من غير المعقول أو المقبول أن ننحاز في اليمن، ضد "إيران" هكذا لمجرد أن لديها خلافات سياسية مع دولة ثالثة هي السعودية!. هكذا الأمر بالنسبة لعلاقة اليمن بالسعودية، قد تكون أيٌ من الدولتين أو كلاهما سيئا، لكن لنختبر هذه النقطة على محك المصالح الموضوعية، بعيدا عن القضايا العقائدية، لأنها بلاهة خالصة، فمن حق أي مذهب أو دين أو إيديولوجية أن تدخل اليمن وتجد لها أتباعا ومريدين. المهم، المصالح هي لغة السياسة الدولية، والأصل في العلاقات الدولية أن تتقارب أو تتباعد وفق تقارب أو تباعد مفردات هذه اللغة العالمية. لدينا مصالح كائنة أو ممكنة مع إيران، ومصالح أكثر بكثير مع السعودية، ولا تعارض بينهما إلا في حال تركنا لغة المصالح، وضحينا باليمن على محرقة صراع إقليمي سخيف لا علاقة له باليمن ولا بمصالح اليمنيين.. أو بعبارة أخرى إذا ضحينا بمصلحة اليمن من أجل مصالح السعودية أو إيران.!! لا يمكن لدولة راشدة أن تنحاز إلى أو عن دولة أخرى لمجرد قضايا عاطفية أو عقائدية أو إيديولوجية معزولة عن المصالح الموضوعية، أو تبعاً لصراع إقليمي أو دولي لا علاقة له بالمصالح المباشرة لتلك الدولة.