قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الأربعاء إنه "متفائل" بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية الست (5+1) بشأن برنامج طهران النووي. وقال صالحي ل"رويترز" لدى سؤاله على هامش مؤتمر للأمم المتحدة في فيينا عن مدى ثقته في الخروج بنتيجة إيجابية إنه "واثق جدا". واختتمت القوى العالمية وهي فرنساوألمانيا والولايات المتحدةوالصين وروسيا وبريطانيا في وقت سابق الأربعاء محادثات جرت على مدى يومين مع إيران دون إحراز تقدم، لكنها اتفقت على عقد اجتماع في إسطنبول الشهر المقبل واستئناف المفاوضات في كازاخستان في الخامس من أبريل. وكان مصدر قريب من المحادثات النووية بين القوى الكبرى وإيران قال إن المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني "لم تحرز أي تقدم"، مع انتهاء الاجتماع بين الطرفين في ألما أتا عاصمة كازاخستان الأربعاء. وفيما لا تزال القوى الغربية بانتظار رد إيران على مقترح تخفيف العقوبات مقابل وقف العمل بموقع نووي إيراني، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن المصدر في كازاخستان: "حتى الآن لم يحدث تقارب ما. هناك انطباع بأن المناخ في المحادثات ليس جيدا". واتفق الجانبان على عقد جولة محادثات نووية "على مستوى الخبراء" في اسطنبول بتركيا، في 17 و18 مارس المقبل. وذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أنه تم الاتفاق أيضا على عقد اجتماع آخر في كازاخستان بعد محادثات اسطنبول. وقال كبير المفاوضين في المحادثات النووية الإيرانية سعيد جليلي يقول إن إنتاج الوقود النووي بدرجة نقاء 20 % قد يتم بحثه خلال المفاوضات، لكنه أوضح: "لا يوجد مبرر لإغلاق محطة فورودو للتخصيب". وحسب الأنباء التي وردت من ألما أتا فإن العرض الغربي هو عبارة عن تحسين طفيف في تخفيف العقوبات عما عرض على إيران في الجولة السابقة من المفاوضات، ويتوقع ألا تقبل إيران بالشرط الغربي المطلوب وأن تتقدم باقتراح مضاد. ويصاحب المفاوضات تصعيد إعلامي غربي بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعدما استبقت طهران جولة المفاوضات بأكثر من إعلان عن تطوير قدراتها النووية. ونشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية ما قالت إنها صور التقطت حديثا تظهر خطة بديلة لدى إيران لانتاج القنبلة النووية. عرض جديد وعرضت القوى الكبرى (مجموعة 5+1) على إيران الثلاثاء، تخفيفا محدودا للعقوبات في مقابل وقف الجانب الأكثر إثارة للخلاف في أنشطتها النووية في اليوم الأول من المحادثات النووية، ووعدت إيران بالرد باقتراح على نفس المستوى. ,تشارك في المحادثات مع إيران، وهي الأولى منذ 8 أشهر، الدول الخمس الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا. واستغلت إيران الوقت منذ آخر اجتماع في يونيو لتوسيع أنشطتها النووية التي يشتبه الغرب في أن الغرض منها هو اكتساب القدرة على تصنيع قنبلة ذرية، ولمحت إسرائيل إلى أنها ستمنع ذلك بالقوة إذا فشلت الدبلوماسية. وتأتي المفاوضات التي تستمر يومين في أعقاب اجتماعات غير حاسمة عقدت العام الماضي في اسطنبول وبغداد وموسكو. ووصف دبلوماسيون غربيون اليوم الأول من المحادثات بأنه "مفيد"، لكنهم قالوا إن المفاوضين الإيرانيين لم يردوا على الفور على طلب القوى الست بأن تغلق طهران محطة "فوردو" النووية تحت الأرض، التي تأتي في قلب مخاوف الغرب. وتقول طهران إن من حقها كدولة ذات سيادة أن تقوم بعمليات التخصيب النووي لأغراض سلمية لتوليد الطاقة، وترفض على الأخص إغلاق محطة "فوردو" للتخصيب وهو الشرط الذي تضعه القوى الكبرى قبل تخفيف العقوبات. وجاء في تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوعان الماضيان، أن إيران بدأت للمرة الأولى في تركيب أجهزة طرد مركزي متقدمة تتيح لها تسريع تخصيب اليورانيوم بشكل كبير.