أكد القيادي في حزب الحق حسن زيد تهديد الشيخ حميد الاحمر للهاشميين بالطرد من محافظة صنعاء، بعد قيام جماعة الحوثي بوقف خدمة سبأ فون في صعدة. وقال حسن زيد إن حميد الاحمر توعّد بالقبض على رئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح هبرة وقيادات أنصار الله المشاركين في الحوار حتى لو وصل إليهم إلى فندق "موفمبيك" الذي تعقد فيه جلسات الحوار الوطني. وأضاف زيد أن تهديد حميد الأحمر للهاشميين أو لغيرهم بالطرد أو النفي مرفوض ومدان وغير مقبول. وفيما يلي نص توضيح حسن زيد: كنت قد كتبت توضيحا مطولا لحقيقة ما قيل وخلفيته إلا أن الجهاز أقفل فضاعت المسودة، وبقي جزء منه كنت قد عملت له نسخ، وهو مجرد مقدمة لا يجب الاستنتاج منها أو البناء عليها حتى تكتمل الصورة. وهاهو الجزء... عن الحديث الذي تم بيني وبين الأخ الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر.. * أولاً لقد كنت أتمنى أن لا ينشر الحديث كي أتمكن من الاستمرار في لعب دور الوسيط بين الإخوة أنصار الله، الذين قُتل 6 من المحسوبين عليهم في مدينة حوث بينهم امرأة وأصيب طفلان بجروح في جريمة قبيحة انتهكت فيها كل الحرمات والأعراف والقيم من قبل عصابة خلت الرحمة والمروءة والدين والأخلاق من نفوسهم وعقولهم وقلوبهم. وبين الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر، الذي اتُهم بأنه من يقف خلف الحادث وحُمل مسؤوليته من قبل أنصار الله كما جاء في التصريحات والبيانات الصادرة عن جهات مسؤلة مخولة تمثل الأنصار. ونتيجة للحادث أقدم المواطنون من أبناء محافظة صعده من أقارب وأحباء المغدورين بحسب كلام الأنصار على وقف خدمة سبأ فون في المحافظة. * وكان الشيخ حميد بعد عشاء يوم السبت قد اتصل مستنكراً ورافضاً توجيه الاتهام إليه مديناً تحميله مسؤولية ما يصدر عن غيره ممن لا تربطه به أية علاقة إلا علاقة الانتماء القبلي الذي لم يعد كما كان موحداً لتعدد الانتماءات والولاءات... مؤكداً أنه لا يمكن أن يقدم أو يشجع جريمة كتلك لعدم وجود المصلحة ولغياب الخصومة بينه وبين المغدورين، وحتى لو افترض أن هناك خصومة وعداوة وحرب بينهم وبين (الحوثة ) فلا يمكن أن يستهدف من لا يؤثر استهدافهم في موازين الصراع.
وطلب مني (بما أمثله) أن نتحرك لاحتواء وإدانة الموقف العنصري تجاه آل الأحمر والعصيمات، لأن رد الفعل سيطالنا نحن (الهاشميين) وبالذات الرموز. وبخصوص قطع خدمة سبأ فون قال إنه قد اتصل بالمسئولين في الحكومة لقطع الاتصالات عن صعده أو اتخاذ إجراء لضمان بسط سيطرة الدولة على صعده وتحريرها من سيطرة (الحوثي). * وعصر يوم الأحد اتصل بي وهو منزعج جداً من استمرار قطع خدمة سبأ فون عن مناطق صعده رافضاً ذلك وبشدة، متوعداً بأنه لن يقف مكتوف اليدين، ولا يمكن أن يسمح (للحوثي بالتحكم في صعده) والتواجد الآمن في صنعاء، ولهذا إذا لم تُعَد الخدمة سيلقي القبض على صالح هبرة حتى لو وصل إليه في الموفمبيك، وطلب مني إبلاغ الأخ صالح هبرة بأن الوجه من الوجه أبيض؛ لأنه لا يريد أن يقدم على شيء دون إنذار.. وتفاعل غضبه ووسع من تهديده ليشمل كل قيادات أنصار الله المشاركين في الحوار، ولن يسمح لهم بالتحكم به في صعده ويظلوا آمنين مستقرين بصنعاء. وواصل بأنه لن يسمح للهاشميين بالبقاء في صنعاء، وسيعمل على إخراجهم من صنعاء، فسألته كل الهاشميين بما فيهم الوالد محمد المنصور والدكتور محمد عبدالملك المتوكل وأنا؟ فرد بنعم، بل وأقرب المقربين إليه (وذكر أحد الإخوة الذين يقدرهم كثيراً ويعزهم، وله مكانة خاصة عنده وعند إخوانه) . فسألته: إلى أين ستخرجنا؟ رد: إلى صعده. قلت: هذه عنصرية ياشيخ ؟ قال: كما يعامل من خلال انتمائه. وطلب مني مؤكداً علي إبلاغ رسالته أو إنذاره للأخ صالح، وانقطع الاتصال لأنه دخل قاعة عرس. * كنت في أثناء الحديث وقبل أن يتصاعد الغضب والحدة قد اقترحت عليه أن نلتقي بحثاً عن حل لمشكلة قطع خدمة سبأ فون والمشكلة، وعرضت عليه أن نخزن معاً، ورد علي بأنه سيتصل بي بعد أن ينتهي من حضور العرس. وفعلاً اتصل بعد ساعة أو أكثر، وقال بأنه مخزن في البيت، ولكني كنت قد انتقلت للمقيل عند بعض الإخوة. استعجلت خروجي من المقيل واتصلت به وكان منتظراً لمجيئي إلا أنه كان في حدة، وكنت أعتقد أنه في النهضة فاعتذرت، واتفقنا على اللقاء اليوم التالي- (الاثنين)- إلاّ أن انتشار جزء من مضمون المكالمة (الرسالة) منسوباً إليّ جعل التواصل واللقاء محرجاً، بل إني اعتقدت بأن التسريب القصد منه منعي من أي تدخل.
* لم أتمكن حتى مغرب يوم (الاثنين) من معرفة تفاصيل ما نشر لأني كنت بعيدا عن الانترنت ولم آخذ أي صحيفة، ولهذا اكتفيت بالتصريح إني لم أصرح لأي وسيلة إعلام أو صحيفة، وكنت قد صرحت لصحفي بالجمهورية بأني لم أتواصل مع الأخ محمد علي العماد لأنه نسب إليه القول بأني صرحت أن الشيخ حميد قال بأنه سيطرد الهاشميين من صنعاء. * وفي المساء أُبلغت أن الأخ الأستاذ علي البخيتي أنزل الخبر بتفاصيل جديدة ونسبه إليّ كتصريح خصصت وكالته به. مع أني أكدت عليه أن ما قلته ليس للنشر، وقد قلته لأنه كان قد سبق نشر الخبر ونسبه لقيادي في اللقاء المشترك وشكك في صدق الخبر فأراد أن يتأكد من صدق من أخبره، وقلت له وهو أحد القيادات في الأنصار: لا يمكن أن يكذب عليّ وأنا لا يمكن أن أكذب، فقال هل سجلت الحديث فرديت عليه بأني لا أسجل مكالماتي ولا يمكن أن يكذِّبني الشيخ حميد لأنها رسالة أراد وصولها، وقد كان جواري الشيخ حسين والأخ علي إسماعيل المتوكل وخالد السودي. * من الجدير بالذكر أن الشيخ حسين بن عبدالله شقيق الشيخ حميد كان قد سمع بالحديث وعبر عن رفضه وإدانته لما صدر من حميد، وقال بأنه لا يمكن أن يسمح هو وإخوانه لحميد بالإساءة لعلاقتهم بأنسابهم وأصدقائهم ووالدهم وآبائهم.
* طبعاً كان الإخوة الأنصار قد ردوا على رسالة الشيخ حميد برسالة، وكنت أرى أن فيها مخرجاً إلا أني فضّلت أن لا أبلغه بها إلا عند اللقاء به. وهذا ما لم يتم لأن الجو تكهرب بالنشر. * خلاصة ما أريد أن أقوله أن التهديد للهاشميين أو لغيرهم بالطرد أو النفي مرفوض ومدان وغير مقبول وضد التعايش وانتهاك للحقوق وعنصرية. أقول هذا ليس لأنه وجِّه إلي بل لأنه مدان ويسبب فتنة وعنصري. حتى لو قيل في حق أشد خصومي (مع أنه لا يوجد لي خصومة مع أحد في اليمن) فكلنا شركاء وإخوة مهما كانت حدة التنافس فيما بيننا. ومع رفضي لذلك ورغم أن الشيخ حميد كان صارماً وجازماً وحاسماً في تهديده إلا أني لم أحمله على محمل الجد لاستحالته ولعدم جدواه ولأنه يضر بالشيخ حميد بدرجة واضحة له شخصياً، وقد فهمت كما حاول هو أن يقول بأنه سيعامل الهاشميين كما يعامَل هو وأسرته لمجرد أنه (من آل الأحمر) من قبل شباب الأنصار والهاشميين في مجملهم، واتهامه بالجريمة مبني على أساس انتمائه القبلي والأسري مع معرفة الجميع أن لا علاقة له مباشرة بالقبيلة لانشغاله بالعمل السياسي والتجاري. وقد صرح أن المطلوب من الهاشميين أن يمارسوا الضغط على حركة الانصار أو يميزوا أنفسهم عن مواقفهم العدائية وأنه سيعاملنا كقبيلة مادام الأنصار يتعاملون معه بنفس المنطق.
* أنا لا أريد أن يفهم بأني أبرر له، أو أتفهم دوافعه، لأنها غير مقبولة وغير مبررة. ولكني أيضاً أريد أن ألمح إلى أن التعميم المقابل وإصدار الإحكام على أسرة (آل الأحمر) أو (آل عفاش) أو سنحان أو حاشد أو عبيده أو خولان أو تعز أو جزء من قبيلة أو منطقة أو أتباع مذهب أو دين بتعميم حكم على المجموع من خلال سلوك فرد أو عصبة أو جماعة منهم سلوكاً معيناً (بالإيجاب أو السلب) هو نفس منطق تحميل عرق أو أسرة المسؤولية عن فعل صدر من أحدهم أو من بعضهم.
* لنحاكم مواقف وسلوكيات ملتزمين ( ولاتزر وازرة وزر أخرى). ولنرفض العنصرية والعرقية والطائفية عندما تصدر ممن يحسبون علينا قبل أن ندينها ونرفضها عندما تصدر في حقنا. ولنبحث عن حلول لمشاكلنا لا أن نستغل المشاكل والجرائم لنحولها إلى وقود للكراهية. أنا لا أقبل أن يهددني أحد كما لا أقبل أن يتهمني أحد بدون دليل أو قرائن، وفي نفس الوقت لا أجيز لنفسي أن أهدد أو أتهم المنافسين والخصوم بدون دليل أو قرينة وشواهد. كما لا أطيق أن أدان لأن أحد من تربطهم بي وتربطني بهم قرابة أو علاقة تنظيمية أو انتماء مذهبي أو عرقي أو مناطقي ارتكب فعلاً غير مقبول ومدان ومجرم.
* لنحاسب بعضنا على مواقفنا وأفعالنا وسلوكنا الفيزيائي والفكري والنظري سلباً وإيجاباً.ولنتوقف عن التعميم والإطلاق والتهم الجاهزة. لنعمل جميعاً على تقديم المجرمين للعدالة في جريمة حوث المنكرة، ولنطالب جميعاً بالتحقيق الشفاف لكشف من يقف وراءهم ومن يمولهم ويحرضهم. وكذلك كل جريمة، ما لم فإننا نحول الجريمة إلى وقود وطاة وفتيل لتفجير سلسلة من الجرائم. والله من وراء القصد.