انفلات أمني مريع واقتتال ومعارك داخلية تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل عملاء ومرتزقة العدوان السعودي بمحافظة تعز، ومن جهة أخرى حققت قوات الجيش واللجان الشعبية انتصارات جديدة في عدد من الجبهات المشتعلة بالمحافظة وتلك الواقعة في نطاق الحدود الإدارية مع محافظة لحج. وفي هذا الصدد عاد التوتر في مدينة التربة، مركز مديرية الشمايتين، منذ ظهيرة، أمس الأحد، بعد اندلاع معارك مسلحة بين فصائل موالية للعدوان من أبناء قبائل الصبيحة محافظة لحج وأخرى من محافظة تعز، نتج عنها قتلى وجرحى من الطرفين. وقال سكان محليون من أهالي التربة ل"اليمن اليوم" إن مسلحين ممن يطلقون على أنفسهم "المقاومة"، يقودهم شخص يدعى شفيع الصبري، أطلقوا النار على اثنين من أقرباء أحد قيادات المرتزقة من أبناء الصبيحة وهما "رأفت محمد زنيط الصبيحي" الملقب ب"أبو عيون" وابن عمه "تامر زنيط" أثناء بيعهما القات في محل تابع لهما بسوق مدينة التربة ظهر أمس، ما أدى إلى مقتل "أبو عيون" وإصابة ابن عمه تامر، الذي تم نقله للعلاج في مستشفى خليفة بالتربة. وأوضحت المصادر أن القتلة بقيادة شفيع الصبري فروا بعد ذلك واحتموا داخل المجمع الحكومي للمديرية، لحظة تواجد وكيل محافظة تعز الموالي للعدوان، محمد الصنوي، سكرتير أول الحزب الاشتراكي، وعدد من أعضاء السلطة المحلية الموالية للعدوان داخل المبنى، لافتاً إلى أن قبائل الصبيحة أعلنت بعد ذلك النفير العام ودخول مدينة التربة ب"20 طقماً" يستقلها مسلحون بمختلف الأسلحة بما فيها قاذفات ال"آر بي جي" وصواريخ "لو" ومعدلات 14/7، وقاموا بمحاصرة المجمع الحكومي مطالبين بتسليم القتلة، غير أن الطرف الآخر رفض تسليمهم لتندلع بعد ذلك مواجهات عنيفة بين الطرفين لا تزال متواصلة حتى كتابة الخبر الثامنة مساءً، واستخدم المتحاربون فيها المعدلات وقذائف ال"آر بي جي" والقنابل الهجومية، ما أدى إلى سقوط 5 قتلى من الطرفين وإصابة أكثر من 9 آخرين، ومن بين المصابين، طبقاً للمصادر المحلية، نائب مدير أمن الشمايتين، عبدالسلام نعمان وعدد من مرافقيه. وأكدت المصادر أن وساطات تبذلها شخصيات اجتماعية وقيادات عسكرية من الصبيحة وتعز لاحتواء الموقف بين الطرفين، إلا أن جميع الجهود لم تصل إلى نتيجة، حيث استمر حصار المجمع الحكومي حتى المساء. وقال وكيل محافظة تعز الموالي للعدوان محمد الصنوي، في تصريح صحفي عصر أمس، إن مجاميع مسلحة حاولت الدخول إلى المجمع الحكومي للشمايتين بعد نصبها نقاطاً أمنية على مدخل مدينة التربة واشتبكت مع الحراسة ولا تزال تحاصر المجمع الذي يتواجد فيه مع عدد من مسؤولي السلطة المحلية. فيما زعم الموقع الرسمي للحزب الاشتراكي "الاشتراكي نت" أن المليشيات التي اقتحمت مركز مديرية الشمايتين وحاصروا مبنى المجمع الحكومي هم خلايا نائمة تابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين. من جهتها لم تستبعد مصادر محلية أخرى أن تكون مواجهات أمس في التربة امتداداً لخلافات المرتزقة من أبناء الصبيحة وآخرين من تعز والتي زادت مع سيطرة الجيش واللجان الشعبية على مديرية حيفان بشكل كامل منتصف أغسطس الجاري، حيث كشفت تلك المصادر ل"اليمن اليوم" بأن القتيل "رأفت زنيط" وابن عمه الجريح "تامر زنيط" هما أبناء عم القائد السلفي من أبناء الصبيحة، فهمان الغبس، بينما القتلة يتقدمهم شفيع الصبري، يتبعان العقيد وليد الذبحاني، الذي كان قائد المرتزقة في جبهة حيفان، وفهمان الغبس نائبه، وبعد ذلك جرى خلاف بين الذبحاني والغبس بسبب اتهامات متبادلة حول بيع الأسلحة والذخائر المقدمة من قيادة العدوان، ووصل الأمر إلى إطلاق نار بين الطرفين في الخزجة بمديرية حيفان، قبل أن يقوم الجيش واللجان بدحرهم من جميع مناطق حيفان، وفرار الغبس مع مجموعته إلى طور الباحة، ووليد الذبحاني إلى "التربة". يذكر بأن مرتزقة العدوان أعلنوا حالة الطوارئ في مدينة "التربة" منتصف أغسطس الجاري، بعد اقتراب الجيش واللجان منها ووصول المعارك إلى مديرية المقاطرة والسيطرة النارية للجيش واللجان على طريق هيجة العبد الرابط بين لحجوتعز. ومعارك بين العملاء في مدينة تعز مدينة تعز، مركز محافظة تعز، هي الأخرى شهدت معارك مسلحة بين الفصائل الموالية للعدوان السعودي نتج عنها قتلى وجرحى. مصادر محلية وأخرى أمنية متطابقة، أفادت "اليمن اليوم" بأن مسلحين ممن يطلقون على أنفسهم "كتائب الزناقل" بقيادة شخص يدعى محمد الزنقل، هاجموا، مساء أمس الأول، مركز الشرطة في شارع جمال، وحاولوا اقتحام سجن المركز وتهريب عناصر متورطة بقتل القيادي في حزب الإصلاح محمد الذيفاني، مدير قسم شرطة حي الأشبط، في وقت سابق من الشهر الجاري. وأوضحت المصادر أن أفراد قسم الشرطة المسيطر عليه من قبل الموالين للعدوان تبادلوا إطلاق النار مع المهاجمين ما أدى إلى مقتل الجندي محمد عبدالباسط الحميدي، المعروف ب"محمد الباسطي" وإصابة الجندي، موسى عبدالعزيز شداد، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار. والقتيل محمد الحميدي هو أحد العناصر التي قاتلت في صفوف الموالين للعدوان بجبهة عصيفرة. كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين موالين للعدوان من حزب الإصلاح بقيادة شخص يدعى محمد حمود الشرعبي، مع آخرين من ذات الفصيل، على خلفية تقاسم أجهزة ومعدات طبية والكترونية وسيارة نوع "شاص" تم نهبها من مستشفى الدرن للجذام بمنطقة الحصب. وطبقاً لمصادر محلية فقد رفض محمد الشرعبي المقرب من القيادي في حزب الإصلاح حمود المخلاف تسليم السيارة الشاص التي كانت حصة مجموعة من الأفراد، فقام عدد منهم بإطلاق النار على منزل الشرعبي، الأمر الذي دفعه إلى إحراق "الشاص" أمام مقر حزب الإصلاح. واندلعت مواجهات مماثلة بالقرب من مدرسة بلقيس التي يتمركز فيها مسلحون من حزب الإصلاح، إثر خلافات بين عناصر تابعة للإصلاح وأخرى تابعة لكتائب أبو العباس "السلفية". ويتواجد في مدينة تعز قرابة 15 فصيلاً موالياً للعدوان السعودي، يسعى كل منهم إلى ابتلاع الآخر بغرض السيطرة والنفوذ بالإضافة إلى خلافات حول أسلحة وأموال سعودية. تطورات المعارك مع الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى، تواصلت، أمس، المعارك بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين والفصائل الأخرى الموالية للعدوان، في محيط جبل هان، غرب مدينة تعز. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن الجيش واللجان تمكنوا، أمس، من استعادة عدد من المواقع التي كان المرتزقة قد سيطروا عليها الأيام القليلة الماضية في محيط جبل هان، لافتاً إلى سقوط قتلى وجرحى من المرتزقة وتدمير آلية لهم بقذائف مدفعية أطلقها الجيش واللجان الشعبية. وشهدت الأطراف الجنوبية لمديرية حيفان، المحاذية لمديريتي المقاطرة وطور الباحة، التابعتين لمحافظة لحج، معارك متقطعة، فجر أمس، إثر محاولة عناصر من المرتزقة التسلل إلى مواقع الجيش واللجان في أطراف المديرية المطلة على خط الإمداد الرئيس للمرتزقة ممثلاً بطريق هيجة العبد. وأكد ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني في ذات الجبهة مصرع قيادي في تنظيم القاعدة يحمل الجنسية السعودية ويدعى أبو حور الغامدي، وآخرين، بنيران الجيش واللجان الشعبية أثناء محاولتهم التقدم باتجاه مواقع الجيش واللجان جنوب مديرية حيفان، مشيراً إلى أن القتيل الغامدي كان يرافقه مسلحون من عناصر "حسم" السلفية. وفي مديرية الوازعية، جدد مرتزقة العدوان استهداف المناطق المتاخمة لجبال مديرية المضاربة ورأس العارة، بالقذائف المدفعية والرشاشات المضادة للطيران، ما دفع الجيش واللجان إلى الرد بالمثل على مصدر النيران، فيما قصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، تجمعات لآليات ومجندي العدوان السعودي، شرق جبال كهبوب الاستراتيجية التابعة لمديرية المضاربة ورأس العارة، وذلك خلال محاولات للمرتزقة بالتقدم نحو "كهبوب" غير أن صاروخية الجيش واللجان أجبرتهم على التراجع بعد أن تكبدوا قتلى وجرحى. وتأتي هذه المحاولة بعد يوم من محاولة مماثلة للمرتزقة شرق جبال كهبوب. وشن طيران العدوان السعودي في وقت متأخر من مساء أمس الأول، غارتين استهدفت مدينة ذوباب ومدارس العمري، بمديرية ذوباب.
