في جلسة أمس، ويأسفون لعدم تمكنهم من الحضور بسبب ظروف قاهرة.. الأسماء: - ياسر العواضي - أحمد الكحلاني - سلطان السامعي - يحيى الحوثي - زكريا الزكري - عبدالله بن معيلي - أحمد صوفان - أحمد السنيدار - علي الصعر - عبده العودي وفضلاً عما تضمنه البيان الصادر عن الفار هادي، عكست التغطية الإعلامية لقنوات الحدث، العربية، الجزيرة، سكاي نيوز وأخواتها حجم المأزق الذي وقع فيه تحالف العدوان السعودي وحكومة الفار هادي جراء..... آخر ذرائع في الاستمرار بعدوانهم على شعبنا. ولإدراك أهمية هذه الخطوة الدستورية من قبل القوى الوطني، المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، وأنصار الله وحلفاؤهم، حذر الفار هادي من انعقاد مجلس النواب مهدداً باستهداف كل عضو يحضر الجلسة. في إطار مفكرين وكتاب عرب: ضربة قاضية للتحالف السعودي ((صورة عطوان+ جلول)) اعتبر رئيس تحرير (رأي اليوم) اللندنية الكاتب والإعلامي العربي الكبير عبدالباري عطوان انعقاد البرلمان بنصاب قانوني مكتمل ومنح الثقة للمجلس السياسي الأعلى كمجلس حكم لإدارة شئون البلاد وتصعيد سياسي ذكي ومحسوب بعناية من قبل المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله، زاد من أهمية تصعيد عسكري موازي في جبهات ما وراء الحدود (جيزان، نجران، وعسير). وقال عطوان في مقال له أمس: "نستبعد أن يلجأ التحالف "الحوثي الصالحي" إلى استصدار قرار عن البرلمان بإلغاء المبادرة الخليجية، التي هي سعودية في الأساس، ولكن لا نستبعد، بل لا نستغرب، قبول هذا البرلمان لاستقالة الرئيس هادي رسميا في الأيام والأسابيع المقبلة، كرد على التصعيد العسكري، وإعلان "النفير" في تعز وباقي المناطق. وتابع: الردود التي سيتم الأقدام عليها من قبل التحالف "الحوثي الصالحي" كرد على التصعيد العسكري، ربما تكون تدريجية ومدروسة بعناية، بحيث تظل محصورة في "استفزاز? القيادة السعودية، وتقليص شرعية الرئيس هادي وحكومته إلى الحدود الدنيا، مع الحرص في الوقت نفسه على تجنب إغضاب الأممالمتحدة وأمريكا وأوروبا. أصبح البرلمان، وفي ظل التطورات الاخيرة، هو الشرعية الاكثر تمثيلا للشعب اليمني وقواه الحزبية والسياسية، والسلطة التشريعية المؤهلة لاتخاذ القرارات العليا، ومن بينها قبول استقالة الرئيس هادي، وإسقاط الشرعية عن كل قراراته، بما في ذلك تشكيل حكومة السيد احمد بن دغر التي لم تحظ بثقته، أي البرلمان. وتابع أيضا: بات بإمكان المجلس إلغاء مبادرة السلام الخليجية التي وصل بمقتضاها الرئيس هادي إلى السلطة، وإعادة حكومة السيد بحاح إلى العمل، والتصديق على المجلس السياسي الأعلى الذي أسسه التحالف "الحوثي الصالحي" بالتوافق لإدارة شؤون البلاد بالتناوب. وفي السياق أكد الكاتب العربي الكبير فيصل جلول أنه بانعقاد مجلس النواب والمصادقة على المجلس السياسي الأعلى كمجلس حكم لإدارة شئون البلاد.....