عاد تنظيم القاعدة الإرهابي إلى الظهور مجدداً في مدينة تعز مركز المحافظة، وبشكل لافت، بالتزامن مع ازدياد الصراعات بين الفصائل الموالية للعدوان داخل المدينة، فيما كثف طيران العدوان السعودي غاراته مستهدفاً مناطق متفرقة في ذات المحافظة، وأخرى في محافظة لحج، مع تجدد المواجهات بين مرتزقته وبين الجيش واللجان الشعبية بعدد من الجبهات. سكان محليون في مدينة تعز، أفادوا "اليمن اليوم" بأنهم شاهدوا يومي، أمس وأمس الأول، أطقماً سوداء مطبوعاً عليها شعار تنظيم القاعدة ويستقلها مسلحون يرتدون ملابس "أفغانية" –اللباس التقليدي للقاعدة- وهي تجوب شارع التحرير الأسفل وسوق الصميل وعدد من الأحياء المتفرعة من شارع جمال والواقعة وسط المدينة، وكان عناصر التنظيم الإرهابي اختفوا نوعاً ما، مؤخراً، من شوارع المدينة قبل أن يعودوا إلى الظهور بشكل لافت خلال اليومين الماضيين. وفي السياق، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعربات تابعة لتنظيم "القاعدة" تجوب شوارع تعز، وهي عبارة عن سيارات تبيع شعارات وكتيبات وسيديهات تابعة للتنظيم الإرهابي، ويطلق عليها التنظيم اسم "الكشك الدعوي". ولم يشر الناشطون إلى تاريخ التقاط تلك الصور. وسبق أن قام تنظيم القاعدة بنشر تسجيلات "فيديو" تظهر مشاركة عناصره في القتال إلى جانب الموالين للعدوان، وخصوصاً في الجبهات الواقعة شرق مدينة تعز. ويعتبر حي الجمهوري بمديرية القاهرة، المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة، والذي يسيطر على الحي بشكل كامل، بالإضافة إلى تواجد لعناصره في عدد من الأحياء الأخرى، منها أطراف حي الجحملية على خطوط التماس مع الجيش واللجان، كما يسيطر التنظيم الإرهابي على عدد من التباب في حي الدحي، غرب المدينة، والمطار القديم وشارع الهريش، بالقرب من ما يسمى ب "ساحة الحرية" وكذلك في الأطراف الشرقية من حي الروضة والتباب المطلة على التحرير الأسفل في الضبوعة وبعض الحارات المتواجدة أسفل قلعة القاهرة ووادي المعسل. وطبقاً لمصادر محلية فإن التنظيم الإرهابي قام مؤخراً بعملية تجنيد واسعة بين الشباب في الأحياء الواقعة تحت سيطرته، بالإضافة إلى استقطاب عناصر من الفصائل الأخرى. إغلاق أكبر سوق شعبي من جهة أخرى أغلقت قيادة شرطة محافظة تعز المعينة من قبل الفار هادي، أكبر سوق شعبي في مركز المحافظة، إثر اشتباكات بين فصائل ما أسمتها (المقاومة) نتج عنها قتلى وجرحى من الفصائل وآخرين مدنيين واحتراق أجزاء من السوق. وذكرت مصادر محلية في تعز أن أطقماً عسكرية يستقلها مسلحون يرتدون ملابس شرطة وآخرون بملابس مدنية قامت، أمس، بالنزول إلى سوق ديلوكس، وسط المدينة، وطردت الباعة وأصحاب البسطات والمحال التجارية وإغلاق السوق بشكل كامل أمام المتسوقين، فيما شوهدت عدد من الأطقم تحمل كميات من القات والخضروات من داخل السوق إلى أماكن مجهولة. وقال بيان صادر عن العميد محمود المغبشي، المعين من قبل الفار هادي مديرا عاما للشرطة، أن إغلاق السوق جاء بعد أن تسبب بأحداث مؤسفة خلال الأيام القليلة الماضية. وسقط قتلى وجرحى من مسلحي صادق سرحان، وآخرين من أتباع أبو العباس يومي الخميس والجمعة جراء مواجهات في ذات السوق، أسفرت أيضاً عن احتراق عدد من البسطات والمحال التجارية. ويقع سوق ديلوكس ضمن المربع الواقع تحت سيطرة مسلحي صادق سرحان، وتذهب ثلث إيراداته لصالح سرحان، فيما يسعى السلفيون من فصيل "أبو العباس" للاستحواذ على الإيرادات، وهو الأمر الذي تسبب في اندلاع اشتباكات متفرقة أكثر من مرة بين مسلحي الفصيلين نتج عنها قتلى وجرحى من الطرفين ومدنيين. التطورات الميدانية وفي سياق المعارك الدائرة بين الجيش واللجان الشعبية وبين المسلحين الموالين للعدوان السعودي، أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية، أن المعارك تواصلت، أمس، بين الطرفين في ثعبات والجحملية، شرق مدينة تعز، بالتزامن مع مواجهات مماثلة في وادي الزنوج، شمال المدينة، ومحيط جبل "هان" المطل على وادي الضباب، غرب المحافظة، فيما شهدت مديرية الصلو مواجهات ليلية وقصفا مدفعيا متبادلا إثر محاولات فاشلة للمرتزقة التقدم باتجاه منطقة الصيريتين. واعترفت مواقع إعلامية تابعة للعدوان، أمس، بمصرع قائد المرتزقة في جبهة الصلو، يدعى عدنان الحداد، أثناء المواجهات مساء أمس الأول "الجمعة". في غضون ذلك شهدت الجبهات الواقعة ما بين مديرية الوازعية التابعة لمحافظة تعز ومديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، تبادل قصف مدفعي، بالتزامن مع صد محاولة تقدم جديدة للمرتزقة شرق جبال كهبوب في ذات المديرية" المضاربة ورأس العارة" واستهداف مكثف بالمدفعية من قبل المرتزقة على قرى منطقة "مغنية" بمديرية القبيطة لحج. وكثف طيران تحالف العدوان السعودي غاراته المتزامنة مع المعارك، حيث نفذ غارتين على أطراف منطقة الصيار بمديرية الصلو، وغارة على منطقة الشقب، وغارتين على منطقة صالة شرق مدينة تعز، ومثلها على منطقة العمري بمديرية ذوباب، وكذلك غارتين على موقع الشبكة بمنطقة الزاهري مديرية المخا، وثلاث غارات على مناطق مفرق "وادي ثرك" ووادي "سن صنفه" شمال شرق جبال كهبوب بمديرية المضاربة ورأس العارة. والخميس المنصرم استشهد 3 وأصيب 9 آخرون من عمال محطة تحلية المياه في مديرية المخا جراء غارة سعودية استهدفتهم في مبنى إدارة المحطة، فيما استشهدت الطفلة أماني صادق العواضي، والطفل محمد شكيب محمد، والمواطن محمد حمود مقبل، وأصيبت الطفلة مارينا إبراهيم العوضي، جراء سقوط قذيفة هاون أطلقها المرتزقة على حي صالة، بمدينة تعز.